كانت الشمس تقدح الأرض قدحا.. لا نسمة باردة، ولا اخضرار يمنح هذا الفضاء رحمة؛ سوى أشجار متناثرة، وأعشاب شبه يابسة، تسكن حواف الترع، حتى الماء في مجراه كاد أن يضمحل ويتلاشى، فبدت البراري وكأنها نقطة من جهنم، وبدا لي راعي الأغنام المتوج بالقشف كقطعة نار يشق النار بقطيعه.
عقلي يزاحم عيني في مراقبته.. أتعجب..! وأنا تحت الظلال أتوسل الغصن أن يروح ويجيء.. أبحث في هيئته التي حيرت دهشتي..!! هذا الذي شكلته مناخات السنين باقتدار، وصنعت منه صنفا بشريا جديدا؛ وكأنه أسطورة مهجنة من سباع البراري..
الشمس تلعب على رأسه، وتشرب من عرقه.. تنسج على جبينه فخا من خيوطها الحمئة؛ وكأنما تريد صيد المآرين من جواره. عيناه الجاحظتان تخيفان عفاريت الظهيرة، وشعره المجمد بالتراب يشبه الكلأ الذي تقضمه الخراف، وأقدامه التي تشبه الأرض العطشى تعلو في ناظري عن أشباه الرجال..
جاء قبالتي ووقف.. غبار خطى القطيع المحمل برائحة الوبر يشارك في قسوة المناخ، ويستفز رئتي؛ ولكن لم يزعجني؛ طالما أتذكر في ذلك مهنة حبيبنا المصطفى صلوات الله وسلامه عليه.
قفز الترعة الحائلة بيننا؛ وكأنه أسد يصيد فريسة.. تكورت في نفسي وأنا أنظر في عينيه البارقتين، وأتابع بحذر عود الخيزران الذي يسوق به غنمه.
من دون كلام أخذ زجاجة المياة الباردة من جواري، وراح يسكبها في فمه؛ وكأنه يسكبها في بئر.. ثم وضع الزجاجة فارغة؛ ثم قفز إلى محله خلف أغنامه.
ناديته...
– لماذا لم تستأذن للشراب؟
... لوح إلى خرافه
بدا لي أنه يريد تغيير مسارهم
– لماذا لم تستأذن للشراب؟
... يلوح إلى غنمه ولم يعبأ بسؤالي
– أتهزأ بي؟
... أدار وجهه للإنصراف..
أمسكته من طرف جلبابه
... نزع الكمامة من على وجهي؛
وراح يتفوه بكلام مدغدغ، وحركات عبطية...
ابتسمت وأنا أدعو له.
____________
عبدالله عيسى
5/ 7/ 2020
قصه حلوة حقا لطيفه استخدم الكاتب اسلوب التوصيف بشكل دقيق
وكأنه رسام رسم الشخصيه،_ وهو الراعي _بفن وإتقان،الحوار الدائر لم يكن طويلا مختصرا الحدث كان سريعا ،اللافت رسم الشخصية والاهتمام بدقائقها ملامح الوجه الملابس الجسد ،من خلال هذا الرسم
كانت الدلالات والمعاني
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد فتحي عوض الجيوسي
قصه حلوة حقا لطيفه استخدم الكاتب اسلوب التوصيف بشكل دقيق
وكأنه رسام رسم الشخصيه،_ وهو الراعي _بفن وإتقان،الحوار الدائر لم يكن طويلا مختصرا الحدث كان سريعا ،اللافت رسم الشخصية والاهتمام بدقائقها ملامح الوجه الملابس الجسد ،من خلال هذا الرسم
كانت الدلالات والمعاني
مرحبا بك هنا وفي القلب أستاذ محمد
حضوركم هنا هو الأكرم والألطف أستاذنا الحبيب. دامت طلتك وأنت بكل الخير، وكل عام وأنتم بخير. وعذرا مني على تأخير ردي. لكم السلام والشكر