وقفة على جسر قلعة صالح القديم / للشاعر علي كاظم درجال (ابو عمار )
*******************************************
ياجسر قلعتنا مرت بك الحقب ** كالنخلة العجزاء لا سعف ولا رطب
تطفوا كأنك حبلى في مصيبتها ** تغفوا كأنك سكران ومضطرب
حتى المسامير شاخت في أماكنها ** لا يلمس اللّوح من غاصت به الركب
ما عمرّوك ولا أيد لهم عملت ** سوى الثئاليل كم تكوى فلا تطب
اشكوا إلى الله هما أنت حامله ** لو حملّوه على أكتافهم نصبوا
كم من أحبة يا جسر الهوى عبروا ** ولامست إقدام من أهوى ندى الخشب
يافا عل الخير جسرا لو تعمرّه **عمرت أرضا ونهرا مائه عذب
هلا تذكرت أشياخا هنا تعبوا ** وفى البساتين أطفالا لنا لعبوا
هلا تذكرت صفصافا على سفح ** لو داعب الماء ضل الماء ينتحب
رحماك يا جسر تسألهم إذا رجعوا ** هل في الجوارح مازلنا لهم لهب
أم التغرب أنساهم مودتنــــــــا ** فأصبحت ارض من حلوا بها غضب
يا جسر لو تعلوا فترسم لوحة ** يسموا على زخارفها المنديّ والقبب
هم يحسدوك على بلواك أزمنة ** من يحسد الشيء يلقى دونه العجب
أنى أخاف إذا ما عاد صاحبنا ** ينتابك الحزن والأسقام والغلب
يا جسر لو سموك مسكينا مكابرة ** مسكين دارم ذاك الشاعر الصعب
يا جسر لو سموك عبد الله مفخرة ** ذاك التقى الزكي الصادق الرهب
يا جسر بكة هل ترتاح من تعب ** أم أن دائك مستعصي بلا سبب
ها أنت ذا منذ ارتحال أبي ** حتى يشيب حفيدي مرهق تعب