حضرت المائدة..نسقت الزهور في المزهرية وأضاءت الشموع..ثم ارتدت أجمل فساتينها وتعطرت بقطرات من عطرها المميز .وعندما جاء طوقها بذراع وبالذراع الأخر كان يكتب رسالة نصية..ثم أكد موعداً على العشاء..تحسست آثار قبلة على خدها قبل ان يغادر على عجل فاحترقت أناملها..
____________________________
حضرت...
نسّقت....
أضاءت
تعطّرت ...
ارتدت...
___________________________________
عبارات متقنة جدّا اُستهلّت بها الومضة فهذا البناء يبلغ ذروته ويحقّق لدى المتلقّي حسّا مرتفعا يهيّئه للوعي بأبعاد ما ستنتهي إليه الومضة
___________________________________________
تحسّست آثار قبلةعلى خدّها قبل أن يغادر على عجل ...فاحترقت أناملها
_________________________________________________
فكلّ عبارة هنا وظّفت توظيفا دقيقا في تعميق الخيبة والصّدمة
فقد أخذنا الموقف من أحسن الحالات الشّعوريّة للسيّدة وهي تعدّ للفرح الى أسوئهاعلى الإطلاق
فالومضة حافلة بإتّساق الصّور وإحكام البناء في صياغتها بهذا الإقتدار الرّهيب
جميلة ورائعة بكلّ المقاييس .
لك محبّتي يا سلوى الغالية.
خيبة أمل حارقة فعلا سلوتي
و لكن ما لم افهمه...لماذا كان مكان القبلة حارقا؟
و أنا أتصورها باردة خالية من المشاعر الا من الخيانة و النفاق.
موقف يحدث يوميا غاليتي في أشكال مختلفة
و لكن الوجع الذي يخلفه واحد.
محبتي سلوتي.
الأديبة القديرة الفاضلة سلوى
دعيني اولا اهنئنك لولوجك الى عالم القصة .ق.ج..من خلال
من خلال هذا النص حسب متابعتي لأصداراتك
أن جوهر القصة يرجع في الأساس الى القاص المبدع وقدرته
على تحريك عناصر القصة والتصاعد البياني ليصل في النتيجة
الى المتعة والتأمل،بدءاً من العنوان لأستيعاب القصة دلالياً،وهو
ما يسمى بالرمزية،وربطه بفحوى المتن المكثف دلاليا في سياق
القصة وصولا للخاتمة برمزيتها والخيط الرفيع مع العنوان...
أحتفاء..بدلاليته الرمزية لقمة السعادة،فالأحتفاء يتم عند حدث
لا يمر يومياً،بل هو حدث استثنائي في حياة المعني به.وهذا اولى
دلاليات الرمزية في هذه القصة،ثم يأتينيا تفصيلياً فحوى الأحتفاء
من خلال الأستعداد للحدث في الأهتمام بجمالية المكان يرافقه
أستعداد نفسي بجمالية المظهر والروح،مما يمثل قيمة عليا للحدث
الى المعني به،لينقلنا حدث الرواية بدلالات ايحائية حركية من خلال
الأذرع والتي كانت في اتجاهين متضادين في الهدف،ليتولد الأحباط
برمزية الأحتراق،وأنتقاء مفردة الأحتراق كانت ذكية،فالأحتراق التهام
كل شيء وتحويله الى عدم،فأبتلع (الأحتراق)(الأحتفاء)ليحوله الى عدم ،ويختزل المتن في هاتين الدلالتين.
أن الطعن العاطفي والمساس بكرامة الشعور والأحاسيس هي من
أشد الطعنات أيلاما..والخديعة في المشاعر من اقذر انواع الخديعة
هكذا ارادت ان تقول لنا سلوى حماد في هذا النص الجميل...
بداية رائعة بدأت من القمة..
دمتِ بتألق،مع تحياتي وفائق تقديري
الفديرة الغالية سلوى .. تحايا غابقة بالود وزهور الياسمين .. لروحك الطيبة ..
ثمّة مقومات ومعطيات أولية تشكل الأسباب القريبة والبعيدة دوما للنتائج الحادثة ..
ومن هنا تطرح نفسها عدة أسئلة ..
- هل هو خذول ومخادع وخائن بالفطرة أم بالجينات الوراثية ..
- هل ارتبط بها وقرر العيش معها ليذهب فيما بعد إلى أخرى
- هل الشعور بإمتلاك الزوجة بعقود ومواثيق وسندات دينية واجتماعية جعلتها يهمّشها ..ويهتمّ لسواها
- هل - هل ..هل ..؟؟؟؟؟
فكيف تحوّل إلى ذلك ياترى .. المجتمع وصوارمه ونواهيه التي لا تسمح باللقاء والمعرفة الشاملة قبل الزواج ..
الظروف الاجتماعية التي تؤدي تؤدي أحيانا إلى شبه زواج قسري ..
- حالة الفتاة في الشرق التي تعيش العنوسة وتتشبع يعقدة العنوسة وهي ماتزال طالبة في السابعة عشرة ..
التوافق المصطنع والنفاق على التشابه والانسجام الذي يرافق التعارف الأول وخاصة من الأنثى
..أم مرور مئات الليالي من دون احتفاء ومن دون عطر وزهر .. ليالي مكنظّة بالطلبات والمشادات وروائح لا عطر فيها وكلمات لا حب فيها ووووووو
ربما كل هذا وأكثر بكثير .. ماجعله يؤكد موعد العشاء ويرتركها ليلة احتفاء بالصدفة قررت هي أن تعدّها له وهو متأكّد من خاتمتها التي ستنتهي بجدل عقيم فحواه بعض الاحتياجات المنزلية والمادية والمعنوية ..
وربما هي أيضا تريد منه الخروج لتستريح من تمثيلية الحب اليومية الزائفة التي يعقبها عناق بلا لهفة ونوم يكتّظ بأفكار تُبعد كل واحد عن الآخر .. وندم على هذا الزواج .. ووووو
لنكن أكثر عدلا حين نحكم .. وبعد كل هذا أشكرك على هذه القصة الرائعة بشكلها ومضمونها ..
التوقيع
أنا شاعرٌ .. أمارس الشعر سلوكا وما أعجز .. أترجمه أحرفا وكلمات لا للتطرف ...حتى في عدم التطرف
ما أحبّ أن نحبّ .. وما أكره أن نكره
كريم سمعون
حضرت المائدة..نسقت الزهور في المزهرية وأضاءت الشموع..ثم ارتدت أجمل فساتينها وتعطرت بقطرات من عطرها المميز .وعندما جاء طوقها بذراع وبالذراع الأخر كان يكتب رسالة نصية..ثم أكد موعداً على العشاء..تحسست آثار قبلة على خدها قبل ان يغادر على عجل فاحترقت أناملها..
سلوى حماد
بداية مشوّقة بعملية اعتيادية من امرأة لا تريد إلاّ أن ترسم الابتسامة على شفة شريك حياتها، ولا تريد أن تكون سوى امرأة تسعى لتحقيق الجمال والاستقرار في حياتها الزوجية وتحرص على أن لا يكون عشّها الدافئ خال من المشاعر الجميلة حتى في الاعمال البسيطة العادية وليكن في تحضير مائدة الطعام بلمسة رومنسية,ولكنّها تفاجئ بضرب هذه المشاعر عرض الحائط فتنهار كلّ الاحلام ويتمزق عقد المحبة فتتناثر حباته ، وما عساها تفعل؟
قصة رغم أسطرها القليلة إلاّ أنّها مكثفة تحمل أكثر من دلالة وقد اشتملت على أغلب مقومات القصة القصيرة
محبة وتقدير