خاطفة نقدية لفرج عمر الأزرق على قصيدة "نبيذ الضياع"للمبدعة هيام صبحي النجار
تسامق الحرف و الجمال في انسيابية شفيفة أتقنت التاصة على امتدادها المزج حد التماهي و الدهشة بين حالات عدة بعضها يتنافر و بعضها الأخر يتكامل
الحزن في مقابل الفرح
العجز في مواجهة المحاولة
الاشتعال ينازل الانطفاء
الحب في حالته الصغرى-القمر الحبيب- معاضدة الحب في حالته الكبرى-الحبيب الوطن-
أناجي القمرَ.. تعال انزل واطفئْ جمرةَ القلق
وأبحر معي
إلى تخوم وطني
السرمدي
و لعل هذا المقتطف المركز الشعري للقصيدة موضوعا و جمالية التي تحوم حالات اخرى طبقه
هذا و تتجه الذائقة الى تثمين الاستعمالات الخام لبعض البؤر الفعلية كالرفض و الثورة على واقع الحال لكن غزارة المشهدية
في اكثر مواضع اللوحة فضلا عن نبل المعاني المستجلاة جعلنا في تأهب و تحفز تتابعي لتلذذ جمل النص التصويرية الفذة و المعولة على لمسة
ترميزية نزلتها الشاعرة المنزلة الدقيقة و الصائبة من معقلي المستطاع و اللا-مستطاع كاستحضار شخصية مسيلمة و القسم- التين و الزيتون- و الحكمية القرآنيين
-صم.بكم.عمي.- لتمنح الشاعرة نهاية التخييل في سبيل تثبيت كمن لا يفقهون مساحة حرة ليس من باب الاضافة أو التعدي على قدسية المقتبس و لكن تصعيدا لوصفية
الموصوف قيد المقتبس أصالة فتنفتح اللوحة على قفلة شعرية متأزمة ضاجة -صم.بكم.عمي. بلا ولد- كأنها تجاهر
الشاعرة دواخلها *وااااااااااا أسفي عليهم...*
منذُ السفر الأول.. يشتعل العصيان
و
التين والزيتون وكل متمردٍ على موْلاه
و أيضا
أتخذُ قراراً بثورة
تلك المحاكاة المباشرتية للفعل في منحاه البراغماتي تلتقي و المحاكاة الشعرية لنفس الفعل في منحاه الاستطيقي المستجيب للترف الفني و الخادم نهاية لأرضية البوح
فكرة و دلالة و هو ما يستشف من تراتلية الصور المحبكة نسجا و عذوبة
و منها
يتبدد الوقت.. يستقرُّ على طراوة الصبرْ
و
تزيلُ الغبارَ عن رؤايَ العابقة بالإنطفاء
و هذا
إقترب من جلدي
دعني أشربْ قهوتَك المالحةْ
استنشقُ زفير الزبد
و لا ننسى التيمة الممسرحة كاريكاتوريا و بذخها فعل التشفي حيال ضدية سوء الحال و توعك حسنه
حظي متكئ على عصاه
خالص محبتي و تقديري أرزة لبنان خضراء الروح و الحرف