دانت لمجدِكِ كلُّ الأرض - قاطبةً -
وطؤطئتْ لكِ هامُ السِّفرِ والحُقبِ
علياء ، تمخرُ في الجوزاء مشرقةً
تزهو كشمس ضُحى ، تزدانُ بالنُجُبِ
يزهو بها السِّفر في أسرارِ نهضتها ،
ويستهيمُ بها التَّاريخُ ، من عجبِ
تسامقت في سماء العزمِ سادرةً
بسيف مقتحمٍ للمجدِ ، مختضبِ
أهواكِ يا سمةَ الأحرارِ من بلدٍ
وياسمينةَ مجدٍ شيدَ من ذهبِ
***
قد راعني أنني ألفيتُ مقْلتَها
تدمى ، ويُمزَجُ فيها الدمعُ باللهبِ
وتستظلّ بها الأفعى مجلجلةً
وسُمـُّها مفعمٌ في الرأسِ والذَّنبِ
و في الفراتِ جراديقٌ تُراق بها
دماءُ خيرِ شعوبِ العزّ والأربِ
الله أكبرُ يابغدادُ ، ما ارتعشتْ
رموشُ جفنكِ – يوماً – من عتوّ غبي
قد أوجسوا خيفةً من ماردٍ سطعت
منه الشُّموس بنورِ العلمِ والأدبِ
فصيّروا صادحَ الأفنانِ مغنمةً
يهيلها جرحُ سهمٍ غائرٍ لغِبِ
وما عَفَوا (خسّةً) بيتاً نلوذُ بهِ
أو منتدىً في رباها غيرَ منتَهَبِ
حتى غدا الروضُ مدميّاً تخضِّبه
دماءُ ملحمةِ الأغوارِ والسُّهبِ
سوقُ النَخاسةِ أضحى من فرائدِهم
، والزانياتُ بهِ منْ نخوةِ العربِ
تُحِلُّ كلّ نواميس العُلا دمَهم
وفيهمُ إخوةُ في العرضِ والعصَبِ
فليس في دمنا عرق ينابض من
باعَ الكرامةَ بيعَ السَّومِ بالرّتب
أُعيذُ دجلةَ أنْ تَغدو جرادقُهُ
ملهاةَ مرتزقٍ ، أو نهبَ مغتصِبِ
***