تناول الأدوية في مواعيدها والالتزام بنظام غذائي محدد يسهلان الصيام على مرضى الضغط
يشير مقياس ضغط الدم إلى مقدار الضغط الذي يبذله الدم على جدران الشرايين التي تقوم بنقله إلى سائر الجسم، وتتكون قراءة ضغط الدم من الضغط الانقباضي (ضغط الدم حين انقباض عضلة القلب) وهي القراءة العلوية، والضغط الانبساطي (ضغط الدم حين ارتخاء عضلة القلب) وهي القراءة السفلية.
إن ضغط الدم يتغير وقتيا مع: الانفعال، النوم، الأكل، وقت القياس خلال اليوم، المجهود الجسماني، كمية الملح في الطعام، أو تعاطي بعض الأدوية.
ضغط الدم المرتفع
في بعض الحالات، لا يستطيع الدم أن يمر بسهولة من خلال الشرايين نتيجة ضيقها وإصابتها بالتصلب، وفي هذه الحالات سيرتفع الضغط حتى يضمن استمرارية مرور الدم من خلال هذه الشرايين المصابة، وهذا هو ما يسمى بمرض "ضغط الدم المرتفع".
وليس لضغط الدم المرتفع سبب معروف في أغلبية المرضى (حوالي 90 % من المرضى)، ولكن تلعب العوامل الوراثية وأسلوب الحياة مثل؛ زيادة الملح في الطعام؛ دوراً مهما في حدوث ضغط الدم المرتفع، وكذلك يجب الانتباه إلى أن ارتفاع الضغط ليس نتيجة للعصبية أو التوتر، ولذلك فإنه يستدعي العلاج بأدوية خاصة وليس مجرد المهدئات.
وكثيراً ما يكون ضغط الدم المرتفع مصاحباً لأمراض أخرى، كل منها يمثل عاملا مهما من عوامل الخطورة التي تزيد من نسبة الإصابة بأمراض الشرايين التاجية، مثل؛ مرض السكر وارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم، ولضمان نجاح علاج ضغط الدم المرتفع، يجب أيضاً علاج الأمراض المصاحبة.
أعراض ضغط الدم المرتفع
ضغط الدم المرتفع ليس له أعراض في معظم الحالات، فالصداع، احمرار الوجه، الدوار، الدوخة، وطنين الأذن والإغماء، كلها أعراض تحدث بنسبة متقاربة في مرضى ضغط الدم المرتفع وغير المرضى على حد سواء، ولذلك يجب ألا يعتمد الشخص على هذه الأعراض أو ما يشعر به كي يعرف مستوى ضغط دمه، والطريقة الوحيدة لمعرفة ضغط الدم هي قياسه بواسطة الجهاز المعد لذلك.
ماذا يحدث إذا ترك ضغط الدم المرتفع من دون علاج؟
إن أكثر من 99 % من حالات ارتفاع ضغط الدم لا يمكن شفاؤها، ولكن يمكن بالعلاج المستمر والسيطرة على ارتفاع ضغط الدم، بمعنى إعادته لصورته الطبيعية، لذا يحتاج المريض دائماً إلى متابعة علاجية مستمرة.
إن ارتفاع ضغط الدم يقوم بإتلاف الشرايين من دون إدراك الشخص أو شعوره بهذا. وكلما طالت مدة ارتفاع ضغط الدم زادت نسبة إصابة الشرايين بهذا التلف، وتسبب هذا في إتلاف القلب والكلى والمخ والأوعية الدموية، وكلها مضاعفات خطيرة للغاية. والجدير بالذكر أن الشخص الذي يعاني من ضغط الدم المرتفع، يكون أكثر عرضة للإصابة بالأزمات القلبية.
مرضى الضغط في رمضان
وينصح بصيام مرضى الضغط في رمضان، بحيث يكون هذا الارتفاع محكوما بالأدوية، لأن الصيام يجعل المريض تلقائيا يمتنع عن تناول الملح والشاي والقهوة والتدخين.
أما العادات الصحيحة لتجنب حدوث أي أضرار صحية مع الصيام في رمضان، فتشمل تجنب الممنوعات من الأطعمة التي تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم، وتناول الأدوية في مواعيدها تماما كما يصفها الطبيب، ومراجعة الطبيب بصفة دورية حتى تختفي مضاعفات هذا المرض، ويفضل وضع نظام غذائي لمريض الضغط المرتفع في شهر رمضان، حيث يشمل النظام الفطور و السحور ووجبة ما بين الفطور و السحور.
كذلك يجب وضع نظام غذائي لوجبة الإفطار، يتكون من: عصير فاكهة طازج وتمر وماء ودجاج أو لحوم من دون دسم، ويجب أن تكون مسلوقة أو مشوية، فضلا عن شوربة الخضراوات أو الخضراوات المسلوقة مع قليل من الملح، إضافة إلى سلطة خضراء بأي كمية من دون ملح، إلى جانب الخبز، ويجب تناول فاكهة من أي نوع، أما ما بين الفطور والسحور فلا مانع من تناول كميات من الخضراوات والفاكهة أو العصائر مع الزبادي أو الألبان خالية الدسم، وعن وجبة السحور فيجب أن تشمل الجبن قليل الملح، والزبادي خالي الدسم، والخضراوات والفاكهة.
د.أروى الخطيب