لو عدنا إلى الشعر الجاهلي، لوجدناه موزوناً وهذا اتفاق سماعي، كون البحور وُضِعَت بعد ردح من الزمن وتحديداً على يد الخليل بن احمد الفراهيدي، وأضاف عليها الآخفش بحر المتدارك، وأما الوزن فهذا موسيقي صرف.
وهنا تذكير بالبحور.
ألطويل :
طَوِيلٌ له دُونَ البُحُورِ فَضَائلُ** فَعُولُنْ مَفَاعِيلُنْ فَعُولُنْ مَفَاعِلُن
المديد:
لمَدِيدِ الشعرِ عِنْدي صِفَاتُ** فاعِلاتُنْ فَاعِلُنْ فاعِلاَتُنْ
البسيط:
إن البَسِيطَ لَدَيْه يُبْسَطُ الأمَلُ** مُسْتَفْعِلُنْ فاعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ فاعِلُنْ
الوافر:
بُحُورُ الشعْرِ وافِرُها جَمِيلُ** مُفَاعَلَتُنْ مُفَاعَلَتُنْ فَعُولُنْ
الكامل:
كَمَلُ الجمالِ من البُحُورِ الكامل** مُتَفَاعِلُنْ مُتَفَاعِلُنْ مُتَفَاعِلُنْ
الهزج:
على الأهْزَاجِ تَسْهِيلُ** مَفَاعِــيــلُنْ مَفَاعِــيــلُنْ
الرجز:
في أبْحُرِ الأَرْجازِ بَحْرٌ يَسْهُلُ** مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ
الرمل:
رَمَلُ الأبْحُرِ تَرْوِيهِ الثقاتُ** فَاعِلاَتُـنْ فَاعِلاَتُـنْ فَاعِلاَتُـنْ
السريع:
بَحْرٌ سَرِيعٌ ما لَهُ سَاحِلُ** مُسْـتَـفْعِلُنْ مُسْـتَـفْعِلُنْ فاعِلُن
المنسرح:
مُنْسَرِحٌ فيه يُضْرَبُ المَثَلُ** مُسْـتَـفْعِلُنْ فاعِلاَتُ مُفْتَعِلُنْ
الخفيف:
يا خَفِيـفاً خَفتْ بهِ الحَرَكَاتُ** فَاعِلاُتُنْ مُسْـتَـفْعِلُنْ فَاعِلاُتُنْ
المضارع:
تُعَد المُــــضَارَعَاتُ** مَفَاعِــيــلُنْ فَاعِلاُتُنْ
المقتضب:
اقْــتَضِبْ كمـا سَــألُوا** فَاعِلاَتُ مُفْـتَـعِلُنْ
المجتث:
اجتُـثـتِ الحـركاتُ** مُسْـتَـفْعِلُنْ فَاعِلاُتُنْ
المتقارب:
عنِ المتقاربِ قالَ الخليلُ** فَعُولُنْ فَعُولُنْ فَعُولُنْ فَعُولُنْ
المتدارك:
حَرَكاتُ المُحْدثِ تنتقل** فعِلُنْ فعِلُنْ فعِلُنْ فعِلُنْ
أي أن الأذن العربية اعتادت على موسيقا الجملة قبل الصورة (ألمصطلح غير العربي، المأخوذ منmusic الأغريقية والتي تعني الفنون عامة، إلا أن العرب جعلوه مختصاً بما كان يسمى اللحن والضرب والايقاع إذ كانت الموسيقا في الشعر الجاهلي لا تعدو الترنّم في الكلام أما الآلات الموسيقية فما كان لها أثر بارز في تاريخ الموسيقا العربية في العصر الجاهلي إذ كان عربي ذلك الزمان يؤثر سماع الغناء الصوتي على العزف الآلي ليتسنى له بذلك تذوق معاني الشعر أما الآلة الموسيقية فلا مهمة لها إلا مرافقة الغناء الصوتي والتمهيد له).
واهتم بعضهم بالمنمقات، والجناس، حتى اعترض الناقد الكبير عبدالقاهر الجرجاني على بعضه وأسماه (ألجناس الممجوج) واستشهد بأهم شعراء العرب وعلى رأسهم المتنبي، ومسلم والأعشى.
فقلقلت بالهم الذي قلقل الحشا
قلاقل عيس كلهن قلاقل
المتنبي
000
ولقد غدوت إلى الحانوت يتبعني
شاو مشل شلول أشول شول
ألأعشى
000
سلت فسلت ثم سل سليلها
وأتى سليل سليلها مسلولا
مسلم
000
وآما النواسي العظيم الذي يعتبر رائد الحداثة في العصر العباسي، فقد اشتغل على تقسيم قلبه إلى 81 سهما فجعل لمحبوبه منها الثلثين 54 ≈ وبقي الثلث 27 فزاده ثلثيه 18 فصار له 72 يبقى ثلث الثلث وهو 9 زاده منها ثلثي ثلثها وهو اثنان وبقي من الثلث واحد أعطاه للساقي فبقي من التسعة ستة قسمها بين العشاق فاجتمع لمحبوبه 74 وللساقي سهم واحد وللعشاق ستة والجملة 81
وهنا أراد الشاعر استعراض عضلاته بتمكنه من إجراء معادلة معقدة نوعاً ما في ثلاثة أبيات.
ملاحظة : هناك من ينسبها لغيره، إلا أن هذا ضعيف.
لها الثلثان من قلبي وثلثا ثلثه الباقي
وثلثا ثلث ما يبقى وثلث الثلث للساقي
فتبقى أسهم ست تجزا بين عشاقي
أبو نؤاس
000
وأما النظم فبإمكان حضراتكم الإطلاع على نصوص شعراء عمالقة وقعوا في مطب النظم.
وعلى سبيل المثال لا الحصر الرصافي، والزهاوي.
قصدوا الرياضة لاعبين وبينهم* ** كرة تراض بلعبها الأجسام
وقفوا لها متشمّرين فألقيت* ** فتعاورتها منهم الأقدام
يتراكضون وراءها في ساحة* ** للسوق معترك بها وصدام
وبرفس أرجلهم تساق وضربها* ** بالكفّ عند اللاعبين حرام
الرصافي
وقد بعث الله الخليفة رحمة * **إلى الناس إن الله يرحم
أقام به الديان أركان دينه * **فليست على رغم العدى تتهدم
وصاغ النهى منه سوار عدالة *** به ازدان من خود الحكومة معصم
الزهاوي
وتنوعت الأغراض، كالغزل والهجاء والفخر والرثاء والمديح.. إلخ.
ومن ثم تفنن المختصون بوضع أسس للعروض والقافية، التي كتبت بلا قاعدة ولا قانون، بل وفق اتفاق موسيقي حسي فقط.
فوضعت قوانين للبيت الشعري، من حيث التفعيلات المرهونة باسم البحر، وهي الألفاظ العشرة.
وتم تحديد انواع البيت الشعري، من ضمن البحر إلى التام والمجزوء والمشطور والمنهوك والمقفى والمصرع والمدور.
واهتم المختصون اكثر فوضعوا تركيباً لهذه الأوزان، مثل السبب والوتد والفاصلة التي تقسم الى سبب خفيف وسبب ثقيل ووتد مجموع ووتد مفروق وفاصلة صغرى وفاصلة كبري، وما هو الزحاف وكيف يدخل على ثواني الأسباب وما إلى من ذلك.
الأسباب والأوتاد والفواصل:
فالسبب ما تكون من حرفين.
والوتد ما تكون من ثلاثة أحرف.
والفاصلة ما تكون من أكثر من ثلاثة أحرف، على ما سيأتي بيانه.
1- السبب:
وهو نوعان:
ثقيل: وهو حرفان متحركان.
وخفيف: وهو حرف متحرك بعده حرف ساكن.
فعبارة (لمْ أرَ) مكونة من سبب خفيف (لمْ) بعده سبب ثقيل (أر).
2- الوتد:
وهو نوعان كذلك:
مجموع: وهو حرفان متحركان بعدهما حرف ساكن.
ومفروق: وهو حرفان متحركان بينهما حرف ساكن.
مثال المجموع: على – إلى – فَمنْ – بدَتْ، الخ.
ومثال المفروق: قالَ – منذ – نِعمَ، الخ.
3- الفاصلة:
وهي نوعان:
صغرى: وهي ثلاثة أحرف متحركة بعدها حرف ساكن.
وكبرى: وهي أربعة أحرف متحركة بعدها ساكن.
مثال الصغرى: ضربا.
ومثال الكبرى: ضربتا.
وتجمع هذه الأسباب والأوتاد والفواصل في عبارة واحدة، وهي قولهم:
(لم أرَ على ظهر جبل سمكةً)
(سبب خفيف – سبب ثقيل – وتد مجموع – وتد مفروق – فاصلة صغرى – فاصلة كبرى)
ويمكن الاستغناء عن مصطلح الفاصلة بنوعيها، لأن الفاصلة الصغرى مكونة من سبب ثقيل بعده سبب خفيف، والفاصلة الكبرى مكونة من سبب ثقيل بعده وتد مجموع.
فالصحيح إذاً أن الاعتماد في تركيب التفاعيل على الأسباب والأوتاد فقط.
ثم لجأوا إلى كتابة التفعيلة بعلامات، مثل - /ه
على سبيل المثال :
مُسْتَفْعِلُنْ /ه/ه//ه
كل هذا متفق عليه فنياً، وكله وضع بعد نشأة الشعر العربي بدهور.
ثم ظهرت القصيدة الحرة (التفعيلة)، والاسم اتفاق، حيث أن اللغة اتفاق، فاتُفِق على أن الطاقة التي ينفذ منها الضوء نافذة، وعلى (السيارة) أطلق هذا الإسم باستخدام بعض من اللغة المتروكة (فالتقطته بعض السيارة).
لذا اتفقوا على هذه التسمية، ولا أظن هناك اعتراض على نازك الملائكة أهم رائدات هذا الجنس.
ثم ظهر بدر شاكر السياب ليؤسس جنساً يختلف كثيراً عن الشعر المترجم ومن ثم أطلق عليه قصيدة النثر، ومنهم من أسماه النثر المركّز.. اذاً قصيدة النثر موجودة اصلاً ولكن التجنيس جاء متاخراً رغم اشكالية المصطلح.
ولا أظن هناك اعتراض على شاعرية السياب.
ثم من قال أن التسميات مقدسة للحد الذي يجعل البعض اتهام أتباع هذا الجنس بالعداء للإسلام، ومنهم من أطلق عليهم الـ (أدعياء)، وزيادة في الطين بِلّة حين قال بأنهم سقطوا في فخ هذه التسمية.
وهنا أتساءل: هل الخلل بالتسمية أم بالنص؟.
فإن كان بالتسمية، فأنا سألتمس كبار مختصي اللغة وقواعد فن الشعر ومنظريه بإعادة التسمية، نيابة عنهم، ولكن لو سمح لي المدافعون عن قدسية المسمى بسؤال بسيط :
لو كان اسمك (شلتاغ مجيبيس مشلغم) بدلاً من (نور صباح مشرق) لاختلفت شخصيتك وترهلت ثقافتك وتضاءل وعيك؟.
أما إذا كانت القضية مرهونة بمقومات القصيدة، فدعوني أسأل سؤالاً محدداً وبسيطاً..
هل كل الشعر العربي قصائد عصماء؟.
وهل النظم هو شعر أصلاً؟.
وهل الجناس الممجوج شعراً؟.
وهل منظومات الموائد قصائد؟.
فإذا كان الجواب بـنعم فأقول.. أن الشعر صورة وتكثيف واختزال ولغة وبيان وبديع.. إلخ.
وإن كان الرد بـ (لا) فأقول مايلي:
أول اتهام وُجّه لنبينا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام (شاعر كذاب)، وأنا أسال، هل قال الرسول الشعر؟.
إذاً كان المقصد الصورة الشعرية القرآنية، ولا أظن أن العرب آنئذ لا يفصلّون القول ولا يهتمون لمعنى المفردة، أو يطلقونها جزافاً.
وأود أن أستعير بيت الرصافي هذا
وما الشعر الا كل مارنح الفتى
كما رنحت اعطاف شاربها الخمر
وهذا ما نشعره حين سماع جملة موزونة او مقفاة أو فالتة، أو كلمة غزل رقيقة او موسيقا على أية آلة أو صوت (أيدي فوني أو ممبرا فوني أو بولوفوني.. إلخ).
وقرأت فيما قرأت جملة مفادها (لماذا التمحك وفوضى المصطلحات) وهذا تجاوز على المجامع اللغوية العربية، وأعتقد أن لا يغيب عن بال أحد أن أهم مدرستين لغويتين لكل الناطقين بالعربية هما (الكوفية والبصرية)، وكل المجامع تابعة لهاتين المدرستين، وقد أكد المجمع اللغوي العراقي على أن :
الرواية والقصة والمسرحية والرسالة والمقامة والآية والحكاية والحديث (نبوياً أم قدسياً) كلها نثرية، ولكن ماذا تسمى الملحمة؟.
لو عدنا إلى ملحمة گلگامش الخالدة، وملحمة قلعة دمدم، وملحمة الإلياذة والشاهنامة والكفيف الزرهوني وتغريبة بني هلال.. إلخ.
كلها نصوص شعرية من حيث كل مقومات النص الشعري عدا التفعيلة أحياناً، وحسب الترجمة.
وهذا ينطبق تماماً على ماورد قي التوراة، كنشيد الإنشاد مثلاً.، ويتكرر ذلك في نصوص الإنجيل في العهد الجديد، والأمثلة كثيرة جداً.
وبعد هذا أود التنور برأي أصحاب قدسية المصطلح أو أعداء قصيدة النثر بالأسماء التالية :
بدر شاكر السياب
نازك الملائكة
بلند الحيدري
حسين مردان
إلياس ابو شبكة
انسي الحاج
ادونيس
محمد الماغوط
فائز الحداد
سلمان داود محمد
فيا سادتي ليس كل المنظوم شعراً، فبعض النثر أعمق توصيلاً ودلالة من النظم، وهو شعر بالتأكيد.
ولنضرب مثالاً على البيت التالي :
هِرّي هِرّي
مثل النمرِ
كلام موزون ومقفى أيضاً، ولكن أسألكم بالله وبالفراهيدي، هل هذا شعر؟.
كل هذا ثانياً، وأما الـ أولاً هو أن ان (الكلمة الطيبة صدقة) والكلمة هذه تنظوي تحت لواء الشعر.
أحسنت استاذي الكريم لهذا التوضيح الجميل أنا معك فيما قلت وقيل
أنا من مؤيدي قصيدة النثر بل أنا مع الشعر العربي العمود والتفعيله لكن أرفض الهجوم دون ترّوّ ،قصيدة النثر كغيرها من الشعر العربي وأكره التشدد، أدبنا العربي واسع وبحر فذ يبحر فيه من يريد ويأخذ من ما يريد الشكر الموصول لك سيدي استاذي عمر مصلح
مساؤك سعيد أستاذ عمر وأسعد الله أيامك بالخير
القصيدة العربية تطورت في معالجة أغراضها ولغتها وتسميتها لتأخذ هويتها
وماهيتها لغويا وصوتيا لتحافظ على جنسها الأدبي لتبقى محفوظة وما حفظها
أكثر علم العروض الذي وضعه الخليل بن أحمد
تحية تليق هلى هذا التناول الشامل للقصيدة وماهيتها ودمت في رعاية الله وحفظه.
التوقيع
لا يكفي أن تكون في النور لكي ترى بل ينبغي أن يكون في النور ما تراه
مساؤك سعيد أستاذ عمر وأسعد الله أيامك بالخير
القصيدة العربية تطورت في معالجة أغراضها ولغتها وتسميتها لتأخذ هويتها
وماهيتها لغويا وصوتيا لتحافظ على جنسها الأدبي لتبقى محفوظة وما حفظها
أكثر علم العروض الذي وضعه الخليل بن أحمد
تحية تليق هلى هذا التناول الشامل للقصيدة وماهيتها ودمت في رعاية الله وحفظه.
أسعد الله أوقاتك أ. نصرالدين الموقر
أتفق معك جملة وتفصيلاً بكل ما أوردت، إذ أن القصيدة العمودية هي الأم، وكل حفيداتها (ألتفعيلة والنثر والومضة) مدينات لها بالفضل.
ولكني في هذه الورقة وددت أن أشير إلى أهمية قصيدة النثر، وفق اشتراطات العصر، وتعدد الأغراض.
دمت مؤيداً بالوفاء.
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد فتحي عوض الجيوسي
أحسنت استاذي الكريم لهذا التوضيح الجميل أنا معك فيما قلت وقيل
أنا من مؤيدي قصيدة النثر بل أنا مع الشعر العربي العمود والتفعيله لكن أرفض الهجوم دون ترّوّ ،قصيدة النثر كغيرها من الشعر العربي وأكره التشدد، أدبنا العربي واسع وبحر فذ يبحر فيه من يريد ويأخذ من ما يريد الشكر الموصول لك سيدي استاذي عمر مصلح
سيدي الجيوسي الموقر
كلنا من أنصار العمود، كونه النص الأول وهو ديوان العرب، ولكن - كما تفضلت جنابك - هذا لا يلغي أهمية باقي الأجناس.
لك بيادر ورد.
قديرنا أ/ عمر مصلح ،
رائعٌ هذا التناول العميق و الأكاديمي للقصيدة ،
بوركت جهودكم التنويرية . .
/
.
منذ ما يزيذ عن خمسة عشر عاما في فضاءات الكلمة ، لم أفهم أبدا سر هجوم البعض على ( قصيدة النثر ) و التحسس من تسميتها (قصيدة) و كأنها تسلب شرف البعض إن منحوها الاسم ، رغم أنها لا تنتظر منتهم و لا تفضلهم . .
دوما آمنتُ أن الشعر لا يحتاج إلى قوالب . . و ربما قيل لي في كثيرٍ من المرات أني قادرة على النظم الموزون لما لدي من قدرة لغوية و ثراء - هذا رأي من وجهوني لذلك - لكني آمنتُ بالحريةِ أكثر ، فرفضت القولبة التي لن تفيدني . .
و لا يعني هذا أني لستُ من محبي الشعر العمودي . . !
أبدا ، بل إن أول ديوان شعر قرأته كان (سقط الزند / المعري ) و كنت بالمرحلة الإعدادية ، و لم أفهم منه الكثير فداومت على قراءته حتى استطعت استيعاب أغلبه ، ثم قرأت المتنبي ،
و عندي ديوان لا يفارقني في ترحالي ( صلواتٌ في هيكل الحب / الشابي) و غيره الكثير و الكثير . .
لكني - كإنسان عشق الكلمة - وجدتُ قصيدة النثر فضائي الأرحب . .
و قد عبرتُ عن هذا بنص حديثٍ لي ، كان عنوانه (أنا قصيدة نثر !)
سوف أنشره قريبا إن شاء الله هنا . .
.
.
منذ زمنٍ بعيد أستاذي الكريم اقتنعتُ أنه لا جدوى من الجدال ، ربما لأني قد لا أضن بإنفاق وقتي في الاستماع إلى أغنيةٍ أو معزوفةٍ موسيقية ، و أبخل به على إضاعته في جدالٍ لن يصل بنا إلى نتائج محتومة . .
و رغم هذا ،
لا أحجر على أحدٍ في رأيه و لا أمس ما يعتقد . . لأني أتوقع منه المثل !
.
.
ربما هداني عقلي / أو ضللني إلى هذا . . لكنه ما يريحني
.
عذرا على الإطالة ،
و لتعذر صراحتي المتورطة في الأنانية ،
و إنما دخلتُ لأبارك جهودكم التنويرية و محاولتكم الحثيثة في إرساء نظرية فرضها الواقع فعلا . .
فالنثريةُ قصيدةٌ تتفوق على كثيرٍ من المنظوم . .
دمت كريما راقيا
احترامي الكبير
التوقيع
ضاقت السطور عني
و أنا..فقط هنا
نشيد جنازتي..يشجيني
قديرنا أ/ عمر مصلح ،
رائعٌ هذا التناول العميق و الأكاديمي للقصيدة ،
بوركت جهودكم التنويرية . .
/
.
منذ ما يزيذ عن خمسة عشر عاما في فضاءات الكلمة ، لم أفهم أبدا سر هجوم البعض على ( قصيدة النثر ) و التحسس من تسميتها (قصيدة) و كأنها تسلب شرف البعض إن منحوها الاسم ، رغم أنها لا تنتظر منتهم و لا تفضلهم . .
دوما آمنتُ أن الشعر لا يحتاج إلى قوالب . . و ربما قيل لي في كثيرٍ من المرات أني قادرة على النظم الموزون لما لدي من قدرة لغوية و ثراء - هذا رأي من وجهوني لذلك - لكني آمنتُ بالحريةِ أكثر ، فرفضت القولبة التي لن تفيدني . .
و لا يعني هذا أني لستُ من محبي الشعر العمودي . . !
أبدا ، بل إن أول ديوان شعر قرأته كان (سقط الزند / المعري ) و كنت بالمرحلة الإعدادية ، و لم أفهم منه الكثير فداومت على قراءته حتى استطعت استيعاب أغلبه ، ثم قرأت المتنبي ،
و عندي ديوان لا يفارقني في ترحالي ( صلواتٌ في هيكل الحب / الشابي) و غيره الكثير و الكثير . .
لكني - كإنسان عشق الكلمة - وجدتُ قصيدة النثر فضائي الأرحب . .
و قد عبرتُ عن هذا بنص حديثٍ لي ، كان عنوانه (أنا قصيدة نثر !)
سوف أنشره قريبا إن شاء الله هنا . .
.
.
منذ زمنٍ بعيد أستاذي الكريم اقتنعتُ أنه لا جدوى من الجدال ، ربما لأني قد لا أضن بإنفاق وقتي في الاستماع إلى أغنيةٍ أو معزوفةٍ موسيقية ، و أبخل به على إضاعته في جدالٍ لن يصل بنا إلى نتائج محتومة . .
و رغم هذا ،
لا أحجر على أحدٍ في رأيه و لا أمس ما يعتقد . . لأني أتوقع منه المثل !
.
.
ربما هداني عقلي / أو ضللني إلى هذا . . لكنه ما يريحني
.
عذرا على الإطالة ،
و لتعذر صراحتي المتورطة في الأنانية ،
و إنما دخلتُ لأبارك جهودكم التنويرية و محاولتكم الحثيثة في إرساء نظرية فرضها الواقع فعلا . .
فالنثريةُ قصيدةٌ تتفوق على كثيرٍ من المنظوم . .
دمت كريما راقيا
احترامي الكبير
مولاتي المبجلة
قال الشاعر عبدالقادر رشيد الناصري رحمه الله
لا يؤخذ التجديد إلا من فتىً ... درس القديم حواشياً ومتونا
فالتجديد ضرورة لكسر الرتابة والقولبة، ولكن..
هناك من استسهلوا القضية، واعتبروها موضوعاً ليس إلا، وصاروا يهرفون بما لا يعرفون، فاتعشت خفافيش الفيس بوك، وأيدها الـ (نقاد الإستمنائيون) وعذراً عن جرأة التوصيف، ولكن هذه هي حقيقة الآمر، فصار الناقد يكتب على (بنية الناصة) لا على بنية النص.. وكثر مهرجو السلطان، فأوهموا المبتدئين بالعلو والرفعة، بالتصفيق والتهليل.
وهنا لا أقصد طبعاً شخصاً بعينه، ولكني أؤشر خللاً يعرفه الجميع.
ولكن الذي يثير استغرابي، تلك الهجمة التي يشنها مقدسو المصطلح.. فما الضير من التسمية إن كان النص مستوفياً لاشتراطات الاختزال والتكثيف والصورة؟.
واين الغرابة بترديد القريض، والتأثر به إن كان يداعب الذائقة والوجدان؟.
وأين الغرابة بالاستمتاع بصورة شعرية في نص نثري؟.
وما فائدة حرب كلامية على مصطلح أو مسمى، وإهمال المحتوى؟.
وختاماً أقول :
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المؤمنين، ولذكر الله أكبر.. أقم الصلاة.
عرض جميل ودراسة منقحة ومفيدة جدا
وفي المقولة الشهيرة جدا: إن من البيان لسحرا
كفاية لرفعة الكلمة الجميلة أياً كان تصنيفها نثرا أم شعرا
وكمثال على قوة النثر وجودته في الأدب العربي: أستشهد بسيد البلاغة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله
الإمام علي بن أبي طالب صلوات الله عليه وخطبه النثرية الباهرة
شكرا لكم أديبنا الراقي ودمتم بألق
محبتي والاحترام