أنغــــام اسبانية
أصــــابع خريفية
تداعب القرميد المنهك
دموع ليل استوائي
وكون مبلل في سماجة
كوخ كوني يتيم
وهي هناك
رقصة طقوسها تعسة
أركان تنأى عنها الحياة
تلثم وجودها في نهم
نوافذ مثقلة بالصقيع
ستائر مخملية بالية
شموع تشاركها النغم الإفعواني
تتراقص في توجس و ترقب
تخشى الاحتضار
وهي ترقص
قدمان يخضان الكون خضاً
وسنابل شعرها السوداء
تهاجر للهواء
خطواتها قاسية على الأرض الرخوة
كأنما هي تثأر منها
هل يفوح وجودها بالرقص كالبخور
أم تتلاشى بكفن الحياة الممزق
ولدت في زمنٍ
أنكر الشمس
صادر الكلمات ..سلب حق الغناء
وهي ترقص
تهدر ترنيمة وجودها في السماء
تسحق الموسيقى بإلحاح
الخوف العالق بالهواء
أطرافها المشتعلة
يزفرها النغم بجنون
تتسلق خطواتها الفراغ
تهبط في ألمٍ حانق
لتتساءل الأصوات المختبئة تحت التراب
وتاج من ظلمة جنائزية
يتغلغل في جبينها
لماذا تبكي ظلالها
وتملأ سماءها الثقوب
تفكير يجتره الألم
ووجود يشوهه الهروب
لأحضان النغم
وهي ترقص منتحبة
بكاء يُذكي فناء الموتى
حزن يصرعهُ الشرود
لحن يغتصب الفراغ
وتدور أكثر فوق الهمس الصارخ
تتساءل من أطلالها القيود
أتراها تجد يوما
طريقاً بين أزقة السلام
أيطوق شفتيها القانئتين
نبيذ الحياة
هل تتحرر طلاسمها من الجدران
هل تكف عن الدوران
كالحول
وتلقي مرساة جسدها المنهك
دون أن تتجرعها
اللجج السحيقة لمحيط الدهر
ساقان منهكتان
ثوب من ظلام مدلهم
ووشاح من لهب متأجج
يطوق عنقها كما الحياة
حذاءٌ حصدهُ الرقص
كيان هدهدته رتابة الألم
يلتحم بغتةً..بأرضٍ لا عهد لها
ويستمر نبض الموسيقى