من أنت في دنيا الغرابة و السؤال
لا هم لي إلاك
يا لغزا توسم في غموضه حله
و مضى يحدث نفسه عن نفسه
و عن المحال
أتراك من عدم خلقت
فصار معناك المجازي
الوجود
أم ان معجزة تراءت
فانتهى عهد الحقيقة
تاركا من خلفه
سفرا من الشك المميت
و الاحتمال
أنا لست أدري من تكون
ولا أنا أدري صفاتك
قيل لي مطر
و قيل سحابة
و توغل في المستحيل
و قيل نسغ في عروقي
قيل جسر في طريقي
ليتني كنت المسافة و الطريق معا
ﻷعرف سرك المدسوس
في قعر الوشاية
كي أراني
في مراياك المعتمة الرؤى
وأغوص فيك
و أنت بر
و البحار وراءك
استفتتك في
فقلت إني شاعر
أودى به ذل النكال
ليت الضياع يعيدني
لدمي
و أعضائي
وحنجرتي
ويمنحني هوية من أكون
ﻷملأ الدنيا انفعال
ﻷراك ثانية
و أمنحك الهداية
و الضلال
كم أنت منقطع النظير
صفاتك اﻷولى
تساوت والغمام
فجئتني متفجعا
و العام خصب
و الشهور خضيرة
فلم الحقول استعبدت فلاحها
و لم اليراع جفا اﻷنامل
و اختفى في ثغرة
أو فارق
بين الحقيقة
و الخيال
الآن أدري أنني لست الوحيد هنا
و أن كلامنا صمت
و أن مدادنا ماء
و أنك متقن دور الضحيه
من لي بحذفك من قواميسي
و من لغتي و أفكاري
و غربة أحرفي
من عودتي في
كل يوم للوراء
و من عصور الجاهليه
و ماتت الحقيقه
وحيدة غريقه
لم تطف للسطح
و لم تر بريقه
و بالدم الكذب
ضرج الزمان خصرها
رأيتها مشدودة للموت
بالصبر
و بالخور
تقول يا ويحي
سيدفن الخبر
سوف يعود للسماء ماؤها
سترحل الشمس
و يأفل القمر
و ماتت الحقيقه
وحيدة غريقه
خرساء
لا فم
ولا سليقه
رفيقتي ماتت
و لم يدروا بأنني
أنا الرفيقه
و بقدر شوقي للقاء
قرأت سبعا سورة الإسراء
نادمت النجوم العائدات من الذهول
و كنت أول من يشبب بالقمر
و بصرح هامان ارتقيت إلى الذرى
فصرعت فرعونا
و أهلكت التتر
و رميت بالشهب الثواقب
ألف زنديق
أتاني في ثياب الطهر
يسترق النظر
أنا بالدواة
بلوت أفئدة البشر
وعرفت أسرار الكهانة
و التنبئ بالخبر
و العاديات الموريات
بباب مملكتي
تباركن الظفر
و تعذنني من غصة الشعر الكظيم
و من تصاريف القدر
لغتي تشاكس منطق الأشياء
تمعن في تقصي الحادثات
تلوك أزمنة القصيدة
تقتفيني إذ أفر إلي منها
ناسياً (ها)
خلف أسباب السهر
علي أصوغ لها من الكلمات
تاجا للإمارة
أو أذهب سيف دولتها الأغر
يا باحثا عني تمهل
فالمسافة بيننا
أضغاث أميال
مسير تفاهتين
على حداء غرابة اليد و اللسان
كم معجما يكفيك
لاستكناه ما أخفى الكلام من المعان
و تقمص الإدراك
و استسهال ما أختصم الورى جراءه
في حضرموت و أصفهان
و السير في كهف المجاز
بهدي الاَعمى
أو بعي الترجمان
أبليلتيْ صحو
تحاول فتح أندلسي
و تضليلي
و زورقك المبلل في يدي
و الأمر أمري ها هنا
و الخمر خمري
كيف لا و أنا عدوك و المفر
معا
و أنت الضيف
أطعمه من الزقوم غصنا
ثم أسقيه الهوان