الشّعرُ والسَّيف
مصطفى حسين السّنجاري
اِيْهاً ..وَدَعْكَ مِنَ الأشْعارِ يا قَلَمُ=لَنْ تَسْتَرِدَّ القَوافي حَقَّ مَنْ ظُلِموا
سَأَصْحَبُ السَّيْفَ خَيْراً مِنْكَ مُصْطَحَباً=فالسَّيْفُ يَمْخُرُ في الجُلّى ويَقْتَحِمُ
يَشدُّكَ المُتنَبّي نَحْوَ قافِيةٍ=ولا يَشُدُّكَ سَيْفُ الدّوْلَةِ القَرَمُ ؟
نَحْوَ الفِدا..وأبو تمّامَ قُدْتَ بِهِ=هَلاّ يَقُوْدُكَ ، حيثُ الذَّوْدُ ، مُعْتَصِمُ
إنْ كُنْتَ , يا أنْتَ ، تَبْغي المَجْدَ منْ زَمَنٍ=فالمَجْدُ للسَّيْفِ قَبْلَ الشِّعْرِ يَبْتَسِمُ
إنَي خَبِرْتُ مِنَ التّاريْخ كَمْ سَمُقَتْ=بالفارِسِ المجدَ لا بالشاعرِ الأُمَمُ
الشِّعْرُ لِلْحُبِّ يوم القلبُ ينشِدُهُ=والسَّيفُ للحَرْبِ يومَ الرّوعُ يصْطَلِمُ
ولَسْتُ أُعْلِنُ أنْ في الشعرِ منْقَصَةٌ=لكنّما العِطْرُ لا يُبْرى بِهِ السَّقَمُ
واللهِ نَصْلٌ يُمَحّي عارَ حامِلِهِ=أبهى من الشّعرِ ما قالوا وما نَظَموا
أيْنَ الفَعولُ مِنَ المِقْوالِ يومَ وغىً ؟=إنَّ الفَعوْلَ يَدٌ حيثُ القَؤوْلُ فَمُ
هَبْنا نَصوْغُ القَوافي سِفْرَ مَلْحَمَةٍ=فَمَنْ لِثَأْرِ أخي والجارِ يَنْتَقِمُ ؟
حَتّى وَإنْ أُسْرِجَتْ كالخَيْلِ أَوبِدَتي=وكالفوارِسِ راحَتْ تَزْحَفُ الكَلِمُ
والحَرْفُ باتَ رَصاصاً في انْطِلاقَتِهِ=فإنَّ أَفْتَكَ مِرْصادٍ لَهُ الصَّمَمُ
قَدْ يَجْهَلُ الخَصْمُ مِنْ أقلامِنا لَغةً=لكنّهُ من صليلِ السّيفِ يَفْتَهِمُ
ما أتْعَسَ العَيْشَ في دنيا يموتُ بها=نَجْلُ الصمودِ وأنجالُ الونى سَلموا
هَيّا إلى السَّيفِ يا كُلَّ الذينَ لهم=في حَرّها مِنْ بقايا حُرَّةٍ لمَمُ
إنّا إذا لَمْ نُرَخِّص للبلادِ دَماً=يَومَ الكَريهَةِ..لا كُنّا ولا الشّيَمُ
أفدي دِماءً لأجْلِ العِزِّ قد نُزِفَتْ=يا لَيْتَ شِعْرِيَ هَلْ تَفْدي الدّماءَ دَمُ ؟
5/5/2011