وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا النساء(124)
وقوله " وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ" الآية لما ذكر الجزاء على السيئات في الآية التي سبقتها وأنه لا بد أن يأخذ مستحقها من العبد إما في الدنيا وهو الأجود له وإما في الآخرة والعياذ بالله من ذلك(لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا) ونسأله العافية في الدنيا والآخرة والصفح والعفو والمسامحة شرع في بيان إحسانه وكرمه ورحمته في قبول الأعمال الصالحة من عباده ذكرانهم وإناثهم بشرط الإيمان وأنه سيدخلهم الجنة ولا يظلمهم من حسناتهم ولا مقدار النقير وهو النقرة التي في ظهر نواة التمرة وسنتكلم عن الفتيل وهو الخيط الذي في شق النواة وهذا النقير وهما في نواة التمرة والقطمير وهو اللفافة التي على نواة التمرة والثلاثة في القرآن.
تأملـوا ثلاثـة أشياء في نواة الرطب
سبحان الله من المعروف أنه من سنة الرسول صلى الله عليه وسلم الإفطار على تمرات وأن تكون فرديه 1.3,5,7
ولكن هذه المرة عند فطوركم تأملوا في ثلاثة أشياء في نواة الرطب
في خارج النواة يوجد غشاء خفيف جدا وقد ذكره القرآن باسم القطمير
في قوله تعالى( وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ ) (فاطر13 )
وهذه هي صورته
قال النيسابوري في تفسير الآية : وذلك أن المشركين كانوا معترفين بأن الأصنام ليسوا خالقين ؛ وإنما كانوا يقولون : إنه تعالى فوض أمور الأرضيات إلى الكواكب وما شابه من هذه الأصنام ، فأخبر الله تعالى أنهم لا يملكون قطميرًا ، وهو القشرة الرقيقة للنواة ، فضلاً عما فوقها »
أما الشوكاني فقال : أي : « لا يقدرون عليه ، ولا على خلقه . والقطمير : القشرة الرّقيقة التي تكون بين التمرة والنواة ، وتصير على النواة ؛ كاللفافة لها » .
ثم ذ كر عن ابن عباس- رضي الله عنهما- أنه قال : « القطمير : القشر . وفي لفظ : الجلد الذي يكون على ظهر النواة »
ثم تأملوا خيط رفيع بين فلقتي النواة وقد ذكره القرآن باسم فتيل في قوله تعالى : ( قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى وَلا تُظْلَمُونَ فَتِيلا ) (النساء77).
وهذه هي صورته
قال فخر الرازى :والفتيل : القشرة التي في شق النواة . وسمي بهذا الاسم ؛ لأنه إذا أراد الإنسان استخراجه ، انفتل . وهذا يضرب مثلاً للشيء الحقير التافه ؛ ومثله : القطمير ، والنقير ، في ضرب المثل به . والمعنى : لا ينقصون من الثواب بمقدار فتيل ، ونظيره قوله : ﴿ وَلاَ يُظْلَمُونَ شَيْئاً ﴾ ( مريم : ، ﴿ فَلاَ يَخَافُ ظُلْماً وَلاَ هَضْماً ﴾ . وروى مجاهد عن ابن عباس أنه قال : الفتيل هو الوسخ الذي يظهر بفتل الإنسان إبهامه بسبابته ، وهو فعيل من الفتل ، بمعنى : مفتول
ثم تأملوا ظهر النواة يوجد بها مثل النقرة الصغيرة وقد سماها القرآن نقيرا
وهذا ماجاء في الآية آنفة الذكر خاصة الموضوع
قال أبو جعفر الطبري في تأويل قوله : ﴿ وَلا يُظْلَمُونَ نَقِيراً ﴾ ، من الآ ية الثانية : فإنه يعني : ولا يظلم الله هؤلاء الذين يعملون الصالحات من ثوابِ عملهم ، مقدارَ النُّقرة التي تكون في ظهر النَّواة في القلة ، فكيف بما هو أعظم من ذلك وأكثر ؟ وإنما يخبر بذلك جل ثناؤه عبادَه أنه لا يبخَسهم من جزاء أعمالهم قليلا ولا كثيرًا ، ولكن يُوفِّيهم ذلك كما وعدهم »
كما يوجد تحت هذا النقير جسم صغير مستطيل يسمى الجنين ،وكل المادة الصلبة التي تحيط به تعد غذاءاً مخزوناً له فإذا توافرت الظروف من رطوبة وحرارة فإنّ الجنين سينمو بإذن الله وسيظهر من النقير هذا....
فسبحان مَنْ خلق فأبدع وصوّر فأحسن
وهذه هي صورته
يا أخواني القرآن عظيم وفيه أسرار وعجائب ولكن يحتاج لقلوب تدرك كلام الرب سبحانه
و تتأمل روعته في دقة الوصف .