عامل نظافة براتب 300 ألف دينار فقط ... !!!
-----------------------------------------------------
من الغريب أن يكون راتب عامل النظافة ( 300 ) ألف دينار فقط وهو الذي تقف أمامه البيئة بكل أنواعها والحياة عامة وقفة احترام وتقدير لقدسية وشرف الجهد الذي يقوم به من أجل تنقيتها ووقايتها من شتى أمراضها التي تنعكس على الإنسان والمجتمع وعلى التقدم والأزدهار الحضاري للوطن بشكل عام ، وفوق ذلك يتعرض هذا الإنسان الملائكيُّ الطُهر إلى اضطهاد الدولة والحكومة بتأخير مرتبه البسيط جداً لشهرين أو ثلاثة بين كل موازنة سنوية وأخرى لأسباب يقف العذر أمامها خجلاً ناكساً رأسه ، يقف بالضد منه إنسانياً راتب فخامة رئيس الجمهورية ومقداره ( 80 مليون دينار ) مع طاقم نواب ثلاث عاطلين عن العمل ومنتفية لهم الحاجة بعطالة مقنّعة وبراتب لكل منهم ( 67 مليون دينار ) إضافة إلى رواتب البرلمانيين مضاف لذلك امتيازاتهم الإنفجارية الخاصة بتحسين المعيشة البالغة ( 60 مليون دينار ) لكل نائب وكذلك رواتب وامتيازات تحسين المعيشة والخدمة الجهادية للوزراء والمستشارين وألوية الحمايات والأبناء والأعمام والعشائر والسجناء السياسيين والدمج وفوق كل ذلك الفسادات والسرقات و ( تفتح ملفي أفتح ملفك ) وشراء الخواطر الكتلية والحزبية بمليارات الدولارات .. مبارك للشعب العراقي محبرته البنفسجية ومبارك له مراجعه الدينية الشريفة الصامتة على هذا الفساد الكافر لأسباب لايعلمها إلا الله والراسخون في العلم ومبارك لمستقبل العراق نظافة وأمناً ونزاهة وخدمات ومواكبةً للازدهار الحضاري في البلدان المتقدمة في ظل الديمقراطية السياسية الإسلامية
آخر تعديل شاكر السلمان يوم 02-25-2015 في 03:57 PM.
طرح وجيه و تساؤلات مشروعة
و الردود مثيرة لجدل كبير...
أحسنت أخي عواد للفت الإنتباه لعمال النظافة
و غيرهم من ضحايا الظلم و الفساد
و نهم رجال الدولة الذين باعوا ضمائرهم.
تحيتي و تقديري.
والله لو تنازلوا فقط عن نصف ما يستلمون من رواتب ومخصصات وامتيازات هم وشللهم ومن يحيط بهم من حاشية لتم تعينن الآلآف من الشباب العاطلين عن العمل ومن حملة الشهادات لما حصل في بلدنا ما حصل ولما سلك الشباب دروباً أخرى ,,ولكن لا أحد يلتفت ولا أحد يفكر المهم كيف يتم تقسيم الكعكة وكم هي حصة الواحد منهم ,, التغييرات التي تتم هي كما المصرع الذي يفتر وأين يقف هذا مكانك ومكان أهل وابنائك وعشيرتك ومن لف لفك(أكرفوا ما تريدون ولا تلتفتوا لأحد هذه فرصتكم ),,هل تريدهم أن يفكروا بعامل النظافة الذي يتعرض لكل أنواع التلوث البيئي ,, لو فكروا بهم وبالأرامل وألأيتام والنازحين ,,من سيشتري الشقق والعمارات والمنتجعات بالخارج,,من سيخرج أمواله ليبيضها خارج العراق ويمارس الإستثمار ,,من سيحول الذهب والفضة والمسكوكات من الإحتياطي ليتردى سعر تصريف العملة ,,وما دام البلد تتجكم به نظرية المحاصصة التي فرضت علينا يبقى كما هو ولا يتغيير بل على العكس سيبقى يسير من سيء إلى أسوأ والإرهاب والفساد يفتك بكل شيء .
والله في القلب الكثير ولا أحد يلتفت لما نكتب ولكن نكتب فقط لنشعر براحة الضمير وليس في اليد حيلة
لصوص بغداد بين زمانين بقلم قاسم حسين صالح
الحوار المتمدن - العدد: 4588 - 2014 / 9 / 29 - 10:50
المحور: المجتمع المدني
مقولة ستأخذ طريقها للتاريخ:
(ان لصوص ايام زمان كانوا اصحاب قيم،
فيما لصوص ساسة هذا الزمان..بلا ضمير).
الزمن الأول هو ايام كانت بغداد عاصمة الدنيا في الخلافة العباسية،والزمن الثاني هو ايام صارت بغداد اسوأ واخطر عاصمة بالعالم في عهدها الديمقراطي.في الزمنين كان هنالك لصوص..الأول توثق اعمالهم كتب التاريخ ،والثاني نشهد نحن اعمالهم التي سيوثقها المؤرخون للأجيال. وبما ان اللص هو من يسرق مال الآخرين فان المقارنة هنا ستكون بين من اشهر واكثر من سرق اموال الناس في الزمنين.
تقترن السلطة في تاريخنا العربي بالاستحواذ على الثروة،التي تفرز بالضرورة قلّة من الاغنياء تعيش حياة الرفاهية وكثرة من الفقراء تعيش حياة بائسة.وكانت بغداد قد شهدت زمن الخليفة هارون الرشيد احدى اشد مراحل هذا التباين حدة بين هاتين الطبقتين.كانت هنالك حياة بذخ وترف سفيه ومجون لقلة تمتلك السلطة والثروة والقانون ،وكثرة من معدمين وجياع وعاطلين طحنهم الفقر بسبب انشغال الزعماء والحكام بالملذات و(انهماك السلطان في القصف والعزف واعراضه عن المصالح الدينية والخيرات السياسية) على حد تعبير ابي حيان التوحيدي.
من هذا الجمع الغفير من الجياع والفقراء والمعدمين والمهمشين،ظهرت جماعة اطلق عليهم (العيارون)..والعيار تعني لغويا..الكثير التجوال والطواف الذي يتردد بلا عمل ،ويتصف بالذكاء عادة..غير انهم كانوا يشكّلون مع الشطار واللصوص جماعة منبوذة اجتماعيا..ولهذا فانهم كانوا في صراع مع المجتمع الذي نبذهم، تطور تدريجيا من التمرد عليه الى القيام بالثورة ضد السلطة وكبار الاثرياء..والحصول على حقوقهم الشرعية باساليب غير شرعية..
ومع ان المصادر التاريخية وصفتهم بانهم (غوغاء من السفلة والأوباش والحثالة العامية)فانهم وصفوا ايضا بأنهم كانوا اصحاب قضية سدت في وجوههم السبل المشروعة فلم يجدوا الا اللصوصية والشطارة والعيارة وقطع الطريق سبيلا للتعبير عن انفسهم وقضيتهم..وكانوا في واحد من اساليبهم مثل روبن هود..يسرقون المال من الاغنياء ليوزعوه على الفقراء والمحتاجين...ولهذا وصفوا بانهم (سلطة العدل خارج القانون).
ومع ان العياريّن يذكروننا بالصعاليك زمن الجاهلية من حيث التشابه السيكولوجي والاجتماعي الا انهم كانوا اكثر شأنا وأشد فعلا لاسيما زمن الفتنة بين الأخوين الأمين والمأمون حيث شكلّوا ظاهرة سياسية وعسكرية ووطنية ايضا!.فحين اقتربت جيوش المامون من بغداد عام 196 هجرية،وحاصرتها ورمتها بالمجانيق ثم دخلوها..فقتلوا وهدموا واحرقوا..حصل ان معظم قواد الأمين هربوا ولم يصمد في هذه المعركة الا عامة بغداد (والأوباش والرعاع..اي العيارون)بحسب الطبري..وانهم(العيارون) هم الذين جعلوا قائد جيوش المأمون (طاهر بن الحسين)يعجز عن دخول بغداد في واحدة وصفها المؤرخون بانها من اشرس المعارك بين العرب والعجم.بل انهم استماتوا في الدفاع عن بغداد وظلوا صامدين حتى بعد ان استسلم قائد جيش الامين وصاحب شرطته...ما يعني انهم كانوا اكثر حبا لبغداد من سادتها..وان فقرائها كانوا اكثر تعلّقا بها من اغنيائها..ربما لأن الفقراء اذا احبوا احبوا عن صدق، والأغنياء اذا احبوا..احبوا عن مصلحة!.
والمفارقة ان جند الأمين وجند المأمون شرع كل منهما في تدمير وحرق الجانب الذي اعتصم به خصمه،وكانت النتيجة تدمير بغداد وحرقها وهدمها لأول مرة في تاريخها..وهي الوقعة التي رثى فيها الشعراء بغداد لأول مرة رثاءا مرّا يفيض حسرة على مصيرها..وأن العياريين انفسهم رثوها كما ينقل الدكتور محمد رجب النجار عن الطبري، فيما لم يرثها من حكامها وأغنيائها أحد!
ثمة حقيقة تخص الطبيعة البشرية هي ان الوصول الى السلطة يؤدي الى الاستحواذ على الثروة حتى لو كانت ديمقراطية، وتفرز بالضرورة قلة تعيش حياة الرفاهية وكثرة تعيش حياة بائسة. والمفارقة المخجلة ان العياريين ايام زمان كانوا قوة تخشاها السلطة والاثرياء الفاسدين فيما (عياريي) زمن الديمقراطية لا يملكون سوى التظاهرات والترديد..(نواب الشعب كلهم حراميه)!.
والمفارقة ،اننا حين نقارن حال الامس الغابر من اللصوص بحال اليوم الحاضر من لصوص سياسيين ووزراء ومسؤولين كبار،نجد ان العياريّن كانوا يتحلون بقيم راقية لا يتحلى بها عدد من الذين تولوا المسؤولية ويدعون التقوى.فلقد كان لهؤلاء العيارين عقل مفكر او (فيلسوف) او زعيم اسمه (عثمان الخياط ) يضع لهم الاسس والمباديء والاخلاق التي ينبغي ان يتصف بها اللصوص،منها مقولتهما سرقت جارا وان كان عدوا،ولا كريما ،ولا كافأت غادرا بغدره).وكان قد اوصى اصحابه قائلااضمنوا الي ثلاثا اضمن لكم السلامة..لا تسرقوا الجيران واتقوا الحرم ولا تكونوا اكثر من شريك مناصف وان كنتم اولى بما في ايديهم لكذبهم وغشهم وتركهم اخراج الزكاة وجحودهم الودائع).
كانت الوصايا تنفذ والتوجيهات يلتزم بها برغم انها صادرة من رئيس عصابة وليس رئيس حكومة، وان المتلقين لها لصوص وليسوا وزراء!..اليكم هذه الحادثة:
خرج سليمان ،وكان زعيم عصابة، ليلة باصحابه الى دار بعض الصيارفه فاختفوا ،فقال له بعض اصحابه :دعنا نقم على مفارق الطرق لنأخذ من بعض المارّة نفقة يومنا،فقال:على ان لا تبطشوا بهم ،فقالوا:وهل يفعل ذلك الا الجبان؟.فبينما هم كذلك مرّ شاب ذو هيئة فسلّم عليهم فردّ عليه بعضهم السلام،فقام اليه بعضهم فقال رئيسهم:دعوه فانه سلّم ليسلم واجابه بعضكم فصار له ذمة بذلك.قالوا فنخلي سبيله،قال:اخاف عليه غيركم..ليذهب معه ثلاثة يوصلونه الى منزله..ففعلوا.فلما وصل دفع لهم مالا وقال:لأحوطنّكم بمالي وجاهي لما عاملتموني به.فلما عادوا بالدراهم قال رئيسهم:هذا اقبح من الأول ..تأخذون مالا على قضاء الذمم والوفاء بالعهد ،لا ابرح او تردوا اليه المال،فقالوا:لقد افتضحنا بالصبح،فقال:لئن نفتضح بالصبح خير من تضييع الذمام ،وأضاف:ما خنت ولا كذبت منذ تفتيت.
لاحظ ما قاله في عبارته الاخيرة..انه لم يعد يخون او يكذب منذ ان صار من اللصوص الفتيان ..ذلك انهم كانوا يسرقون كبار الاثرياء والبخلاء ومن لم يخرج زكاة او يغش او يكذب في معاملات الناس..وانها في رأيهم استرداد لمال الله الذي ينبغي ان يستعيدوه منهم عنوة واغتصابا..وتحقيق العدل خارج القانون.
قارنوا بالله عليكم بين قيم هؤلاء اللصوص وبين قيم لصوص وصفتهم المرجعية الموقرة بأنهم (حيتان).فالعيارون كانوا يسرقون الاثرياء،فيما لصوص وحيتان هذا الزمان يسرقون قوت الناس الذي ائتمنوا عليه.واولئك كانوا يخرجون الزكاة من المال الذي يسرقونه رغم قلته،وهؤلاء لا يزكوه ولا يخمّسوه بمن فيهم معممون واصحاب لحى.واولئك كانوا يوزعون المال المسروق على المحتاجين من ابناء شعبهم،وهؤلاء يسرقون مال شعبهم ويودعونه في الخارج ،لاسيما مزودجي الجنسية بينهم.واولئك كانوا يستحون ويخجلون ان سرق احدهم فقيرا،فيما هولاء مسحوا آخر نقطة حياء من على جبينهم..وحولوا الفساد الى شطارة بعد ان كان خزيا وعارا. واولئك ما كان احد منهم يتستر على سارق ، فيما رئيس حكومة هؤلاء تستر عليهم وقال ذلك جهارالديّ ملفات فساد لو اني كشفتها لأنقلب عاليها سافلها).
التساؤل الأهم:هل سيفتح الدكتور حيدر العبادي تلك الملفات ويقلب عاليها سافلها ويخلّص الوطن والناس من لصوص ساسة هذا الزمان؟!
سننتظر..ونمني النفس بما يعزّ هيبة الحاكم ويعيد للضمير اعتباره الاخلاقي.