قراءة الأديبة و القاصة الدكتورة عايده بدر في قصة (ثلج) لوطن النمراوي
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وطن النمراوي
جلس في غرفته الصغيرة مهمومًا، يكتب رسالته.
اجتازت حرارة غرفته الأربعين درجة مئوية في صيف العراق القائظ ؛ لكن الكلمات كانت تخرج من بين يديه ببرودة شتاء غرفته،
أزعجه ذلك، حيرانا لا يملك غير هذه الكلمات بلون قلبه.
وصلت رسالته بعد انتظار شهرين، قرأتْها، ابتسمتْ فرحةً بها، ضمَّتها إلى صدرها، ثم رفعتْ يدَها إلى السماء :
يا ربِّ، زد حرارةَ غرفتِه ؛ لتلهبَ مشاعرَه، فيظل هذا المزعج المؤذي يكتب رسائل تطفىء جمرة اشتياقي إليه بكلمات من ثلج .
جلس مهموما ووحيدا تكاد برودة البعد عنها تقضي على اشتعال الغرفة التي تكتظ بكل حرارة فرضها دخول البلاد في موسم الشمس
حرارة العراق التي تكاد تشوي الوجوه لم تؤثر على شتاء غرفته فربما خرجت حروفه في رسالته لها باردة كنسمة صيفية هادئة يتمناها أو متدثرة بشعور الوحشة و الصقيع الذي يفترش المكان دونها و إن كان القلب استعار من الثلج لونه و لون به الكلمات
أما هي على الجانب الآخر من الحياة .. فكانت حياتها ترتوي من حرارة البعد التي تشعل شمس العراق و تنتظر أن تأتيها بضع حروف ربما تهدىء من حرارة شمسها و تدفىء قليلا من صقيع ابتعاده
أخيرا تأتي الحروف المنتظرة رغم اكتسائها البياض صقيعا في ملمسها لكنها تعلم جيدا كيف أنها خرجت من قلب استعار البياض من لون الثلج و إن لم يصب به ... كانت دعوتها أن تبتهج الشمس أكثر فتظل على إشراقها و ازدياد حرارتها حتى تلتهب مشاعره فتخرج حروفه بردا و سلاما عليهما هو في غربته داخل الوطن و هي في غربتها خارج الوطن و هما معا في غربتهما بعيدا عن بعضهما البعض ..........
العزيزة وطن
قصة ذات أبعاد إنسانية رائعة لمست فيها أمر الغربة و الاغتراب الذي فرضته ظروف الحياة على كثير من أسر .. ربما تمزق شملها هو في الشرق و هي في الغرب نتيجة لما تمر به البلاد من ظروف .. أجدت الربط بين ما يميز العراق من شدة الحرارة التي كانت تشعل غرفته و الحياة من حوله و أظهرت التناقض بينها و بين برودة أيامه بعيدا عن أسرته
جزء منه داخل وطنه و جزء خارجه لذلك جاءت جلسته مهموما يحاول أن يكتب لا يعي ماذا سيكتب لهم .. ماذا سيصف لهم و هم بعيدون عنه .. ربما خرجت الكلمات باردة لكنها كانت كافيه بالنسبة لها لتهدأ من اشتياقها له و للوطن .. لذلك لا عجب أنها ربطت حرارة الجو من حوله بما اشتعل في صدره و حاولت غربته داخليا و خارجيا القضاء عليه ببث الصقيع و اليأس ليفترش حياته بعيدا عنهم
جاءت دعوتها بمزيد من حرارة تقاوم صقيع اليأس و الغربة ليظل هذا الشوق لاجتماع العائلة من جديد قائم في قلبه لا ينتهي .
رائع عزيزتي في الفكرة التي قبضت عليها بقوة
و مميز السرد لديك لكني أرى بعض تكثيف للعبارة ما كان ليضر بها
و العبارة الأخيرة في وصفها له ربما جاء الوصف بالمزعج المؤذي
يعطي انطباعا آخر غير ما رميت إليه من أنه يؤذيها دون قصد بابتعاده عنها
هذه الحرارة التي تحيط به في صيف العراق وقت كتابة الرسالة تجعله يكتبها الان
لكنك قلت أنه ارسلها بعد شهرين غياب إذن هو كتبها في الربيع و أظن ربيع العراق غير حار هكذا ... هنا وقفة لأن العبارة غير منطقية
كذلك ذكرت الحرارة التي تحيط بغرفته و البرودة التي تكتسي بها غرفته و هنا تناقض
أنا أفهم ما تقصدين من أن الحرارة تفرض نفسها على الجو العام للبلاد و من ثم غرفته أيضا
و أن البرودة هي برودة الابتعاد عن أسرته لكن ربما الجملة في سردها أعطت نوعا من التناقض بين الحراة و البرودة في هذا الجزء فقط ....
مقارباتك بين الثلج و النار جاءت موفقة جدا فما بين ثلج و صقيع يفترش غربته و لياليه وحيدا بعيدا عن أسرته و نار تحرق كل ما تقابله حتى المشاعر التي حاول أن يخفف منها ببعض ثلج الأيام لكنه رغم ذلك فشل في أن يجعلها تختبىء كثيرا فها هي رغم برودة حروفه تعرف تماما كم من اشتياق وراء هذه الحروف الباردة يحاول أن يخفيه و يتحمله هو حتى لا تتعذب هي على الجانب الآخر من الحياة ... و اسقاطك لرموز الجو و الطقس على حال الاسر المغتربة بفعل القدر الذي فُرض على البلاد جاء موفقا للغاية ...
أعرف أن صدرك سيتسع لملاحظاتي التي لا تنقص من قدر قصتك
أعجبني موضوعها الإنساني جدا و طريقة السرد التي اتسمت أيضا بمعالجة خفيفة الظل ربما لتمنح الأنفاس بعض فسحة بين لهب الحرارة و صقيع البرودة .
وطن العزيزة
دمت مبدعة كما دائما
تقديري لرائع حرفك
مودتي
عايده
رد: قراءة الأديبة و القاصة الدكتورة عايده بدر في قصة (ثلج) لوطن النمراوي
قراءة الأستاذة عائدة بدر لقصة ثلج
للشاعرة المبدعة وطن النمراوي
قربت الكثير من المفاهيم والمعاني
التي أرادت الكاتبة أن توظفها بكثافة
في عبارات لتصبح القصة كقرص مضغوط
شكرا أستاذة عائدة على هذه القراءة
المفيدة خاصة في القصة القصيرة جدا
تحياتي . ودمت في رعاية الله وحفظه
رد: قراءة الأديبة و القاصة الدكتورة عايده بدر في قصة (ثلج) لوطن النمراوي
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد سمير
شكراً للدكتورة عايدة بدر وللغالية وطن النمراوي
قراءة جميلة وهامة
نثبتها
مع التحية العطرة لكما
و الشكر لك أستاذي الفاضل مني و نيابة عن أستاذتي عايدة
لهذا الاهتمام و للتثبيت
و فعلا كانت أستاذتي عايده بدر موفقة جدا في قراءتها العميقة و تناولها جوانب القصة بكثير من الاهتمام.
لك تحياتي و تقديري أستاذي.
رد: قراءة الأديبة و القاصة الدكتورة عايده بدر في قصة (ثلج) لوطن النمراوي
وطن الحبيبة الغالية
اشتقتك يا وطن وكثيراً جداً
اشتقت روحك الغالية وحرفك الذي أحب
مع شديد الأسف أني لم أطلع على نقلك لقراءتي إلا اليوم فقط
بئس الايام التي تبعد الغاليين وتبعثر خطاهم
أتمناكِ بألف ألف خير وأمان وسلام
عايده
رد: قراءة الأديبة و القاصة الدكتورة عايده بدر في قصة (ثلج) لوطن النمراوي
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وطن النمراوي
جلس مهموما ووحيدا تكاد برودة البعد عنها تقضي على اشتعال الغرفة التي تكتظ بكل حرارة فرضها دخول البلاد في موسم الشمس
حرارة العراق التي تكاد تشوي الوجوه لم تؤثر على شتاء غرفته فربما خرجت حروفه في رسالته لها باردة كنسمة صيفية هادئة يتمناها أو متدثرة بشعور الوحشة و الصقيع الذي يفترش المكان دونها و إن كان القلب استعار من الثلج لونه و لون به الكلمات
أما هي على الجانب الآخر من الحياة .. فكانت حياتها ترتوي من حرارة البعد التي تشعل شمس العراق و تنتظر أن تأتيها بضع حروف ربما تهدىء من حرارة شمسها و تدفىء قليلا من صقيع ابتعاده
أخيرا تأتي الحروف المنتظرة رغم اكتسائها البياض صقيعا في ملمسها لكنها تعلم جيدا كيف أنها خرجت من قلب استعار البياض من لون الثلج و إن لم يصب به ... كانت دعوتها أن تبتهج الشمس أكثر فتظل على إشراقها و ازدياد حرارتها حتى تلتهب مشاعره فتخرج حروفه بردا و سلاما عليهما هو في غربته داخل الوطن و هي في غربتها خارج الوطن و هما معا في غربتهما بعيدا عن بعضهما البعض ..........
العزيزة وطن
قصة ذات أبعاد إنسانية رائعة لمست فيها أمر الغربة و الاغتراب الذي فرضته ظروف الحياة على كثير من أسر .. ربما تمزق شملها هو في الشرق و هي في الغرب نتيجة لما تمر به البلاد من ظروف .. أجدت الربط بين ما يميز العراق من شدة الحرارة التي كانت تشعل غرفته و الحياة من حوله و أظهرت التناقض بينها و بين برودة أيامه بعيدا عن أسرته
جزء منه داخل وطنه و جزء خارجه لذلك جاءت جلسته مهموما يحاول أن يكتب لا يعي ماذا سيكتب لهم .. ماذا سيصف لهم و هم بعيدون عنه .. ربما خرجت الكلمات باردة لكنها كانت كافيه بالنسبة لها لتهدأ من اشتياقها له و للوطن .. لذلك لا عجب أنها ربطت حرارة الجو من حوله بما اشتعل في صدره و حاولت غربته داخليا و خارجيا القضاء عليه ببث الصقيع و اليأس ليفترش حياته بعيدا عنهم
جاءت دعوتها بمزيد من حرارة تقاوم صقيع اليأس و الغربة ليظل هذا الشوق لاجتماع العائلة من جديد قائم في قلبه لا ينتهي .
رائع عزيزتي في الفكرة التي قبضت عليها بقوة
و مميز السرد لديك لكني أرى بعض تكثيف للعبارة ما كان ليضر بها
و العبارة الأخيرة في وصفها له ربما جاء الوصف بالمزعج المؤذي
يعطي انطباعا آخر غير ما رميت إليه من أنه يؤذيها دون قصد بابتعاده عنها
هذه الحرارة التي تحيط به في صيف العراق وقت كتابة الرسالة تجعله يكتبها الان
لكنك قلت أنه ارسلها بعد شهرين غياب إذن هو كتبها في الربيع و أظن ربيع العراق غير حار هكذا ... هنا وقفة لأن العبارة غير منطقية
كذلك ذكرت الحرارة التي تحيط بغرفته و البرودة التي تكتسي بها غرفته و هنا تناقض
أنا أفهم ما تقصدين من أن الحرارة تفرض نفسها على الجو العام للبلاد و من ثم غرفته أيضا
و أن البرودة هي برودة الابتعاد عن أسرته لكن ربما الجملة في سردها أعطت نوعا من التناقض بين الحراة و البرودة في هذا الجزء فقط ....
مقارباتك بين الثلج و النار جاءت موفقة جدا فما بين ثلج و صقيع يفترش غربته و لياليه وحيدا بعيدا عن أسرته و نار تحرق كل ما تقابله حتى المشاعر التي حاول أن يخفف منها ببعض ثلج الأيام لكنه رغم ذلك فشل في أن يجعلها تختبىء كثيرا فها هي رغم برودة حروفه تعرف تماما كم من اشتياق وراء هذه الحروف الباردة يحاول أن يخفيه و يتحمله هو حتى لا تتعذب هي على الجانب الآخر من الحياة ... و اسقاطك لرموز الجو و الطقس على حال الاسر المغتربة بفعل القدر الذي فُرض على البلاد جاء موفقا للغاية ...
أعرف أن صدرك سيتسع لملاحظاتي التي لا تنقص من قدر قصتك
أعجبني موضوعها الإنساني جدا و طريقة السرد التي اتسمت أيضا بمعالجة خفيفة الظل ربما لتمنح الأنفاس بعض فسحة بين لهب الحرارة و صقيع البرودة .
وطن العزيزة
دمت مبدعة كما دائما
تقديري لرائع حرفك
مودتي
عايده
ما أغلاكِ وطن الحبيبة
وما أرقاها روحك الغالية
اعتذر أني لم أعلم بنشر القراءة إلا الآن فقط
أسعد كثيراً بإفرادك موضوع خاص بها
أتمنى روحك الغالية بكل الخير والسلام والأمان
محبتي التي تعرفين
عايده
رد: قراءة الأديبة و القاصة الدكتورة عايده بدر في قصة (ثلج) لوطن النمراوي
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تواتيت نصرالدين
قراءة الأستاذة عائدة بدر لقصة ثلج
للشاعرة المبدعة وطن النمراوي
قربت الكثير من المفاهيم والمعاني
التي أرادت الكاتبة أن توظفها بكثافة
في عبارات لتصبح القصة كقرص مضغوط
شكرا أستاذة عائدة على هذه القراءة
المفيدة خاصة في القصة القصيرة جدا
تحياتي . ودمت في رعاية الله وحفظه
شاعرنا ومبدعنا القدير أ.تواتيت نصر الدين
كل تقديري وامتناني لهذا الحضور المتالق
وهذا التأمل الرائع للقراءة والنص القصصي
تقبل كل تقديري وامتناني واعتزازي بهذا الحضور القيم
مودتي وتقديري
عايده
رد: قراءة الأديبة و القاصة الدكتورة عايده بدر في قصة (ثلج) لوطن النمراوي
النص جميل لما يحتويه من مشاعر صادقة تؤكد العلاقات الإنسانية النظيفة، المشفوعة بانتماء للأصل
وجاءت القراءة كعرض مشفوع بانطباع يشتغل على نفس المنطقة العاطفية، وهنا تكمل جمالية المقروء والقراءة.
فلا علاقة للمدخلات التي شوّهت ذواتنا، وأفرزت أمراضاً نفسية، قد تكون غير مثبتة لكنها موجودة على اي حال.
وأعجبتني لغة القصة والقارئة حيث اندلقت على الورقة بلا رتوش او تزيينات او تزويق.
وحقيقة نحن بحاجة للعودة إلى هذه البساطة باللغة، وبطرح اختلاجاتنا، بلا تعقيد.
شكراً للأخوات القاصة والقارئة.
مع عظيم التقدير.
رد: قراءة الأديبة و القاصة الدكتورة عايده بدر في قصة (ثلج) لوطن النمراوي
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عمر مصلح
النص جميل لما يحتويه من مشاعر صادقة تؤكد العلاقات الإنسانية النظيفة، المشفوعة بانتماء للأصل
وجاءت القراءة كعرض مشفوع بانطباع يشتغل على نفس المنطقة العاطفية، وهنا تكمل جمالية المقروء والقراءة.
فلا علاقة للمدخلات التي شوّهت ذواتنا، وأفرزت أمراضاً نفسية، قد تكون غير مثبتة لكنها موجودة على اي حال.
وأعجبتني لغة القصة والقارئة حيث اندلقت على الورقة بلا رتوش او تزيينات او تزويق.
وحقيقة نحن بحاجة للعودة إلى هذه البساطة باللغة، وبطرح اختلاجاتنا، بلا تعقيد.
شكراً للأخوات القاصة والقارئة.
مع عظيم التقدير.
شاعرنا الراقي ومبدعنا القدير
أ.عمر مصلح
تسعد القراءة والنص القصصي بهذا الحضور الراقي
ووقفتك التأملية الراقية منحت النص والقراءة عمقاً وبهاءًا
تقبل كل تقديري وامتناني وااعتزازي بحضورك القيم
مودتي وتقديري
عايده