على شاطىء مستقبلي المجهول أقف حائرة , لا أدري ما يخبئه لي بين أمواجه المتلاطمة من سعادة و شقاء .
وحده القدر جريء في تصرفه قادر على نكأ الجروح و بعث الآهات و الذكريات.
ودعت أختي في جو كانت به الشمس في كبد السماء تنهال بأشعتها الوهاجة على وجهي تسلمني حرقتها و الهواء معطراً يدغدغ خدودي و يداعب ورود حديقتي .
كان وداعاً مؤلماً , ذرفت من عيني أحر الدموع , بادلتها القبل و قد لمحت في و جهها مسحة من الألم الخفي , انفجرت من عينيها دموع الحزن و الفراق تنصهر من حرارة فؤادها و لهيب نفسها , هي كالنسيم تبعث في نفسي الحياة وكالدم يخفق في كياني حرارة الحب و الوفاء , زهرة العائلة العطرة , شعلة من ذكاء تزيد على أيامي نوراً .
قد جاء الغد و بعد الغد و بعد بعد الغد و أنا أنتظر عودتها ولكنها غابت كما يغيب قوس قزح و سط السماء و لم تترك لي وراءها غير الذكريات العزيزة القوية التي لن تغيب و صورها التي أدقق في كل جزء من أجزاءها و ما يروعني منها مظهر النقاء و البراءة كما يذهلني بريق عينيها و فمها الذي كان يسبح بأسماء الله , يحيطها بهالة من نور تأسرني و كل من حولها بسحر إيمانها فالتهمها بعيني و روحي التهام النسر الجائع و أنا شاردة الفكر لا أعرف بماذا أعبر حيال عواطفي المتدفقة التي لم تبق لي لساناً ينطق و لا حركة أعبر بها و ما أسعفني القول هو تلك العبارة : يا أعز من نفسي على نفسي إن صورتك سأضعها في سويداء قلبي و أغلق عليها جوانحي حتى لا تمتد لها يد إلا يد الله و لا تقع عليها عين إلا عين الله .
ها هو اليوم بات رأسي مستودع للذكريات استعرضها في سواد ليلي حين أذهب لغرفتي و ألجأ إلى نفسي إلا أن الزمن سراب .
فراقها صعب كان كالسيف الحاد تغمد في قلبي و أنا أنشر الابتسامة قسراً , لكن تبقى العيون من حولي عاجزة كل العجز عن اختراق حجب الخلايا و الدم للنفاذ إلى شرايين فؤادي مستودع الألام الحقيقية .
ترى هل يستطيع طائر مهيض الجناح محطم القوادم أن يجوب الفضاء الرحيب , أنا ذاك الطائر المكسور الحزين , كل يوم أستيقظ و المرض قد حًل بي و الألم المبرح يغري جسدي و منديلها المعطر تحت و سادتي, وحدها موسيقا الحزن تتقدم نحوي دعوة للتأمل تخترقني بالحنين و إذا بذلك اللحن اليوم و سط الذكريات يأخذ فجأة بعدها الأول عني . فقد كانت ربة الطهر و مهوى الفؤاد , من أشعلت في قلبي جذوة من نار بدأت بالاتساع يوماً بعد يوم حتى اكتويت بحّرها و اشتعلت بجمرها و لا أملك إلا أن أخط لها الرسائل المطوية بحرارة الحب النقي , أتضرع إلى الله رب العباد أن يحفظها و يعلمني الصبر فقط .
الكاتبة منى كوسا أسعد الله أوقاتك بكل خير
حزينة كانت كلماتك وموجعة ,, هي عكست فيض مشاعر
قوية وغزيرة من ألم الفراق ,, فراق لا لقاء بعده ,,
عندما يكون الحزن عميقا يسيطر على القلم
فهويركب صهوة التعبير ,و لذلك اسهبت في التعبير
عن مشاعرك الصادقة ,, لكن فعلا ما نثرته هنا أقرب للخاطرة عن القصة
ولا أعتبر أن الطول هنا تنقيصا من مقوماتها لأن الحالة النفسية
هي التي تتحكم وخاصة في الخزن ,, والخاطرة هي عبارة عن بوح مباشر
وسكب لما يختلج النفس ,,
لذلك اسمحي لي أن أنقلها لقسم الخاطرة
مع تقديري ودعائي لك بهدوء والسكينة والفرح
قد يكون ردي مشابهاً لرد زميلي وأستاذي رمزت
فقد تاهت الحروف المتألقة ما بين القصة والخاطرة
ففقــدت بعضاً من قيمتها الجمالية
على الرغم من امتلاكها كل المقومات للنجــاح
أرق تحياتي وكل الاحترام
التوقيع
وإذا أتتكَ مذمَتي من ناقصٍ .. فهي الشهادةُ لي بأنيَ كاملُ