عنوان يوحي بالشجن والارتباك لم اختارت الشاعرة هذا العنوان ليكون واجهة للنص المفعم بالشاعرية ورقة الإحساس؟؟
كأني بها تريده صدى لاعترافها وليس اعترافا بالمعنى المألوف
وذلك ربما لفوات الأوان على زمن الاعتراف المعلن
أي أنه جاء متأخرا عن موعده بكثير فلم يعد للاعتراف معنى أوثمرا ينتظر
فعادة النساء لا يعترفن بالحب لأسباب ناشئة عن طبيعة المجتمع
لأنها أكثر حرصا من الرجل في وضع قدمها حيث المنزلق المتوقع
وصدى اعتراف أظنه نوعا من الضبابية والتمويه الذي قد يحدث غرورا في الطرف الآخر
أتوكأ بعكاز بوحي.. على صفحات تلفحها ألسنة الوحشة يحيط بها عصف الاختناق تترنح فوق آهاتي / لوعاتي كل تفاصيل الحزن أدعوه بكل تنهيدة تتجسدني يصهرني بحُمّى أشواقه لأكون أمثولة معلقة ما بين خطيئة حبه وواقعي المشؤوم
هذا ما توقعته فكل ما ذكرته الشاعرة هنا يوحي الى الارتباك
التوكؤ /ألسنة الوحشة/العصف/الترنح /التنهيدة
تجتمع هذه العبارات على رسم كيان الموقف الذي يحيط بالخوالج رغم استعدادها للانطلاق نحو الآخر
أحيانا.. تعانقني الدموع تبللني تغسلني من ذنب يراود جنوني
أنادي قنديل طيفه في عتمة الأسهاد وألتهم قهوتي بإدمان لأنصت لشدو من لحنه الماروني بذبذبات صوته الشهيّة على ضفاف حُلُم لم يكتمل بعد لأركنني بعد إجهاض فكري إلى حيث الهلوسات الشعرية المجنونة تظهر الأفكار.. بثياب المهرج أتأرجح في سماء الذاكرة بلا أرجوحة لأتدحرج في جوف الخيال
ما أجمل هذا التعبير بصور فنية متقنة الملامح
ونجحت إلى حد بعيد في رسم الحالة
ونجحت أيضا في إشراك الشخص الثالث في حديثها عونا على تلافي الحرج في الالقاء المباشر للشخص المعني
وهذه فطنة كثيرا ما تلجأ إليه الأنثى في كتاباتها
لماذا لا يبلسمني سوى مغترف من كف طهره ولا تقيتني إلا نزوات حبوره يغيب.. فأجول بنظراتي الضائعة بحثا عن فاكهة صحو في ثمار عينيه وأحشرج الآهات.. كـ غصن محترق يهبّ رماده في عيون أدمنت التحديق في متاهات الانتظار
هي لا تخاطبه وجها لوجه كي لا يبصر ارتباكها
لأنها ثملة وغارقة في الوجد تبحث عن ثمار صحوها
لكن أملها في البحث يرتطم بواقعه المرير الذي فرضه غيابه الذي أحرق غصون الانتظار
لماذا كلما تناولت كأس مسائي معه.. ثملت فيه وتكاسلت عن إكماله وأجلت الشرب لحين آخر
هذا دليل آخر على ارتباكها في حضرته
فهي لا تستطيع امال المساء معه كوبا تثمل في من أول ارتشافة
مما يدلل عمق تمركز الحب من كيانها الرقيق الذي يتلاشى مع الحبيب
ويتلاشى فيه
لماذا كلما ألقاه أصير كـ حلزونة ضعيفة تحتمي في بطن قوقعتها أخاف أن ألفظ اعتراف خبأته في قعر القلب أخاف أن أعترف ويغره صوتي الحنون وتثيره ملامحي البريئة ويدنو من أنفاسي ليدمن عزف النبض في خلجاتي
الله الله
أداء ولا أروع وهذا التشبيه على ما فيه من ضآلة الحلزونة داخل القوقعة
يصور فعلا حالة الذوبان في حضرة الحب حد التلاشي
تتساءل وتتساءل ..فهل تجد لذلك جوابا؟؟
رسمت عينيه فتدفق منها بوح.. كان امتداده ألف بحر أيقنت حينها أني سأحبه ألف فجر وأعشقه ألف غيمة لكنني أشم رائحة الضباب من بعيد يخنقني الضباب تارة
دائما نرسم الحبيب بأبهى صورة وأروع
وشاعرتنا رسمت عينين بامتداد الف بحر يطل عليه الف فجر والف غيمة تمد البحر بالهطول
ومع هذا لاتكتمل الصورة المنشودة
فعدم ثقتها بحجم المحبة يكون حائلا دون ذلك فيكتظ الرسم بالضباب
وهو يغطي اسراب الفجر
وبقدر المحبة يكون حجم الشك كبيرا
وأركض لأستنشق الأوكسجين المحلى بأريج أنفاسه لأهذي بنداءات حريتي المنقرضة على مدى التناقضات المحتومة لن أغفر لنفسي الصدود عن فضيلة الاعتراف ولن أغفر له سقوطه في شباك صدودي
حين تستنشق الهواء خارج قوقعتها
تعود إلى رشدها ووعيها ويعود الصحو يجتاح مكامنها
فلا ترضى الاعتراف ولن تسمح لنفسها الاستسلام لهذا الهاجس
رغم ان الاعتراف بالحب كالاعتراف بالذنب فضيلة يتجنبها الكثيرون
سؤال وحيد.. يراود فضاء مشاعري هل أحببته حقا..؟ لا.. لن أبوح كان هذا آخر قراراتي
الاعتراف لم يكن بينها وبين الآخر
كان محجوزا لم يزل في طيات الذات الملمة بخبايا الحياة
وخاصة ما يدور من وهم في الحب من خلال عالمنا الهلامي
الذي يتشح بالرمزية فكم من أسما ووجوه تتغير وتتبدل بعد لحظة وأخرى
كم كنت أضعف في لحظات خشوعي فيه كم كنت أكذب على نفسي قرعت أبواب الفرار طويلا حتى تقاعس بطل قصتي بين أعتابها بعد أن كان أسداً يتوهم أن لبوته ستهاب أنغام زئيره وكنت أنا سلحفاة لا تتقن سوى فن التسرب داخل صدفتها ولم أكن أملك سوى إشارات استفهام وبضع نظرات مشتته بأي ذنب يلفنا وشاح الفقد بملامحه المجهولة من أوج الطفولة حتى فتور الكهولة ما بين أقدار تغتال نكهة العمر فينا وبعوضات فشل.. تمتص دماء ليالينا لتبقى النجوم عطشى
حالات من اليأس تجتاح البوح في غمرة الاعتراف مع الذات
رغم أن الحب أسمى ما في الوجود
إلا أنه محاط من جميع جهاته بخيبات الأمل
كلّ يرمي بأعذاره الواهية إلى قساوة الزمن والظروف الكبلة لحرية التعبير عن مشاعر صادقة
فالفشل أكثر نسبة في الحب من النجاح
كم صليت من أجل بزوغ الحب في أوطاني وما بزغ حتى أحرق سنابل الحلم رجاء أخير هل لك.. أن تطلق سراح رغبتي من أقفاص لذتك سأرسل لك قطعة نبض كأحد الشهود على براءتي وأنتعل النهايات من نقطة البداية وأغادرني لأنغمس في جوف الواقع.. حتى النسيان . .
هي لن تدع من اعترافها له أن يضيف نصرا إلى انتصاراته أو فتحا من فتوحاته
هي فقط تريد اطلاق سراحها من مخالب فتنته المترصدة
ما أصعب الاعتراف بشيء ربما لا يعني للاخر شيئا سوى بسمة خبيثة توحي الى الانتشاء
نص انساني راق رائع كتب بلغة الشعراء الكبار وبهاجس المسؤولية والشعور بقيمة الكبرياء
كنت هنا مذهولا بالعبارات الفريدة والرائدة والصور الموحية حد الدهشة
نص ناجح بكل المقاييس
[/CENTER]
لا تحزن كثيرا فما زالت بوصلة القلب.. تقتفي أثر الضوء من خطاك 10/7/2009 م