مبدع كعادتك أخي الشاعر عواد الشقاقي.. وممتعة هذه النونية التي ألبستها من حلل الشعر ما تسربل به الخيال واللغة.
وأريد أن أسألك عن سبب اعتمادك لفظة "مَن" في إشارتك ل(عبق الشوق)، فالمعروف أن "مَن" تستخدم للإشارة إلى العاقل، لذلك أرى الأصوب أن تقول:
عبقُ الشوقِ علـى مـرِّ الدُّنـا = مَا روى بالدمع مشبوبَ هوانـا
على الرغم من أن "ما" تحتاج إلى لفظ آخر داعم كالضمير "هُوَ".
ولا تفوتني الإشارة إلى أن الكثيرين من أدبائنا يخلطون بين هذين اللفظين على الرغم من بديهية التعرف على دلالاتهما.
تقبل تحياتي ومودتي
مبدع كعادتك أخي الشاعر عواد الشقاقي.. وممتعة هذه النونية التي ألبستها من حلل الشعر ما تسربل به الخيال واللغة.
وأريد أن أسألك عن سبب اعتمادك لفظة "مَن" في إشارتك ل(عبق الشوق)، فالمعروف أن "مَن" تستخدم للإشارة إلى العاقل، لذلك أرى الأصوب أن تقول:
عبقُ الشوقِ علـى مـرِّ الدُّنـا = مَا روى بالدمع مشبوبَ هوانـا
على الرغم من أن "ما" تحتاج إلى لفظ آخر داعم كالضمير "هُوَ".
ولا تفوتني الإشارة إلى أن الكثيرين من أدبائنا يخلطون بين هذين اللفظين على الرغم من بديهية التعرف على دلالاتهما.
تقبل تحياتي ومودتي
مرحباً بك أخي الحبيب الأستاذ الشاعر عبد اللطيف غسري
أشكر حضورك الجميل هذا الذي تعودنا علية بما يتسم به من الموضوعية العالية
أستاذي الفاضل .. كلامك هو عين الصواب ولا غبار عليه
واعلم ياصديقي بأنني أستطيع أن أضع ( قد ) أو كما تفضلت ( ما ) ولكنني
وجدت في ( من ) أكثر وقعاً بالأذن وأكثر إيحاءً
وكذلك أود أن ألفت الانتباه إلى أن العرب استخدموا ( من ) التي هي للعاقل
استخدموها لغير العاقل في أحيان كثيرة ، صحيح أنا الآن لم يحضرني شواهد
على ذلك ولكن يحضرني بيت للفرزدق عندما كان يخاطب ذئباً وهو كان يلقي له
بقطع الخبز فيقول
تعشَّ فإن عاهدتَني لاتخونُني
نكنْ مثلَ مَن ياذئبُ يصطحبانِ
وأتمنى أن نصل بأدبنا الى اليوم الذي تكون استعمالاتنا للغتنا إيحائية أكثر ما هي
حرفية وعلى الأقل ونحن اليوم نعيش عصر الحداثة وما بعدها
وأيضاً لابد أن أشير إلى ، ونحن لازلنا في هذا الاتجاه ، إلى أن العرب أيضاً باعتقادي
ذهبوا بهذا الاتجاه أي استخدام اللغة للايحاء وإلا فما رأيك في قول عنترة بن شداد
وهو يوجه خطابه إلى حصانه فيقول :
فازورّ من وقع القنا بلَبانهِ
وشكا إليّ بعبرةٍ وتحمحُمِ
لو كان يدري ماالمحاورةُ اشتكى
ولكان لو علِمَ الكلامَ مُكلِّمي
حيث جعل من الحصان شخصاً وكان يشتكي له
أعتذر عن الإطالة سيدي الجميل وأكرر أمنيتي بأن نجعل لغتنا إيحائية أكثر
ما أن تكون حرفية متعصبة إذا صح التعبير
تحية لك أستاذي ودمت بخير
مرحباً بك أخي الحبيب الأستاذ الشاعر عبد اللطيف غسري
أشكر حضورك الجميل هذا الذي تعودنا علية بما يتسم به من الموضوعية العالية
أستاذي الفاضل .. كلامك هو عين الصواب ولا غبار عليه
واعلم ياصديقي بأنني أستطيع أن أضع ( قد ) أو كما تفضلت ( ما ) ولكنني
وجدت في ( من ) أكثر وقعاً بالأذن وأكثر إيحاءً
وكذلك أود أن ألفت الانتباه إلى أن العرب استخدموا ( من ) التي هي للعاقل
استخدموها لغير العاقل في أحيان كثيرة ، صحيح أنا الآن لم يحضرني شواهد
على ذلك ولكن يحضرني بيت للفرزدق عندما كان يخاطب ذئباً وهو كان يلقي له
بقطع الخبز فيقول
تعشَّ فإن عاهدتَني لاتخونُني
نكنْ مثلَ مَن ياذئبُ يصطحبانِ
وأتمنى أن نصل بأدبنا الى اليوم الذي تكون استعمالاتنا للغتنا إيحائية أكثر ما هي
حرفية وعلى الأقل ونحن اليوم نعيش عصر الحداثة وما بعدها
وأيضاً لابد أن أشير إلى ، ونحن لازلنا في هذا الاتجاه ، إلى أن العرب أيضاً باعتقادي
ذهبوا بهذا الاتجاه أي استخدام اللغة للايحاء وإلا فما رأيك في قول عنترة بن شداد
وهو يوجه خطابه إلى حصانه فيقول :
فازورّ من وقع القنا بلَبانهِ
وشكا إليّ بعبرةٍ وتحمحُمِ
لو كان يدري ماالمحاورةُ اشتكى
ولكان لو علِمَ الكلامَ مُكلِّمي
حيث جعل من الحصان شخصاً وكان يشتكي له
أعتذر عن الإطالة سيدي الجميل وأكرر أمنيتي بأن نجعل لغتنا إيحائية أكثر
ما أن تكون حرفية متعصبة إذا صح التعبير
تحية لك أستاذي ودمت بخير
اسمح لي أخي عواد، رغبة في الحوار لا أقل ولا أكثر، أن أقول إن دفاعك عن لفظ "مَن" في النص لم يُقنعني. فالبيت الذي أوردتَه للفرزدق لا يشير إلى الذئب بل إلى الشاعر والذئب معا، لذلك غلَّب الإنسان على الحيوان فاستخدم اللفظ:
نكنْ مثلَ مَن ياذئبُ يصطحبانِ
"نكن" أنت يا ذئبُ وأنا ـ الشاعر ـ مثل مَن...
ولا أفهم إيرادك موضوع الحداثة في الأمر، فالحداثة لا تعني تكسير الثوابت اللغوية..
وأما باقي ما أوردته فهو خارج عن الموضوع المتعلق بلفظة "مَن".
تقبل تحياتي ومودتي
اسمح لي أخي عواد، رغبة في الحوار لا أقل ولا أكثر، أن أقول إن دفاعك عن لفظ "مَن" في النص لم يُقنعني. فالبيت الذي أوردتَه للفرزدق لا يشير إلى الذئب بل إلى الشاعر والذئب معا، لذلك غلَّب الإنسان على الحيوان فاستخدم اللفظ:
نكنْ مثلَ مَن ياذئبُ يصطحبانِ
"نكن" أنت يا ذئبُ وأنا ـ الشاعر ـ مثل مَن...
ولا أفهم إيرادك موضوع الحداثة في الأمر، فالحداثة لا تعني تكسير الثوابت اللغوية..
وأما باقي ما أوردته فهو خارج عن الموضوع المتعلق بلفظة "مَن".
تقبل تحياتي ومودتي
أخي الحبيب أنا لم أقصد تكسير الثوابت اللغوية
ولكن أدعوك إلى قراءة البيت ب ( من )
عبقُ الشوق على مرِّ الدُّنا === مَن روى بالدمع مشبوب هوانا
واقرأهُ ب ( ما )
عبق الشوق على مرِّ الدُّنا === ما روى بالدمع مشبوب هوانا
طبعاً هو في كلا الحالين المعنى واضح وتام ومفهوم لدى القاريء
ولكن بربك أيهما أكثر وقعاً في الأذن
هذا ما قصدته وتحديداً بإيحائية المفردة وليس بحرفيتها
تحيتي لك أستاذي الفاضل ودمت متوهجأ بالابداع
أخي الحبيب أنا لم أقصد تكسير الثوابت اللغوية
ولكن أدعوك إلى قراءة البيت ب ( من )
عبقُ الشوق على مرِّ الدُّنا === مَن روى بالدمع مشبوب هوانا
واقرأهُ ب ( ما )
عبق الشوق على مرِّ الدُّنا === ما روى بالدمع مشبوب هوانا
طبعاً هو في كلا الحالين المعنى واضح وتام ومفهوم لدى القاريء
ولكن بربك أيهما أكثر وقعاً في الأذن
هذا ما قصدته وتحديداً بإيحائية المفردة وليس بحرفيتها
تحيتي لك أستاذي الفاضل ودمت متوهجأ بالابداع
لا أنكر أن البيت بلفظ "مَن" أفضل من الناحية الموسيقية وأخف على الأذن. ولذلك كتبتُ في ردي الأول أن لفظ "ما" يحتاج إلى ضمير يدعمه كأن تقول: "هُوَ ما" كي يستقيم من الناحية الموسيقية، لكن ذلك سيسبب كسرا عروضيا، لذلك أقترح، والخيار لك طبعا، أن تعيد صياغة البيت على نحو تتفادى معه هذا الإشكال.
أحييك على رحابة صدرك التي نفتقدها عند الكثيرين من الذين يدَّعون الكتابة.
محبتي وتقديري أيها الشاعر الأنيق.
لا أنكر أن البيت بلفظ "مَن" أفضل من الناحية الموسيقية وأخف على الأذن. ولذلك كتبتُ في ردي الأول أن لفظ "ما" يحتاج إلى ضمير يدعمه كأن تقول: "هُوَ ما" كي يستقيم من الناحية الموسيقية، لكن ذلك سيسبب كسرا عروضيا، لذلك أقترح، والخيار لك طبعا، أن تعيد صياغة البيت على نحو تتفادى معه هذا الإشكال.
أحييك على رحابة صدرك التي نفتقدها عند الكثيرين من الذين يدَّعون الكتابة.
محبتي وتقديري أيها الشاعر الأنيق.
مرحباً بك أخي عبد اللطيف الغسري وشكراً لرحابة صدرك
منذ افترقنا على الحب في حوارنا حول موضوع ( مَن )
ولغاية هذه اللحظة وأنا أبحث في موضوعنا هذا وإليك ما
جئتك به عسى أن يكون الفيصل بيننا بما يعم بالفائدة لنا
جميعاً
في شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك في الجزء الأول
صفحة ( 147 - 148 )
ما : أكثر ماتستعمل في غير العاقل وقد تستعمل للعاقل
مَن : أكثر ما تستعمل للعاقل وقد تستعمل في غيره
كقوله تعالى ( ومنهم مَن يمشي على أربع يخلق الله مايشاء )
وقول الشاعر العباس ابن الأحنف
بكيت على سرب القطا إذ مررن بي
فقلتُ ومثلي بالبكاء جدير
أسرب القطا هل ( مَن ) يعير جناحه
لعلّي إلى مَن قد هويتُ أطير
ف ( مَن ) في صدر البيت الثاني تخص القطا
وهي غير عاقل فضلاً عن الآية الكريمة حيث لا جدال فيها
أرجو أن أكون ببحثي هذا قد توصلت معك الى
ما نلتقي به في موضوع حوارنا العذب هذا وأنا
شاكرٌ لك مداخلتك القيمة مع أسمى آيات المحبة والشكر
مرحباً بك أخي عبد اللطيف الغسري وشكراً لرحابة صدرك
منذ افترقنا على الحب في حوارنا حول موضوع ( مَن )
ولغاية هذه اللحظة وأنا أبحث في موضوعنا هذا وإليك ما
جئتك به عسى أن يكون الفيصل بيننا بما يعم بالفائدة لنا
جميعاً
في شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك في الجزء الأول
صفحة ( 147 - 148 )
ما : أكثر ماتستعمل في غير العاقل وقد تستعمل للعاقل
مَن : أكثر ما تستعمل للعاقل وقد تستعمل في غيره
كقوله تعالى ( ومنهم مَن يمشي على أربع يخلق الله مايشاء )
وقول الشاعر العباس ابن الأحنف
بكيت على سرب القطا إذ مررن بي
فقلتُ ومثلي بالبكاء جدير
أسرب القطا هل ( مَن ) يعير جناحه
لعلّي إلى مَن قد هويتُ أطير
ف ( مَن ) في صدر البيت الثاني تخص القطا
وهي غير عاقل فضلاً عن الآية الكريمة حيث لا جدال فيها
أرجو أن أكون ببحثي هذا قد توصلت معك الى
ما نلتقي به في موضوع حوارنا العذب هذا وأنا
شاكرٌ لك مداخلتك القيمة مع أسمى آيات المحبة والشكر
لا تتصور أخي عواد مدى سعادتي حين أجد أديبا متفتحا متواضعا مستعدا للحوار بسعة صدر وتسامح. إن ميدان الأدب واسع ويحتاج إلى أن يكون المرء مستعدا لتقبل الآراء المخالفة كما يتقبل الآراء الموافقة..
من هنا اسمح لي أن أقول مرة أخرى إن ما أوردتَه أيضا ليس فيصلا بالدرجة التي تظنها أخي لسببين:
1ـ أن الآية التي أشرتَ إليها من سورة النور وهي قوله تعالى:
"والله خلق كل دابة من ماء. فمنهم من يمشي على بطنه ومنهم من يمشي على رجلين ومنهم من يمشي على أربع" صدق الله العظيم
يمكن أن تتضمن الإشارة إلى الإنسان لأن كلمة دابة تشمل الكائنات الحية، وقد فصل الخالق ذلك في قوله (ومنهم من يمشي على رجلين) في إشارة إلى الإنسان والحيوانات التي تمشي على رجلين.
2ـ على الرغم من أن الشاعر في البيت الذي أوردتَه يستخدم "مَن" في مخاطبتِه لسرب القطا، فإن القطاة على الأقل كائن حي وليست فكرة مجردة! فهل يجوز لك أن تشير إلى فكرة أو معنى مجرد ك"عبق الشوق" في بيتك الشعري مستخدما "مَن"؟
لهذين السببين ما زلتُ غير مقتنع ولا مرتاح لاستخدامك لفظ "مَن" للإشارة إلى فكرة مجردة أو معنى مجرد.
إلى هذه اللحظة أنا أرجو من جميع الأساتذة من أعضاء النبع للمشاركة
وإبداء ما يتوفر لديهم بخصوص موضوع بحثنا وبأدلة ساندة والإفادة
عسى أن نصل إلى بر الحقيقة وأنا مازلت وسأظل أبحث في
الموضوع حتى نصل إلى الحقيقة الناصعة بإذن الله
قبل التعليق على القصيدة شدّتني هذه المحاورة الجميلة
بين الشاعرين القديرين وقضيّة الـ(مَنْ) ودفعني ذلك
إلى البحث في القرآن الكريم والشعر العربي حول هذا
الموضوع ووجدت أنها تستعمل للعاقل النكرة في كثير
من المواقع، أمثلة من القرآن الكريم: