جـبابرة ما قـــبل التاريخ
عندما أتأمــــل فى حيوانات ما قبل التاريخ أتعجــــب فى حكــــــمة اللــــه . لقــد كانت تلك الكائنات ضخـــمة جدا وشـــرسة ومخــــيفة وليســــت ككائنات اليوم . وكانت جمـــيعها ذات قـــــوة جــــبارة كالديناصــــورات والفيلـــة والأســــــود والتماســـــــيح وحتى الطـــــيور كانت مخـــــيفة . وتلك القـــــوة والشــــراسة والفتك بالحيوانات الأخــــرى بلا رحــــــمة كانت تتناســــب وتلك العصـــــور الســـــحيقة قبل مئات الآلاف أو ملايين الســــــنين من تاريخ كـــــوكب الأرض ، كالعصـــــر الكـــــمبرى والعصـــــر الجلــــيدى والعصــــر البرونزى والعصـــــر الكـــــربونى ..إلخ . ومن حكـــــمة اللــــه البالغـــــة أن أبطــــال تلك العصــــور على مســـــرح الحياة فى الأرض كانت كلـــــها من الجبابرة العمــــالقة لدرجــــة أن الحيوان الواحــــد كان له قــــوة القاطــــرة أو البلـــــدوزر . فلا مكـــــان للإنســـــان الضــــعيف وســــط تلك الوحوش الكاســـــرة . إضــــافةً إلى البراكـــــين الفائرة والزلازل القوية التى كـــــثيرا ما كــــانت تجـــــتاح القشـــــرة الأرضــــية . فالخالــــق الـــذى كــــرّم الإنســــان لم يكــــن ليـُوجــــده مـــع تلك الكائنات العمــــلاقة فى تلك العصــــور الخطـــــيرة القاســـــية . أضــــف إلى ذلك أن هـــلاك تلك الحيوانات ومـــوت الأشــجار المعاصـــرة لها فى تلك الحــــقب البعــــيدة هو ما كـــــوّن وشــــكّل الفحـــم الحجــــرى والنفـــــط والغــــاز الطـــــبيعى وهو الوقـــــود الذى يســــتخدمه الإنســــان اليوم .
أعتقد -أيها القدير- أن الإنسان بما عاث في هذه الأرض فسادا، أشد داهية على هذه الأرض المسكينة من تلك الكائنات الغابرة!
ولعل الله رحمهما بالانقراض قبل خلقه على هذه الأرض...