ما كانَ يُخفي غَداةَ الحَرْثِ مُنزلقَهْ
يسْتمرأُ الَّلهْوَ يجري حاسدًا طُرُقَهْ
وغيرُ مُكترثٍ إن شفّهُ سَقمٌ
أو راح يشتمُهُ مَن أدمنَ السَّرِقهْ
وَيْلُمِّهِ ، كيفَ يسْتخذي بلا سَغبٍ
يعبُّ بالوهمِ كأسًا نادبًا أرَقَهْ ؟
من يومِ أن صاحبَ الإنكارُ حائطَهُ
يدعو ثبورًا ، فما يدنو الحَيا عُنُقَهْ
ميزانُه مائلٌ من فرط سَفسَطةٍ
ودربُه موحشٌ ، أوّاهُ يا خُلُقَه !
آذى القِصابَ ، قِبابُ الدمعِ تخبرُني
أنَّ الذي خانَها لم يفقهِ العَلَقَهْ
لم يروِ منطقَهُ إلا سماسرةٌ
لم يغترفْ أدبًا ، لم يدرِ مَن خَلَقهْ
يُشاطرُ الجِنَّ بالآراءِ يتبعُهُ
زيفُ الأقاصيصِ مَسًّا ظلّ مُسْترقَهْ
ويحَ الذي يمتطي الأهواءَ هذرمةً
إذا بهِ ناشرٌ بعد القذى قلقَهْ
هوّنْ عليكَ فلا زالت حمائمُنا
ملء الفضاءِ ، وما أخفى الهَنا طُرُقَهْ
هوّنْ عليك فما الأرواحُ باليةٌ
أو عَزفُ باليةٍ يهوى الصَّدى مِزقَهْ !
لا تعْطِ للفكرِ كُمًّا خيطَ من سَفهٍ
خالِ الوفاض ، إذا جَنَّ الدجى سرَقَهْ
أدركْ معاني المواضي غِمْدَ روْنقها
فلم تعد حوْمَةُ الفرسانِ مُختلقَهْ
عساك تلثمُ من إيقاعها وطنًا
يوحي الحنانَ ، ويشفي نورُها حُرَقَهْ
فقال دعني ، غلوّي لستُ تاركهُ
حتى ولو شِمْتُ عيْنَ النُّصحِ من ورقَهْ
لا تُتْعبِ الحالَ في حَرْفٍ بلا شِفةٍ
هذي نواتي مع الأشباهِ منفلقَهْ !
وقد تبنّيْتُ رأيًا سالفًا بدمي
لمّا تبيّنتُ أنّ العذلَ قد سبَقَهْ !
فقلتُ ، واليأسُ أوهى النصْلَ موقدُهُ
يا قومُ : وافقَ شَنٌّ في الأسى طبَقَهْ !!