قد سمحت لنفسي وتجرأت بالدخول إلى محرابه
لأسرق بعضا من أبجدياته
أدللها ... أنثر عليها بضع قطرات من عطر مدادي
لعلي أكون قد وفيت ما برقبتي من دين تجاه هذا الانسان العظيم
( ملحوظة : اللون البنفسجي من كتابات العمدة والأسود كتاباتي )
تسارعت الأنامل خجلةً
يتدحرج أمامها ودقٌ
يقطر به قلم ما فتيء يوماً أن يستريح من لواعج الأبجدية،
والحروف يشاغبها البكاء
والحلم غاف على أطراف الوسن
ينشد ما تيسر من أبجدية الحنين
ففي ظلال عينيها كان اللقاء،
وعلى بساط خديها اجتمع الحوار،
ومن روافد الأحداق كان المدادُ أبيضاً نقياً
يؤرخ عمراً تحت ومضات الحنين
واللقاء في مساحة ضوء لم تختفِ
قد أمطرت السنون
دمعا بلون النقاء
والهمهمات المكسورة الأطراف
تأخذنا لعالم ينضح برسائل لم تكتب بعد
أيا حلما توضأت سكراته على ضفاف دجلة
زدنا شوقا
وبين شتات الأطياف
ارسم حروف اسمينا في محراب الرجاء
كيف أنسى
والشوقُ يمسكُ بي
من معاصمِ روحي ويَهُزّني هزّاً
عنيفاً حتى لا أرى أماميَ الا ثلاثةَ أحرف تتجلّى
ببياضها من الأفق البعيـــد،
ولسان الحال يصمت متكئاً وسادةَ
الإنتظار علّ نسيمها يمرّ بسنابل عمري التي
قاربها الحصاد فَتَبُلّ ريقه
أو تمسح الوجه من غبار الوجع.
كيف أنسى
حين تاهت بعينيّ كل المدن
حتى بات عطرك هو موطني
أيها الموشوم بسحر راهب
إليك .. تتسكع أبجدياتي
تقترف الحلم خلف ستائر الإدراك
وماء الجنان يبللها
حيث ترتسم على أرصفة الغربة
آيات وجد لا تنتهـي
التوقيع
وإذا أتتكَ مذمَتي من ناقصٍ .. فهي الشهادةُ لي بأنيَ كاملُ