مقال لي كتبته عام 2009 إبان الحرب على قطاع غزة..ما أشبه اليوم بالأمس...الأن أستحضر هذا المقال وأقارن بعد خمس سنوات ياترى ما الذي تغير؟...لا شيئ..بل أن الصراع مع المحتل الصهيوني قد حصد المزيد من الأرواح وقضم المزيد من الأراضي..اما من ناحية الحصار فقد أصبح في أسوأ حالاته...
ثقافة المقاومة ونغمة الإنهزام بقلم:سلوى حماد
تاريخ النشر : 2009-01-27
.................................................. ................
في أواخر السبعينات حضرت ومجموعة من الطلبة الجامعيين لقاء مع المرحوم أحمد الشقيري في طرابلس الغرب، لازال اللقاء عالقاً بذاكرتي ومازالت كلمات هذا الرجل ترن في أذني.
قال المرحوم الشقيري جملة موجهة للحكام في ذلك الوقت بما معناه " اذا لم تستطيعوا النضال فلا تكبلوا شعوبكم بإتفاقيات"، جملة تلخص وجهة نظر شخصية سياسية فلسطينية مثقفة مناضلة محترمة ، من لايعرف هذا الرجل فهو من أسس منظمة التحرير الفلسطينية ، وهو من أسس جيش التحرير الفلسطيني الذي قام على أساس الكفاح المسلح كوسيلة وحيدة لحل القضية الفلسطينية. منظمة التحرير الفلسطينية التى حاول بعض الخارجين عن العرف الفلسطيني ان يشقوها وإيجاد بديل لها يتماشى مع المرحلة الراهنة من تنازلات وحلول سلمية عقيمة في ظل غطرسة صهيونية وهيمنة امريكية على القرار السياسي العربي والفلسطيني.
في ظل صراع طويل بين الفلسطينيين والمحتل الصهيوني كانت المقاومة من أهم سماته ، ظهرت تيارات تحمل الفكر الإنهزامي الذي يقتات على فتات الحلول المهينة ومهمته الأساسية هي كسر الإرادة والصمود عند الشعب الفلسطيني بعد ما عجزت الة الحرب الصهيونية والترويع والتشريد عن كسرها على مدار ستون عاماً.
المقاومة لم تبدأها فصائل المقاومة الموجودة على الساحة الأن من حماس وجهاد اسلامي وغيرهم، المقاومة بدأت مع بدء توافد عصابات الصهاينة على الأراضي الفلسطينية، وأظن أن هناك اسماء مازالت حية في ذاكرتنا من شهداء المقاومة مثل عبد القادر الحسيني والشيخ الجليل عز الدين القسام ومحمد جمجوم وكثيرون غيرهم ممن سقطوا دفاعاً عن الأرض والعرض، المقاومة اليوم تكمل مسيرة من سبقوها من المقاومين والذين لولاهم لما بقي شيئ اسمه فلسطين حتى هذا اليوم.
عندما عجز الكيان الصهيوني عن القضاء على الانتفاضة الأولى بالتكتيك العسكري لجأ الى التكتيك السياسي المتمثل في إتفاقية أوسلو التى تزعم ابو مازن فيها فريق التفاوض الفلسطيني، وأخطر ما جاء في هذه الإتفاقية الإستسلامية هو بند ينص على ان تقوم السلطة بمكافحة قوى الإرهاب الفلسطينية ولا أدري هنا ما هو توصيف الإرهاب من وجهة نظر الصهاينة ومن وجهة نظر حملة راية الإستسلام!!!!!!! وهنا بدأ التراجع المخزي لأسس منظمة التحرير القائمة على مبدأ مقاومة الإحتلال حتى التحرير، وجاءت الإنتفاضة الثانية كتعبير عن رفض الشعب الفلسطيني للعربدة الصهيونية على أراضيه ورفض كل مبادرات السلام الغير عادلة الا ان السلطة الفلسطينية تجاهلت كل هذا واستمرت في مباحثاتها العبثية التى كان من نتائجها المزيد من قضم الأراضي والمزيد من الحواجز والمعاناة في الضفة والمزيد من الأسرى في السجون الإسرائيلية، والمزيد من الإجتياحات والإغتيالات ، والمزيد من المهانة والذل التى يتعرض له الشعب الفلسطيني كل يوم، لم تحاول السلطة الفلسطينية ان تقترب من أحلام الفلسطينيين وتشعرهم بإنها جزء من هذا الشعب، بل على العكس نأت عنه وكأنها من كوكب اخر بل تجرأت بأن تسفه نضاله وحقه في المقاومة من خلال العديد من التصريحات اللامسؤولة والتى تعكس عمق الهوة بين السلطة والشعب ومدى الإستهانة بالقضية والحقوق المسلوبة.
ومحاولة لتلميع صورة السلطة وبإيعاز أمريكي اوروبي ضربوا على وتر الديمقراطية والإنتخابات ، وقامت الإنتخابات التشريعية وكان فوز حماس مفاجأة زلزلت كل من السلطة واسرائيل والغرب وبدأت حرب من نوع اخر لعبت فيه السلطة بمساعدة غربية وعربية دور أقل ما يوصف به بإنه دور غير مسؤول (وهو اقل ما يمكن وصفه) على أثره قامت الحكومة الشرعية المنتخبة بالتغيير اللازم لتنظيف الساحة من كل ما يسيئ لسمعة النضال الفلسطيني وتم تسمية هذا التنظيف بالإنقلاب.
وبدأ الحصار، حصار داخلي وخارجي ، حصار صهيوني وحصار من السلطة ، لا ماء ولا هواء ولا كهرباء ولا منفذ بحري ولا جوي ولا بري، تحت مرأى ومسمع من العالم كله ، ماذا كان على الشعب المخنوق في غزة ان يفعل؟
هل كان عليه ان يحمل كفنه على يده كما في الثأرات وان يذهب الى السلطة في رام الله ليقول لها " السماح وحقي برقبتي؟"
ام كان عليه ان يرفع الرايات البيضاء ويقول لإسرائيل" كلنا رهينة فدا مشروعك الإستيطاني، بس لا تحرمينا رغيف الخبز؟"
هذا بالضبط ما راهنت عليه السلطة ومن والاها، تركيع الفلسطينين وكسر ارادتهم بالتجويع ولكن رهانهم كان خاسراً بالثلاثة لسبب بسيط ، وهو انهم ليسوا من هذا الشعب ولا يعرفون كيف يفكر ولا يعيشون احلامه ولم يقاسوا التهجير ومرارة العيش في المخيمات وطعم المهانة في اللقمة التى تقدمها لهم الأنروا.
بالأمس تحدثت مع سيدتين من المعارف في غزة كل منهما فقدت ابنها البكر ، 18 سنة والأخر 22 سنة ، كانا ضمن شهداء المقاومة، قمت بواجب العزاء وسألت كل منهما عن شعورها كأم فقدت ابنها، قالتا لي بما معناه "لا يوجد تحرير بدون تضحيات والأرض تستحق ان نعطيها خيرة ابنائنا، واذا الحرب خطفت اعز مانملك فهي قد قدمت لنا خدمة كبيرة بتغيير مفاهيمنا ، فمن كان ايمانه مزعزع في امكانية مقاومة الصهاينة أصبح الأن على يقين بإن هؤلاء الوحوش لا يمكن ترويضها الابالمقاومة، لقد تحملنا عامين من الحصار ولم يتحرك احد لإنقاذنا من الموت البطيئ ، ما حك جلدك مثل ظفرك ولن يكون الأتي اسوأ مما مضى".
هذه هي ثقافة المقاومة التى يجهلها رافعي لواء السلام والذين يذرفون دموع التماسيح على شهداء غزة ويستخدمون كل المشاهد المروعة للترويج لأفكارهم المسمومة وحقدهم ، يتباكون على شهداء غزة متناسين بإنهم قد شاركوا في حصارها جنباً الى جنب مع المحتل، ووقفوا يراقبون بجبن العربدة الصهيونية طوال ثلاثة اسابيع من الجحيم.
لكل من يحاول ان يستثمر الدم الفلسطيني لمكتسبات سياسية أقول لقد انتهى مسلسل الضحك على الذقون لأن الحرب سمت الأشياء بمسمياتها وأصغر طفل فلسطيني يستطيع ان يحاجج اي شخص تسول له نفسه باللعب على وتر التضامن والتعاطف من أجل كسب موقف.
رحم الله حكيم الثورة الفلسطينية الراحل جورج حبش الذي عارض اتفاقية أوسلو العبثية ورد على الراحل ابو عمار عندما قال له هذا هو الممكن في الوقت الحالي قائلاً" الثورة جاءت لتحقيق المستحيل وليس الممكن".
سؤال الى عازفي نغمة الإنهزام ، ماهو الخيار العبقري الذي تقترحونه بديلاً عن المقاومة لحل القضية الفلسطينية واستعادة حقوقنا المشروعة وقيام دولة ذات سيادة كاملة لا يحتاج فيها الرئيس لفيزة خروج وعودة؟
الفاضلة المنَّ والسلوى..تحية المساء..اما بعد
كنت اود ان ارد اليك ولكن الموضوع اكبر من رد يأخذ من الوقت الكثير ثم هذا النت المزعج
الذي يشوش على تسلسل الافكار لدي ..
العنوان وحده خاضع لمناقشة عامة مستفيضة..فهو يدخل في البنيان المجتمعي وحتى الفسلجي للانسان باعتبار
المقاومة حاسة غريزية عند الخليقة..اذن كيف تتحول هذه الغريزة الى روح انهزامية؟؟وما هي العوامل التي تدخل
في تحويلها؟؟عندما نعرف ذلك سنعرج الى الثقافة التي تقصدينها عند النخب الفلسطينية..اذ كانت مقاومة او انهزامية
شخصيا اعرّف ثقافة المقاومة..اعرّفها بانها جزء من فسلجة وتكوين الخليقة..فالحيوان تولد معه المقاومة عندما يشعر بخطر
يداهمه وجسم الانسان لديه ما يسمى (المناعة المكتسبة) وهي مقاومة اي فيروس دخيل يضر بجسمه..اذن ثقافة المقاومة
ليست ثقافة بمعناها المجاز..انما هي حالة طبيعية لكل الخليقة الحية..اذن متى تتحول الى روحاً انهزامية؟؟
تتحول الى روح انهزامية حين تدخل عوامل وتفاعلات خارج طبيعته تعمل عليها جهة ما..فالحيوان يفقد المقاومة حينما يصبح
حيوان مدجّن اليف ويفقد خاصية المقاومة والانسان لعوامل شتى لا مجال لذكرها يصاب (فقدان المناعة المكتسبة)مما يسهل
لاي فيروس بالدخول لجسمه..
سقت هذين المثلين..لا للحصر بل للتعريف من وجهة نظري..حتى نصل متى تفقد الشعوب روح المقاومة وتعتنق الانهزامية
منهجا لها..وما هي العوامل والمؤثرات والقوى التي تعمل على ذلك وكيف؟؟
يبقى ان اشير الى نقطة قبل ان انهي ردي هذا لاعود بعدها برد اخر وبعد افساح المجال للنقاش فيما طرح في لب الموضوع
اشير ان الشعب الفلسطيني الأسطوري خالف كل النظريات التي وضعت لتدجين الشعوب وضلت جذوة النضال فيه متقدة
كل التحية اليك..ولفكرك النير واختيارك للمواضيع التي تحفز الفكر ...
لي عودة باذن الله...مع فائق شكري وامتناني
قصي المحمود
أختي الغالية وشريكتي في الهم الفلسطيني
الأستاذة سلوى حماد
مقالة رائعة لكنها افتقرت إلى الحياد والإنصاف ، ولهذا يجب أخذ الملاحظات التالية بعين الإعتبار :
1.منذ عام 1917 والشعب الفلسطيني مستفرد به من القوى الإستعمارية والصهاينة في الوقت الذي يقف فيه العالم العربي والإسلامي متفرجاً على ذبحه .وليس من المعقول أن نبقى نقتل والعالم يتفرج علينا بل ويتهمنا بالإرهاب.
2. إتفاق أوسلو هو إتفاق إعلان مبادئ وليس إتفاقية سلام مع الصهاينة.
3.أوسلو بكل مساوئه وفر أرضاً شبه محررة كانت بمثابة قاعدة إرتكازية للمقاومة .وهذا ما كان يصرح به الشهيد خليل الوزير أنه يجب التمسك باي أرض يمكن تحريرها من أجل الإنطلاق إلى تحرير باقي الوطن السليب.
4.ليس للصهاينة أية أطماع بقطاع غزة وإنما أطماعهم تكمن في الضفة الغربية .وقد رفض أبو عمار رحمه الله تعالى عرضاً عام 1995 يتلخص في إقامة دولة (مؤقته ) في غزة ثم التفاوض على الضفة ، وكان هذا نتيجة وعيه وحسه الإستراتيجي .
5.إن من وقع أوسلو هو من فجر الإنتفاضة الثانية المسلحة ، وقد دفع حياته ثمناً لذلك .وقد كانت نسبة الشهداء من الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة هي 55% من مجموع شهداء إنتفاضة الأقصى(الإنتفاضة الثانية).
6.إن من قام بالإنقلاب في غزة قدم الإنقسام على طبق من ذهب للصهاينة ولا يزال .وهذا يدل على عدم النضج السياسي والإستراتيجي.وقد وافق على فكرة الدولة المؤقته التي رفضها أبو عمار رفضاً قاطعاً.
7.منذ عام 2007 وهو العام الذي وقع فيه الإنقلاب ، والسلطة لا تزال تحول لغزة 58% من موازنتها .
8.لقد حافظ أوسلو على الهوية الفلسطينية وحشر الصهاينة في خانة لا يحسدون عليها .وهم يتمنون نشوب إنتفاضة ثالثة ليمسحوا كل ما بناه أبو عمار وأبو مازن .
...............
تحياتي الأخوية العطرة
لقد أبدعتِ أختي الكريمة سلوى في مقالك ، وما احتواه من حقائق بخصوص قضيتنا الأزلية القضية الفلسطينية
وما ذُكر كان حتى عام 2009 م فما بالكِ بما حدث بعد هذا التاريخ ، حيث حدثت ثلاثة حروب متتالية على غزة فقط
طبعا هذا عدا التعديات المستمرة للاحتلال ، و عمليات المحاصرة ، والملاحقة والقتل لأبناء شعبنا ، و نصب الحواجز
لأهلنا في الضفة الغربية ، و الحصار الخانق لغزة وأهلها .
وما استغربه هو قول الأخ الكريم سمير حول تحويل السلطة 58 في المئة من ميزانيتها !
فيكف ذلك أخي ؟ وليتك من أهل غزة لتعلم أن ذلك غير صحيح ، و أنه في جيوبهم و كروشهم فقط .
للأسف أخي الكريم هناك بعض المغالطات فيما ذكرت ، وليتكم تعرفون حقيقة الوضع هناك .
اما الأخت سلوى فهي رائعة ، و حقيقة كل ما ذكرت
وأشكر الأخ الكريم قصي على تحليله واسمح لي أخي قصي
أن أستعير قولتك حول تعريف ثقافة المقاومة بأنها جزء من فسلجة و تكوين الخليقة وقد صدقت
اسمح لي أخي أن أضيف من عندي انها أيضاً جزء من فسلجة وتكوين الخليفة ، وهذا ما نراه
الان و ما يراد ، حيث ثقافة الانهزام للأسف .
أشكركِ أختي سلوى فقد أثرتِ الحزن والشحن .
و الشكر للأخ قصي والأخ سمير على مناقشتيهما للأمر .
مودتي للجميع ،
...............................
أختي الغالية بسمة
يبدو لي أنك يا أختاه غير مطلعة على الأمور جيداً
فكل رقم كتبته في مداخلتي صحيح وأتحدى من ينقضه بالحقائق والأرقام ، السلطة في رام الله تصرف على غزة ، والإخوة الذين انقلبوا يجمعون الأموال والإيرادات والضرائب ،وهذه حقيقة ،السلطة تدفع ثمن المحروقات والصيانة وقطع الغيار لمحطة الكهرباء والإنقلابيون يجمعون أموال فواتير الكهرباء ، وقد طلبت السلطة منهم أن يعطوها فواتير المقاصة للبضائع القادمة من إسرائيل كي تحصل السلطة ضرائبها من الإسرائليين لأنها من حق الشعب الفلسطيني لكنهم لا زالوا يرفضون ويفضلون أن يأخذها الصهيوني على أن تستفيد منها السلطة .
هذا غيض من فيض
ومعظم ما تعرضه قناة الجزيرة القطرية غير صحيح .
وحسبنا الله ونعم الوكيل
دون إنقاص من جرحنا في غزة ..ودون التقليل من حجم الصمود والتضحيات ..
ولكن لا أتفق مع الأصوات التي تتحامل على السلطة الفلسطينية للأسباب التالية :
1. أن نواة وأفراد السلطة الفلسطينية ليسوا من كوكب آخر ، بل هم من أبناء الشعب الذين قدموا تضحيات سواء في المنفى أو خلف السجون ....
2. لا يعني أن الأخطاء التي تقع فيها السلطة يمكن تجاهلها ...وإن من يعمل يخطيء ...ولكن ما قدمته السلطة الفلسطينية لأبناء الشعب دون النظر لإنتماء ولون سياسي يعرفه الجميع ..
3. اتفاقية أوسلو جاءت نتيجة لنضال وكفاح ...وقد تحقق من نتائجها ايجابيات كثيرة يكفي أن هناك أرض فلسطينية يمارس فيها الفلسطيني حقوقه وحياته ...نعم هي ليست بحجم الطموح ولكنها على مبدأ خذ وطالب ...
مداخلتي ليست دفاعا عن منظومة السلطة الفلسطينية ، ولكن حتى لا نتجنى على حقائق تحققت بفضل الجهد الوطني الذي قدمته السلطة والتي من خلالها استطعنا أن ننقل قضيتنا من الخيمة إلى الدولة ...وأصبحنا واقعا لنا الكثير من المؤيدين في العالم بعدما كنا على الهامش ...
4. للأسف من خلال سفري وتجوالي ألتقي بالعديد من أبناء الأمة ومنهم من لا يعرف أن الضفة فلسطينية ....
5. السلطة استطاعت أن تحرر أرضا وقاعدة للوثوب في أي وقت ، لذلك كان اداء الكفاح والنضال في انتفاضة الأقصى فيه من قوة التصدي والرد على صلف المحتل أكثر من انتفاضة 1987 ...
ربما نتفق أو نختلف
لكن أقول للفاضلة سلوى
مع احترامي ...أن من يعش على أرض الواقع
أدرى بحقيقة الصورة ممن ينظر لها من خارج الأرض ...
أما بخصوص مسؤولية السلطة وتخصيص موازنة خاصىة لأهلنا في غزة فهذه حقيقة لا خلاف عليها
وهي ثابتة وجلية بالبرهان والدليل ...
دون إنقاص من جرحنا في غزة ..ودون التقليل من حجم الصمود والتضحيات ..
ولكن لا أتفق مع الأصوات التي تتحامل على السلطة الفلسطينية للأسباب التالية :
1. أن نواة وأفراد السلطة الفلسطينية ليسوا من كوكب آخر ، بل هم من أبناء الشعب الذين قدموا تضحيات سواء في المنفى أو خلف السجون ....
2. لا يعني أن الأخطاء التي تقع فيها السلطة يمكن تجاهلها ...وإن من يعمل يخطيء ...ولكن ما قدمته السلطة الفلسطينية لأبناء الشعب دون النظر لإنتماء ولون سياسي يعرفه الجميع ..
3. اتفاقية أوسلو جاءت نتيجة لنضال وكفاح ...وقد تحقق من نتائجها ايجابيات كثيرة يكفي أن هناك أرض فلسطينية يمارس فيها الفلسطيني حقوقه وحياته ...نعم هي ليست بحجم الطموح ولكنها على مبدأ خذ وطالب ...
مداخلتي ليست دفاعا عن منظومة السلطة الفلسطينية ، ولكن حتى لا نتجنى على حقائق تحققت بفضل الجهد الوطني الذي قدمته السلطة والتي من خلالها استطعنا أن ننقل قضيتنا من الخيمة إلى الدولة ...وأصبحنا واقعا لنا الكثير من المؤيدين في العالم بعدما كنا على الهامش ...
4. للأسف من خلال سفري وتجوالي ألتقي بالعديد من أبناء الأمة ومنهم من لا يعرف أن الضفة فلسطينية ....
5. السلطة استطاعت أن تحرر أرضا وقاعدة للوثوب في أي وقت ، لذلك كان اداء الكفاح والنضال في انتفاضة الأقصى فيه من قوة التصدي والرد على صلف المحتل أكثر من انتفاضة 1987 ...
ربما نتفق أو نختلف
لكن أقول للفاضلة سلوى
مع احترامي ...أن من يعش على أرض الواقع
أدرى بحقيقة الصورة ممن ينظر لها من خارج الأرض ...
أما بخصوص مسؤولية السلطة وتخصيص موازنة خاصىة لأهلنا في غزة فهذه حقيقة لا خلاف عليها
وهي ثابتة وجلية بالبرهان والدليل ...
باحترام
الوليد
..........................
نعم أخي الغالي الوليد
إن إخوتنا الذين يعيشون في الخارج يأخذون معلوماتهم ربما من الإعلام المنحاز طبعاً
ولكن الشمس لا يمكن تغطيتها بغربال
محبتي
الفاضلة المنَّ والسلوى..تحية المساء..اما بعد
كنت اود ان ارد اليك ولكن الموضوع اكبر من رد يأخذ من الوقت الكثير ثم هذا النت المزعج
الذي يشوش على تسلسل الافكار لدي ..
العنوان وحده خاضع لمناقشة عامة مستفيضة..فهو يدخل في البنيان المجتمعي وحتى الفسلجي للانسان باعتبار
المقاومة حاسة غريزية عند الخليقة..اذن كيف تتحول هذه الغريزة الى روح انهزامية؟؟وما هي العوامل التي تدخل
في تحويلها؟؟عندما نعرف ذلك سنعرج الى الثقافة التي تقصدينها عند النخب الفلسطينية..اذ كانت مقاومة او انهزامية
شخصيا اعرّف ثقافة المقاومة..اعرّفها بانها جزء من فسلجة وتكوين الخليقة..فالحيوان تولد معه المقاومة عندما يشعر بخطر
يداهمه وجسم الانسان لديه ما يسمى (المناعة المكتسبة) وهي مقاومة اي فيروس دخيل يضر بجسمه..اذن ثقافة المقاومة
ليست ثقافة بمعناها المجاز..انما هي حالة طبيعية لكل الخليقة الحية..اذن متى تتحول الى روحاً انهزامية؟؟
تتحول الى روح انهزامية حين تدخل عوامل وتفاعلات خارج طبيعته تعمل عليها جهة ما..فالحيوان يفقد المقاومة حينما يصبح
حيوان مدجّن اليف ويفقد خاصية المقاومة والانسان لعوامل شتى لا مجال لذكرها يصاب (فقدان المناعة المكتسبة)مما يسهل
لاي فيروس بالدخول لجسمه..
سقت هذين المثلين..لا للحصر بل للتعريف من وجهة نظري..حتى نصل متى تفقد الشعوب روح المقاومة وتعتنق الانهزامية
منهجا لها..وما هي العوامل والمؤثرات والقوى التي تعمل على ذلك وكيف؟؟
يبقى ان اشير الى نقطة قبل ان انهي ردي هذا لاعود بعدها برد اخر وبعد افساح المجال للنقاش فيما طرح في لب الموضوع
اشير ان الشعب الفلسطيني الأسطوري خالف كل النظريات التي وضعت لتدجين الشعوب وضلت جذوة النضال فيه متقدة
كل التحية اليك..ولفكرك النير واختيارك للمواضيع التي تحفز الفكر ...
لي عودة باذن الله...مع فائق شكري وامتناني
قصي المحمود
الفاضل قصي المحمود..
أشكرك على حرصك على إثراء المقال بأفكارك وثقافتك العالية..
المقاومة كما تفضلت هي حاسة غريزية عند كل الكائنات الحية ومن لا يملكها بلا شك يمكن أن يأخذ تصنيفاً أخر في الموجودات ..
عندما تتحول الروح من مقاومة الى انهزامية بلا شك تكون قد تعرضت لعملية هدم كبيرة وتفسيرك لهذا الأمر والأمثلة التى سقتها في هذا السياق أمثلة رائعة لإنها قربت الصورة كثيراً ..
"أن الشعب الفلسطيني الأسطوري خالف كل النظريات التي وضعت لتدجين الشعوب وضلت جذوة النضال فيه متقدة"
بلا شك ان الاحتلال الاسرائيلي مختلف عن أي احتلال لأي دولة أخرى، لإن الاحتلال الاسرائيلي احتلال لم يأتي بعدة وعتاد وجنود فقط ، بل أتى بشتات يربطهم الدين اليهودي رغم انهم عرقياً يتبعون لبلداهم في شتى أنحاء الكون..وهنا تقع مأساتنا لإن هذا المحتل يرى أن لبقائه يستلزم تفريغ الأرض من سكانها الحقيقيين وهذا لم يحصل في اي أحتلال اخر.
بكل فخر أقول بأن إرادة شعبنا الفلسطيني جعلته متشبثاً بالأرض وضارباً جذوره في عمقها لذلك لم يستطع الصهاينة حتى اللحظة أن ينعموا بدولة يهودية خالية من الفلسطينيين..
كثيرون ممن لا يؤمنون بالمقاومة كمنهج لاسترجاع ما سٌلب من حقوق قللوا من شأن المقاومة بطريقة مؤلمة ومهينة لكن على الرغم من ذلك لم تفتر المقاومة بل توحدت كل الفصائل المقاومة في الحرب الأخيرة على القطاع لتضرب بالخلافات السياسية المقيتة عرض الحائط..
من يتبنى منهج المفاوضات لا يمكن أن يتبنى غيره وللأسف كل ما فعلته اسرائيل خلال عشرون عاماً من مفاوضات عقيمة ليس كافياً لدى المفاوضين حتى يؤمنوا بأن الحقوق لا تٌسترد من خلال الطاولات المستديرة وميكروفونات الفضائيات..
أشكرك أخي قصي على فكرك النيّر ومتابعتك للمشهد الفلسطيني..
أختي الغالية وشريكتي في الهم الفلسطيني
الأستاذة سلوى حماد
مقالة رائعة لكنها افتقرت إلى الحياد والإنصاف ، ولهذا يجب أخذ الملاحظات التالية بعين الإعتبار :
1.منذ عام 1917 والشعب الفلسطيني مستفرد به من القوى الإستعمارية والصهاينة في الوقت الذي يقف فيه العالم العربي والإسلامي متفرجاً على ذبحه .وليس من المعقول أن نبقى نقتل والعالم يتفرج علينا بل ويتهمنا بالإرهاب.
2. إتفاق أوسلو هو إتفاق إعلان مبادئ وليس إتفاقية سلام مع الصهاينة.
3.أوسلو بكل مساوئه وفر أرضاً شبه محررة كانت بمثابة قاعدة إرتكازية للمقاومة .وهذا ما كان يصرح به الشهيد خليل الوزير أنه يجب التمسك باي أرض يمكن تحريرها من أجل الإنطلاق إلى تحرير باقي الوطن السليب.
4.ليس للصهاينة أية أطماع بقطاع غزة وإنما أطماعهم تكمن في الضفة الغربية .وقد رفض أبو عمار رحمه الله تعالى عرضاً عام 1995 يتلخص في إقامة دولة (مؤقته ) في غزة ثم التفاوض على الضفة ، وكان هذا نتيجة وعيه وحسه الإستراتيجي .
5.إن من وقع أوسلو هو من فجر الإنتفاضة الثانية المسلحة ، وقد دفع حياته ثمناً لذلك .وقد كانت نسبة الشهداء من الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة هي 55% من مجموع شهداء إنتفاضة الأقصى(الإنتفاضة الثانية).
6.إن من قام بالإنقلاب في غزة قدم الإنقسام على طبق من ذهب للصهاينة ولا يزال .وهذا يدل على عدم النضج السياسي والإستراتيجي.وقد وافق على فكرة الدولة المؤقته التي رفضها أبو عمار رفضاً قاطعاً.
7.منذ عام 2007 وهو العام الذي وقع فيه الإنقلاب ، والسلطة لا تزال تحول لغزة 58% من موازنتها .
8.لقد حافظ أوسلو على الهوية الفلسطينية وحشر الصهاينة في خانة لا يحسدون عليها .وهم يتمنون نشوب إنتفاضة ثالثة ليمسحوا كل ما بناه أبو عمار وأبو مازن .
...............
تحياتي الأخوية العطرة
الأخ الفاضل محمد سمير،
أهلاً وسهلاً بك في هذا الحوار الذي يسلط الضوء على الهم المشترك...
ولأهمية ما جاء في ردك الكريم سأحاول أن أتناول كل نقطة على حدا..
1.منذ عام 1917 والشعب الفلسطيني مستفرد به من القوى الإستعمارية والصهاينة في الوقت الذي يقف فيه العالم العربي والإسلامي متفرجاً على ذبحه .وليس من المعقول أن نبقى نقتل والعالم يتفرج علينا بل ويتهمنا بالإرهاب.
-أشكرك لإنك أنصفت المقاومين الفلسطينيين الذين بدأو نضالهم منذ دخول الصهاينة الى الأراضي الفلسطينية وحتى نكون منصفين وعادلين يجب أن نعطي كل ذي حق حقه ..فكل قطرة دم سالت على ارض فلسطين من أجل فلسطين لها قدسيتها وعلينا في هذا الإطار أن ننصف الشهداء العرب حيث كان الجميع يرزح تحت نير الانتداب البريطاني والفرنسي بعد الحرب العالمية الاولى وتقاسم النفوذ ورغم هذا فأن الجيوش العربية شاركت عام 48 ومقابرهم في فلسطين والاردن خير شاهد ودليل..أي أن شرف النضال الفلسطيني لا يٌنسب الى هذا التاريخ 1 يناير 1965 فقط الذي ارتبط بأول رصاصة..لإن الرصاص انهمر قبل ذلك بكثير.
2. إتفاق أوسلو هو إتفاق إعلان مبادئ وليس إتفاقية سلام مع الصهاينة.
- اتفاقية اوسلو او اعلان مباديء كما سموه بمفهوم القانون الدولي وثيقة اتفاق معلن وفيه خطوات مطلوب من الجانبين تنفيذها..ما يهمنا كمواطنين ليست المسميات القانونية التى بلا شك لن نصل الى عمق معانيها مع غريمنا الصهيوني لإنهم متخصصين في صياغة القوانين والاتفاقيات وتجاوزونا بمراحل وتبين كم الثغرات التى كانت بهذا الاتفاق والتى كانت بلا شك تصب في صالح المحتل الصهيوني...
3.أوسلو بكل مساوئه وفر أرضاً شبه محررة كانت بمثابة قاعدة إرتكازية للمقاومة .وهذا ما كان يصرح به الشهيد خليل الوزير أنه يجب التمسك باي أرض يمكن تحريرها من أجل الإنطلاق إلى تحرير باقي الوطن السليب.
من يتابع المشهد الفلسطيني منذ تاريخ توقيع اتفاق أوسلو المشؤوم سيلاحظ بأن الأراضي الفلسطينية أخذة بالتأكل بفضل المستوطنات التى لم تتوقف حتى يومنا هذا..ثم بموجب الاتفاقية يقر الاحتلال الصهيوني بحق الفلسطينيين بإقامة حكم ذاتي انتقالي على الأراضي التى تنسحب منها في الضفة الغربية وقطاع غزة على أن تكون سلطة وطنية وليست دولة مستقلة ذات سيادة وستكون سلطات الاحتلال المسؤولة مسؤولية تامة عن حفظ أمن هذه المناطق "أي غير مسموح للسلطة الفلسطينية إنشاء جيش وطني فلسطيني". .وبالمناسبة لا تنص الاتفاقية على أن الضفة والقطاع أرض فلسطينية وإنما هي أرض إسرائيلية يحكمها الفلسطينيون حكماً ذاتياً..
كلنا يتابع على وسائل الإعلام العربدة الصهيونية في الضفة الغربية..يدخلون ويخرجون بمن يشاؤون ..يقتلون هذا ويعتقلون ذاك دون أي تدخل من قوات الأمن الفلسطينية...طبعاً هم يتصرفون بحرية من باب أن الأرض أرضهم..
تقول وفر ارضا محررة للارتكاز عليها...الارض المحررة يا أخ محمد تعني سلطة وارض وشعب..وهنا الكارثة..اسرائيل باعت للوفد الفلسطيني الوهم واشترت الاعتراف بها كحقيقة واقعة..اي سلطة يا أخ محمد التى لا تملك حرية الحركة فمن رئيسها الى أصغر موظف فيها لا يخرج ولا يدخل إلا بتصريح ولا تملك حرية القرار الاقتصادي والسياسي..
وأي ارتكاز لمقاومة والشعب مكبل بالتنسيق الأمني مع اسرائيل بموجب الاتفاقية التى تقول" تنبذ منظمة التحرير الفلسطينية الإرهاب والعنف وتحذف البنود التي تتعلق بها في ميثاقها كالعمل المسلح وتدمير دولة الاحتلال." أي أن أي عمل ممكن أن يضر بمصلحة الصهاينة سيصنف على انه إرهاب حتى لو كان من باب الدفاع عن النفس ..
هل يستطيع المفاوضون الفلسطينيون تعريف ماهية الإرهاب الذي سينبذونه حسب الاتفاق الذي وقعوا عليه؟
4.ليس للصهاينة أية أطماع بقطاع غزة وإنما أطماعهم تكمن في الضفة الغربية .وقد رفض أبو عمار رحمه الله تعالى عرضاً عام 1995 يتلخص في إقامة دولة (مؤقته ) في غزة ثم التفاوض على الضفة ، وكان هذا نتيجة وعيه وحسه الإستراتيجي .
ليس لاسرائيل أطماع بقطاع غزة !!! ؟؟؟ أعتقد أن الصهاينة لم يخفوا أطماعهم وخارطة اسرائيل في الكنيست تشير الى دولة يهودية من النيل للفرات هم يعلنون خارطتهم ودولتهم بكل ثقة..ونحن نجمل لهم النوايا وندفع عنهم التهم؟؟؟؟؟؟؟
5.إن من وقع أوسلو هو من فجر الإنتفاضة الثانية المسلحة ، وقد دفع حياته ثمناً لذلك .وقد كانت نسبة الشهداء من الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة هي 55% من مجموع شهداء إنتفاضة الأقصى(الإنتفاضة الثانية).
- انتَ فلسطيني وانا فلسطينية ونعلم جيداً بأن الذي فجرة الانتفاضة الثانية ليس من كان يجلس على الكراسي..بل هم أطفال وشباب وشيوخ ونساء الحجارة ومن ضمنهم الأجهزة الامنية الذين هم جزء من النسيج الفلسطيني قبل أن يكونوا موظفيين بالسلطة وكلنا يعلم الأجهزة الأمنية لم تستلم أوامر بالقتال بل انحازت لأهلها وأرضها وفرضت واقعاً على السلطة اضطرت للتعامل معه...وما اسرى الانتفاضة إلا شاهد عليها..
6.إن من قام بالإنقلاب في غزة قدم الإنقسام على طبق من ذهب للصهاينة ولا يزال .وهذا يدل على عدم النضج السياسي والإستراتيجي.وقد وافق على فكرة الدولة المؤقته التي رفضها أبو عمار رفضاً قاطعاً.
مسألة الانقلاب والانتخابات..هو موضوع شائك ومعقد لا نبرئ منه أحد في الوصول للانقسام الفلسطيني ضمن تداعيات اقليمية ودولية..ولكن كان للانقلاب حسب ما أسميته رغم انني اختلف معك في التسمية دور كبير في تعرية الساحة الفلسطينية التى بدت مهلهلة الى درجة مؤلمة..لا قادة ذو قرار سياسي حكيم..لا استراتيجيات واضحة..تبعيات فصائلية مقيتة..لا ولاء لوطن أو ثوابت..كم من الأمراض النفسية التى ظهرت على العلن.. أدت الى تراجع قضيتنا سنين الى الوراء وفقدانها لهيبتها..
تفرد حركة فتح المسيطرة على منظمة التحرير الفلسطينية بالقرار الفلسطيني واقصائها للفصائل الأخرى جعلها لا تتقبل وجود طرف أخر ونشوب الصراع بينها وبين حماس الذين جاؤوا بانتخابات من شريحة كبيرة من الشعب " هذا لو كنا نحترم ارادة الشعوب" ولو صعد اي فصيل غير حماس كالجبهة الشعبية أو الديمقراطية أو اي فصيل أخر سيكون نفس الصراع..للأسف لم يستطع السيد عباس من القيام بدوره كرئيس للشعب الفلسطيني للم شمل الفلسطينيين كلهم وتعامل مع أهلنا في القطاع بمبدأ العقاب على اختيارهم لحماس..والحرب الأخيرة ليست ببعيدة عن ذاكرتنا ..استرجاع للتصريحات من السيد عباس ومتحدثيه الرسميين كفيل لإيضاح هوة الخلاف الفصائلي الذي يصب في مصلحة المحتل الصهيوني بالدرجة الأولى..
في هذا السياق أحب أن اقتبس فقرة من أخر حديث صحفي للراحل أبو جهاد -الذي أجمع على احترامه كل الفلسطينيين - والذي نشرته صحيفة الأنباء الكويتية والتى نٌشر بعد اغتياله بيوم واحد يوم 17/04/1988 وذلك لتوضيح نهج القادة الحقيقيين الذين يؤمنون بأن العمل النضالي لا يٌقصي أحد ..
أبو جهاد: يجب التأكيد أولاً أن الإنتفاضة الوطنية الكبرى في الأرضي المحتلة هي إنتفاضة كل الشعب الفلسطيني بكل فئاته العمرية وبكل شرائحه الإجتماعية وقواه وإتجاهاته السياسية، إذ لا يوجد بيت واحد في فلسطين المحتلة لم يقدم شهيداً او جريحاً أو أسيراً أو معتقلاً، ورصاص جيش الإحتلال يوجه إلى صدور الجميع بلا إستثناء ولا تفرقة وتمييز. ومن الطبيعي أن تشارك كل القوى في هذه الإنتفاضة الكبرى.
والتيار الديني هو بالتأكيد إتجاه أصيل في شعبنا الذي حفظ له التاريخ عدم سقوطه في التعصب أو المذهبية، والثورة الفلسطينية هي بالأساس حركة جهادية مناضلة، وثورة مستمرة على الإحتلال الذي هو الباطل نفسه، والثورة هي بهذا المعنى المسئولة عن كل الوضع في الأرض المحتلة.
وقد حاولت سلطات الإحتلال في بداية الإنتفاضة أن تثير تناقضاً بين قوى شعبنا بجانب المحاولة المكشوفة للطعن في شمولية تمثيل منظمة التحرير الفلسطينية لشعبنا وقيادتها لانتفاضته الكبرى، كما سعت سلطات الاحتلال إلى محاولة استدعاء الرأي العام الغربي على الإنتفاضة إنطلاقاً من إثارة موجة التعصب الديني، أو بالربط المزعوم بين الإتجاهات الإسلامية وبين ما يسمى بالحركات الإرهابية.
7.منذ عام 2007 وهو العام الذي وقع فيه الإنقلاب ، والسلطة لا تزال تحول لغزة 58% من موازنتها .
سكان قطاع غزة فلسطينيون، والسلطة الفلسطينية تحصل على المعونات الدولية بإسم الشعب الفلسطيني بكامله دون تحديد مناطق..وأن السيد عباس يعلن أمام المحافل الدولية بأنه رئيساً لفلسطين وليس رئيساً للضفة فقط إذن ما يقوم به ليس منّة أو فضل منه عليهم..واتساءل هل حولت السلطة مستحقات المواطنين في غزة الشهور الفائتة وهل قامت بدورها الإنساني لحل أزمة أهل غزة؟
8.لقد حافظ أوسلو على الهوية الفلسطينية وحشر الصهاينة في خانة لا يحسدون عليها .وهم يتمنون نشوب إنتفاضة ثالثة ليمسحوا كل ما بناه أبو عمار وأبو مازن .
لقد لفت نظري السطر الأخير من ردك " وهم يتمنون نشوب إنتفاضة ثالثة ليمسحوا كل ما بناه أبو عمار وأبو مازن".. وكأن القيام بانتفاضة ثالثة عمل هدام من شأنه هدم المنجزات العظيمة التى حققها كل من ابوعمار (وأبو مازن ؟؟؟)..أليس هذا ما يريده المحتل الصهيوني ..الغاء ثقافة المقاومة في الأوساط الفلسطينية ونزع أنيابهم لتأمين وجوده على الأرض؟؟؟
الصهاينة لم يتم حشرهم في أي خانة..هم يضربون عرض الحائط بأي قرار أممي لا يروق لهم ..هم مستمرون في الاستطيان..هم ينتهكون القدس بمقدساتها..هم يعتقلون ويقتلون..هم يسيرون وفق مصلحتهم ولا أحد يستطيع الوقوف في وجههم.
أما الهوية الفلسطينية أخي محمد فمن حافظ عليها هو الشعب الفلسطيني في الداخل بفضل صموده ومقاومته الباسلة ، وفلسطينيوا الشتات بفضل دعهم المادي وحضورهم في كافة المنابر السياسية والاعلامية والثقافية مما أتاح لهم فرصة توضيح الصورة الممجوجة من قبل وسائل الإعلام عن القضية الفلسطينية..
الاتفاقات بدون شعوب لا تحافظ على هوية ولا تصنع دول..وهنا المشكلة ..فالسلطة الفلسطينية تتعامل وكأنها سلطة بلا شعب مما أضعفها كطرف مفاوض أمام المحتل الذي يشكل الشعب الاسرائيلي له ظهير قوي..
خير من لخص الوضع القائم بعد اتفاق أوسلو المفكر الراحل إدوارد سعيد:
"منظمة التحرير الفلسطينية حولت نفسها من حركة تحرر وطني إلى ما يشبه حكومة بلدية صغيرة، مع بقاء ذات الحفنة من الأشخاص في القيادة"
الإنصاف الحقيقي والمطلوب من كل فلسطيني هو قراءة الاعلان أو الاتفاقية بعين فاحصة منحازة للأرض والتاريخ والوطن ومنصفة للدم الفلسطيني ولكل قطرة دم أريقت من أجل فلسطين فقط وليس للفصائل.. بذلك نكون قد انحزنا لثوابتنا وحقوقنا وأنصفنا الدم المسال والرجال الذين ضحوا وما يزالون.....