في يوم ممطر ، السماء تبرق والرعد يشارك قلبي في اضطرابه وقلقه ، والشمس مختبئة وراء كتلة من الغيوم كفتاة خجولة،فلم يبقى صوت مـسموع غير صوت قطرات المطر وهو يرتطم بالاسفلت..بكل قوة وكأنما لكل قطرة مطر عالمها ورغبتها ولونها وعشقها ..تعرف الى أي طريق تسير والى اين ستنتهي..
نويت الرحيل الى عوالمهم فالعالم لا يخلو من الجنون علني أهتدي الى ما أريد في زمن الخيانة وبيع الضمائر وعفن النفوس ,,في زمن ينبت بأشواكه في خاصرتي في كل وقت والأقنعة تتهاوى تباعاً,,الرجال عيونهم من نار,,ودماؤهم بات دخان,,يسحلون أرجلهم ,,ورسائل الشوق غادرت مواسمها,,والحلم يندلق من بين أصابع الزمن لتغطيه الغبرة.
ألم يقولوا (خذ الحكمة من أفواه المجانين),,فعندما حلَّ الدمار أجاد المجانين في رسم الصور بحروفهم وفرشاتهم وعكسها لتموت مباضع الخيانة ,,وتغطي الشوارع بقايا..ودخان..وجنون
سرت أحمل حقائبي وهمومي ,,صداع يصلب رأسي,,تنتابني حالة غريبة
أحاول أن أروض مشاعري,, أنزع عن جسدي أشواك منفاي وطيفهم يبلل خصلات شوقي بالحنين طرقت الباب ,,عاودت الطرق ,,ولا من مجيب .......
يالله أين أذهب في هذه الليلة الماطرة ولا أعرف أحداً غيرهم فيها ,, أرتجف من الخوف والبرد والرهبة ,على حين غفلة تردد على مسامعي صوت دندنة قادم من الحديقة أدرت ظهري لأتبين مصدر الصوت لعل صاحبه يساعدني بالعثور عليهم ,,تسمرت في مكاني
وإذا بكريم سمعون نائم تحت المطر وهو يغني
-ماذا تعمل هنا ياكريم تحت المطر
بحركة سريعة قفز من مكانه
-
من ماما عواطف
كم أحبك
أعرف إنك متعبة ولكن أرجوك أنظري حولك جيدا فكثير من الناس قد لا تعرفينهم بشكل جيد
أنا أحبك أكثر من أمي الحقيقية بكثير ..
المطر ياماما يغسل النفوس ويطهرها من ذرات الغبار العالقة فيها من ارتدادات الزمن لأعيش طفولتي
-ولكنك لست بطفل
-في عمق الذات البشرية دائما يوجد طفل ..
وهذا الطفل .. منّا من يقمعه ويقتله أمام قيم المجتمع الخاطئة ومقاييس الرجولة والأنوثة ..ومنّا من يحافظ عليه ويرعاه ,,وحدهم الأبرياء من يحتفظون بهذا الطفل وهو أصلا دليل براءتهم ,,ثمّة أشخاص رابحون دوما .. ولكن بنظرهم هم ..وليس بالمقياس الكوني الإنساني ,,وقد يكون الخاسر رابحا وهو لا يعلم أنه الرابح والفائز ..
-ابني خذني الى الداخل لم أستطع تحمل البرد بعد ونكمل حديثنا هناك ,,ماما هل أنت مخمور!!!!!!
- سأبقى .. أنتزع الصحو
لأبقى مخمورا وثملا
علني أكبلني بمزيدٍ من الجنون والحب
--وبعد
- ليــــــت لي
عرش كبير
وجندٌ وحاشية
وشعب يهتف بإسمي
وينادي بأبدية بقائي
ويصفق لي حين أرطن بالخطاب
***
لأتنازل عنه
وأجلس تحت شجرة زيتون
وأقتات
الهندباء البرية
وأقرأ طاغور
وكازنتزاكس
وأغني
لنفسي
قيمة الحياة في دفء بساطتها خارج منطقة الكذب والخداع
-ولكن الكذب بات الصفة والقتل بدم بارد هو اللعبة التي يتفننون بها غير مبالين بمشاعر البشر والعروش قنابل تتفجر حين غفلة والنفاق يملأ المدى يعشعش في الزوايا والأركان المعتمة في عالم فيه كل شيء يأكل كل شيء
-من المعلوم أن الحيوان المنوي لا يلقح البويضة حتى يموت خمسين مليون حيوان منوي غيره هم حقيقة أخوته فالقتل فعل بشري غريزي لا شعوري جمعي ولكننا نتغلب عليه بالإبداع والفن والرسائل السامية وجميعنا يعلم أن الدرس الأول في الكون كان قتل الأخ لأخيه حيث قتل قابيل هابيل وجاء الغراب ليعلمه الدفن فأعاد الفعلة وقتل أخيه ودفنه ليته مثلا نطق وعلّم قابيل الدفن بالكلام دون أن يعيد درس القتل ,,وإن أنثى الكنغر تلد ثمانية صغار بحجم 3 سم يتسابقون على فراء بطنها في كيسها المهيء لمولود واحد ومن يصل لثديها الوحيد أولا يعيش ويموت الباقي وهكذا فنحن عالم الإنسان وليس عالم البشر بل عالم الإنسان علينا أن نحيا وفق منظومات قيمية وأخلاقية خاصة بنا لأننا حقا نعجز عن مشاركة الجميع
-
ياسلااااااااااااااااام
-يالله من هنا الفيلسوف
لله درك
أنت نبع لا ينضب
ما أسعدني بكم
-كرم منكِ سيدتي
سلمتِ مولاتي ، وعافاك الرحمن,,أشهد بأننا .. كنّا ومازلنا ، نتعلم منك ابجديات نكران الذات
في زمن الأوبئة , وسقط المتاع , صار مألوفاً منظر العشوائيات , والعبث .. لكن المقرف جداً هو القذف ورمي الشتائم والتهم ..
فلا أدري كيف يرتضي البعض لنفسه الأرتماء بأحضان نظرية ( بريجينسكي ) ألسيئة الصيت . التي تدعو إلى الإيغال بالطائفية , والأبتعاد عن المذهب ..
أحاول استنهاض كل أدواتي لأركز على مايخطه كريم
تحت جنح العتمة تعربد الأوراق العارية عن الرحمة
ولا دمعة للشمعة تسند انصهارها على قارعة الإنتظار
فالمسافات ظالمة والبوح أنين.
الجنون مرتبة عليا للعقل
فدعوني أقدّم لكم أوراق اعتماد جنوني
-
لست مجنونا وحسب ياعمر بل لديك مقدرة مذهلة على استحضار الجان والشياطين والمردة..
حين نرى لوحة .. نقترب منها للتأكد مما إذا كانت تظهر فيها ريشة الفنان أو لا لنكتشف حقيقيتها من ضربات الريشة وكلما كان الفنان بارعا كلما أخفى تلك الضربات إلا أنه يترك لنا عامدا بعض ضربات ريشة واضحة المعالم لنصدق أن هذه لوحة ..
أيها المجنون الأحب (لوإني عارف إنك موجود أنا ماتشنت ولدت هسع كنت أجلتها كم سنة يوما تموت وأجي عشان مايكون لجنوني مثيل ههههههههههههه)
- كلما يراودني الوسن
أجوس خاصرة الوجع
فتألمي لايرتضي
أن أرسم النجوى على خد الخلود
-الحسيّات معابر للعقليات .. ومنذ السنوات الأولى ننتقل من التجسيد للتجريد وأعتقد يبدأ الطفل بمنظومة الأعداد .. قلم قلمان ثلاثة أقلام
تفاحة تفاحتان .. إلى أن يقول واحد إثنان ثلاثة ..
عندما تصحو الخفافيش ينام العقل ...... الشاعر
وحين ينام العقل ينبري الخيال ليحتل الساحات .. جميعنا يعلم أن الخفافيش تصحو عند حلول الظلام وفي الظلام تنام الكائنات .. أو على الأقل تكون الحواس بطور استراحة مؤقتة وبما أن العقل هو بالتأكيد حالة وعي فهو يُثبط ويحد أو بالأحرى يُنحي الخيال جانبا
- يا سلااااااااااااااااااااااااام
ألكلُ يدري .. والكلُ صامت ..
حتى ..... فهو الآخر قد صمت ..
فانتعش الخفاش
لذا تسربت البراءة بين الأزقة... , لتجد ملاذاً آمناً
-كلّ الطرقِ والمسافاتِ رمتْ وجعها في جفافِ الأسئلةِ المكبوتةِ داخل عروقي، وعمري تلبدهُ الغيوم تخاف أن تتحرك فتجهض..
هل تعرفون معنى أن يُسلب الأنسان عمره وحياته وأن يهدّ كيانه وتتشرد أسرته ويضيع الحلم في ظلم البشر؟
هل جربتم معنى الحرمان من الحبِّ والحياة ومرارة ان يقضي الإنسان ليله بدون نوم وهو يتلوى من الشوق؟
هل جربتم أن تنزع قلوبكم منكم بدم بارد على حين غفلة؟
هل جربتم معنى أن تعانق غربة الروح غربة الوطن، وتصبح إحدى مفردات زادك اليومي, غربة يتناسل منها الوجع مع مرور الأيام تتقاذفنا رياحها وتمعن بتعذيبنا ونحن نقف من بعيد خاشعين أمام عتبات الانتظار وقلوبنا تحترق وتنادي وتصرخ ولا منْ يرد!!!
نعم بح المنادي والمسامع تشتكي من الصمم!!!!
-صرنا نشك بأن الحياة ما زالت على قيد الحياة.
لاننا اثبتنا - بلا شك ولا ريب - أن الحياة موت مؤجل.
أنا ميِّت .. إذاً أنا موجود.
فمنذ الصرخة الأولـى ، هدهدتنا الأمهات
بـ( دِلِللول يَلوَلَد يَبْنِي دِلِللوْل ... عَدُوَّك حزين وساكِن الچول )
فأدهَشْنا براءةَ الطفولة بحزن لايلائمهــا
-
عندما يكتب عمر مصلح بهذا الغليان وبهذه اللغة الفائرة الثائرة فهذا يعني أنه وصل إلى أعلى مراتب العشق واللهب .. وخرج من حوله الضعيف وقوته الواهنة ليستعين بحول الله وقوته فجمح إلى السماء متضرعا وفاتحا يديه
هذه الانثيالات لا تتأتى بهذا التدفق الشعوري والحس الروحاني إلا لمن أقام القداس والصلوات ليقدم شكوى إلى الله موثقة بالايمان المطلق وباليقين
عمر يستحلف الله بحقه وبشفاعة نبيه وبدم أحفاد رسول الله وببرهان سيدنا يوسف وبرؤيا سيدنا اسماعيل وبكرامة أحمد الرفاعي وبقدسية بيت الله الحرام .. يستحلفه بصرخات الثكالى وبحق بغداد التي تستغيث
يستعرض في حضرة الإله بالدقة والتفصيل مآل العراق .. (لغة الدراويش هذه المشحونة باستغاثات ترتج لها أركان الصمت ، وتتفصد من إثرها مرايا السماء ، وتتعالى من خلالها صرخات الثكالى .. هي بحجم غصة الموت ، والماء محض سراب.
هو يضحك من فرط البكاء
ممسوس هو بحب الوطن
وأنا ممسوسة منذ أرضعتني أمي هذا الحب
يمهلني، شن غارته ليلا وأنا لا أقوى على مجابهته ،فهو فارس عتيد وعنيد ،لكني سأتربع وأمارس اليوغا ، فهي تناسبني تماما في مثل هذا الوقت ،عليّ أن أسترخي الآن وأضاعف نسبة التركيز قبل أن أستدعي مرشديّ لأطلب منهما الدعم والمدد ، فهذا العمر خطير .. خطير جدا...
كنت أستشعر الكلمات التي سرت كالماء في نسغ روحي .. فأنا كما اليتيم حين يتلمس العيدية في جيبه صباح عيد
-يالله صوت من هذا تلفت الى ذلك الوجه النوراني المشع بالمحبة والنقاء ذلك الوجه القريب من روحي وقلبي والذي كم تمنيت أن آراه يوماً
يالسعادتي بك يالغالية
-تعرفين مقدار حبي لكِ ياعواطف
لأنك طيبة
وسعادتي هنا
- عين القلادة سولاف ألألق
ألقيم الإلتزامية الشرفية في أي زمن اللاشرف .. لاتتغيير ، ولاتنصاع للمؤقتات ، ولالدساتير الورائيين .
حيث تبقى المقاصد البعيدة عن واقعية المشهد ، متسيدة الوجدان ، ويبقى اسم البلد المبارك بالأنبياء والأولياء مقدساً ، ومحروساً بعين خالقه.
لكن حين تصير الحياة أقسى من حشرجة الموت ، وتتكالب المحن .. تنفلت المشاعر من عقالها ، وتتلبس بلغة صوفية ، بعتب شريف مع الرب.
وبلد الحضارات هذا ، قُتِل ، ونُهِب ، واستلبت ذاكرته التأريخية على أيدي رعاع ، وسَوَقة ، وسقط متاع فاجر.
لذا وجدتُني محاصراً بين الأنين والأنين .. ولا خافض للقلق غير
( ربِ أني مغلوب فانتصِر)-
- قيدنا القهر ياسيدي منذهم .. حين أمطرونا بوابل ماتفتقت به عقولهم المخزية إزاء الجنس البشري ، حين أرادوا اغتيال الفرحة المرتسمة على شفة دجلة ، حيث مازال أسد بابل يذكّرهم بالسلاسل ، والثبور .. فظنوا أنهم قادرون على الفتك بالمحرمات .. لذا تخندقنا ببعضنا ، واستصرخنا الصبر ، وتحزمنا بثبات الثور المجنح .. كي نجهض أبناءهم المهجنين بأنابيب .. وساحتنا هي مابين الباب المعظم والباب الشرقي وأطلنا الأظافرنا كي نعيش
-لاتصدقي عرقيّاّ يدَّعي جهله بالأنين
فنحن والقهر مرتبطون بحبل سري
نرمم الروح بالأدعية ، والنذور ، وام سبع عيون
فطائر الفينيق أوجعته النار .. لكنه لم يفارق كبد السماء
سريالي مشهدنا
خراطيم الماء ، والغاز المسيل للدموع
كانت حاضرة وسط جموع المتجمهرين
تحت نصب الحرية
والحرية محظورة
هتفنا بحياة العراق ورفعنا تصاويركم
فباغتونا بالإخصاء
لذنا بدعاء الثاكلات ..
فاتهموهنا بالثرثرة
لكننا مؤمنون بأن السماء مازالت على قيد تلبية النداء
-سمعت الاسكندر الكبير يقول لديوجين ، لو لم أكن الاسكندر الكبير لوددت أن أكون ديوجين.
إذا كنا نخشى حتى القراءة فهذا يعني أننا كائنات مضطربة ،ينبغي علينا أن نتحرر من عبودية الخوف لكي نتذوق المتع السامية ومن أجل معرفة أوسع علينا أن نخترق العوالم المحيطة بنا فنحن نعيش في عالم لا تحده حدود
لو لم أكن سولاف هلال لوددت أن أكون عمر مصلح
- وأخيراً أقول ، وبقناعة تامة .. لو لم أكن عمرمصلح ، لتمنيت أن أكون سولاف عمر
- لو لم أكن كريم سمعون لوددت أن أكون كريم سمعون
صدى صوت يردد من بعيد بكل هدوء
لكم قلبي وروحي وجنوني
يا دراويش الحرف ومجذوبيه
صباح الجنون والفنون
بالحب وحده يمكننا أن نكون أكثر اتزانا وعقلانية
والجنون كائن فينا نستجيب لطغيانه كلما دعانا إلى الانطلاق نحو الحرية
لك قلبي ونفسي الأمارة بالحب
وجنون أعشقه ويعشقني
سأمشي في طريق الجنون .. على إثر عمرمصلح وابن سمعون
مهدور دمي ، منذ ساعات الفجر الأولى التي تسللتُ بها من أنا وتسربتُ بـ هي .. لكنك ستكون شفيعي حين تقف في حلقة الذِكر تردد وِرد التطهير من ناموس الحياة.
ألجنون أسمى مراتب العقل السليم
والفنون تشكو التوحد في غيابه
هذا ما همسه لي عرّاب الجنون ابن سمعون .. ذات ألَق
فاتّبعت أثَـرَه .. علّي أكون من المُخلَصين
مذهولة أنا .. أناجي طيفك وأقول لك للمرة الألف أحبك عواطف وسعادتي هنا ،حتى أنني لم أعد أرغب في مغادرة البيت
لم أعد أشكو صقيع الغربة .. لم أعد أبكي على الأطلال
لم أعد أجلد نفسي العاجزة عن الفرح، ولم أعد أنتظر الغد الذي سيحملني على أكتاف المحبين
سئمت الحزن الرابض في داخلي وخبأت ظلي الباكي في مكان ما عدت أذكره كي ألوذ بكم فأنتم ملاذي الأخير
أصفّق .. أصفّق .. أصفّق لك عواطف الخير
تعبت يداي من التصفيق
يا إلهي .. كم أنت عظيمة .. والله لا تكفيك الدموع التي تنهمر من عيني الآن
رائعة أنت .. مبدعة ومجنونة
نقبلك.. نعم .. نقبلك بالتأكيد ، فأنت حصلت على مرتبة الشرف
نقبلك ..كما تقبلتينا بجنوننا .. بعذاباتنا .. بدموعنا التي سكبناها بين يديك ذات يوم
شكرا لك عواطف
ومعذرة فلا أحد يقف في حضرة الإبداع ولا ترتعد أوصاله
وما من أحد يستشعر هذا الجهد والوفاء ولا ينحني لك
قبلة على جبينك غاليتي ولي عودة حتما
هل ستسمحون لي بالبقاء بينكم!!!!!!! - يا هلا بالحاجة بيتك ومطرحك على الرحب والسعة -أهلا وسهلا بسيدة الدار تشرفين يا ست الكل
- تعرفين كم أحبك أنت عواطف الخير لك قلوبنا جميعا - كريم يمه مالك ساكت وتبكي ماتريدني معكم -البكاء صلاة الأطفال ماما ينقي النفس ويزيل أدران الروح كما يفعل المطر بالكون والأجسام والشجر ..والأطفال أنبياء البراءة وكلما سمعت صوتك أو قرأت حرفك تنتابني نوبة بكاء .. لأن قربك يشعرني بقربي من ذاتي وقربي من ذاتي يحتاج للكثير من النقاء للتلاصق فلا بد من البكاء للاغتسال من ما لحق بالحواس من أدران .. أصوات صراخ ومشاهد دامية وروائح عفن التراب الممتزج بأشلاء وهذا يحتاج للكثير من الصلاة لإزالته ..
-كريم يمه ناولني العباية مالتي تراني بردت وكلامك يحتاج لتركيز .. والله ما أعرف منين تجيب هالكلام ولما أنظر لشكلك وعمرك أستغرب وتنهال التساؤلات في خاطري
(كيف لك أن تفهم لغة الموت وقلبك يبنض بالحبكيف لك أن تعي لغة الخطوات عندما تكبر لتسحق العشب وتتركه يغفو وروحك تحلق في سماء الأمل بنشوةكيف لك أن تتعلم لغة البلاهة ولون وجهك لا يتغيير كيف ,,وكيف .............,, وكيف يمنح الآخر الموت لتنبت له فروع ويكبروعلى وجهه معالم ابتسامه!!! كيف يجهزوا على ضوء الشمس ليمتلأ النهار عتمة كيف يغتالوا النوارس والسماء تمطر دما هذا السؤال ما زال ينخر روحي كل يوم وكل لحظة من أي رحم ولدوا !!!! ونهر الدم يكبر!!!!! هي لغة الأنا عندما تغتال الحلم بدم بارد والفوانيس القديمة أصابتها الرجفةابني كريم المعذرة لم أشعر وأنا أتكلم ففي داخلي الكثير حركه نبض حروفك محبتي )
-ماما الحبيبة شاب قلبي ومني الرأس لم يشب ما ذنبي يا أمّاه أن منحني خالقي إحساسا زائدا ربي لا يريد لي الشقاء ولكن يشقيني هذا الاحساس وبذات الوقت يمنح الطمأنينة لقلبي أنني إنسان وأحيا كإنسان . ماما الحبيبة .. هم لا يرون كمثلنا لا يرون ما نرى اعتادوا الظلام فألفوه ويحسبوه دربا لتحقيق الحياة ولكنهم أمواتا أمواتا خارج القبور نحن سعداء بمعرفتنا تؤلمنا أحيانا ولكن في قرارات أنفسنا سعداء ..وآلامنا تشعرنا أننا مازلنا أحياء ... ودائما أقول أنا أتألم إذا أنا موجود ... فنحن نرى ومن يرى يسير باتجاه الصواب و الحق المبين ولذالك دائما أقول لك ماما الغالية شكرا لأنك ترين ...
-ابن سمعون تشد ظهرك بوجود أمك وتصادر الجلسة ولا تسمح لأحد بالكلام ..
حفظنا كلامك ومللنا منه لكثرة ما تضرب على ذات الوتر الطفولة البراءة النقاء الجنون الألم الموت رويدك ياصاح ودعنا نفهم هل ستبقى معنا الغالية السيدة عواطف بعالمنا هذا ..
- رويدك يا ابن مصلح ما زالت الجلسة بأولها وكريم لم يقل شيئا ها هو هادئ وجنونه خامل بعض الشيء ..
- يا عمر أنت تحرض كافة الشياطين ولا ذنب لابن سمعون فأنت من أثار زوابع الشياطين في راسه وأنت ياكريم لا تثور وتغضب دائما أنت هكذا بني يكون الحق معك وبعصبيتك وردوك الإنفعالية تقلب الوضع فتصبح أنت الملام ..
- مابكم تدافعون عن كريم وكأنني أتهجم عليه .. رويدكم يا قوم كريم هو الوحيد الصديق بمقام الأخ .. وأنا أحبه كثيرا ولا أقوى على تحجيم مشاعري أو كبتها نحوه ( كلما حاولت تحجيم مشاعري وتكبيل كلماتيكي لا أتهم بالتصفيق يسمو هذا الباز محلِّقاً في سماوات لاتُدرَك بأجنحة اطول من يوم الجمعة يأسرني بأناقة مخياله الجامح .. حد الإنفنتي ليعود بنبأ عظيم ...فأصفق كثيراً ، وأحتسي نخب تألقه فدم ناشطاً بحقوق الشيطان مُقَلَّداً بوسام الشموخ. )
- ياحبيبي يا عمدتي.. يا عتادي بالصعاب وعدتي.. وبطيبك الموصوف تسكن مهجتي
أنت كنت تحرض وتدعم وتشجع شياطينه على الثورة ..
وحين أبدي أنا بعض جنوني تقول لي (لا تدخل النبع الا اذا رجع العقل ههههههه )
وعندها أنا قلت لك علنا ..ما حيلتي والقلب في ينبوعكم هو آمرٌ والعقل مأمور بحبّ إلهي كفّوا الملامة لو جنونيَ عشتُه في حبّكم وغدوتُ كالمتباهي يا عمدتي في شدتي يازاد فقدي ولوعتي يا شاكرٌ مع حفظ ألقاب العُلا لمقامكم في الروح من ألفٍ وحتى الياءِ هي سكرتي في حبكم .. كيف العمل !! فلقد عن السكرات .. أنهى الناهي لكنني علنا أبقتُ بحبكم لو كان ذنبا إنه لرجائي
وحينها كتبت أنا دعاء الانعتاق من قيود العقل والمادة فدخلت أنت لتسألني كريم أين الدعاء لم أجده ..فقالت لك ماما الحبيبة عواطف بجوابها لي ..( نعم موجود بحرفك وروحك دعاء من عمق روحي يارب حقق له ما يريد يارب إجعل الراحة طريقه يارب إجعل البسمة ترتسم على محياه دوماَ يارب أحفظه من كل شر
محبتي ) -آآآآآآآآه يا كريم المجنون .. كيف يكون جوابك حاضر بهذه السرعة ...هكذا أنت دائما كلامك وشعرك فيه (تمازج رائع بين اللغة وفلسفة المضمون إيحاءات فلسفية تحاكي العقل وهذه هي السمة الغالبة على نصوصك حيث تجتاح مكنوناتك الذهنية والنفسية عقل القارئ وتدخله في حالة من القلق والتساؤلات رغم إني لم أطلع على الكثير من نصوصك الشعرية إلا إنني أجد علاقة تبادلية بينك وبين القارئ حيث يعمل كل منكما على سبر أغوار الآخر والكشف عن آلامه الدفينة
- يا ناس يامعشر الجنون أنا أشكركم جميعا ولكنني أخاف على ماما الحبيبة وجودها هنا خطر عليها فهذا العالم مختلف مختلف مختلف ..
ألا تذكرون يوم بدأت خطواتها الأولى سلاف بالدخول هنا هههههههه..
كانت تقول : (الشاعر القدير عبد الكريم سمعون كعادتي حينما ألج إلى فضائك الرحب أجدني أسيرة الحرف والمعنى لا أرغب في الانعتاق من الأرق الذي يدفعني لتوجيه سؤال صريح من أنت بالله عليك.. ما الذي جاء بي إلى هنا .. لست أدريولا أدري لم تسمرت في هذا المكان.. بل أعرف وأعرف عظمة النص ورقيه حين يتوقف احساسي كليا بمن حولي وما حوليلأستشعر نبض الكلمات وهذا لا يحدث إلا نادرا...
الشاعر الجميل عبد الكريم سمعونسأقول الصدق وأنا لا أحسن قول سواه أخشى الدخول إلى نصوصك أحيانا لأنني أعرف سلفا بأني لن أخرج كما دخلت هذا لأن صلة المتلقي بنصوصك لا تنتهي بانتهاء القراءة وإنما تبدأ حينما يبدأ القارئ بالتأمل في فحوى الكلماتبارك الله في فكرك وبإبداعك الطليق...)
- -ماما كريم كأنني أستشعر أنك لا تريد وجودي في عالمكم ..
- -ماما الحبيبة أسعد لحظات عمري وجودك بيننا يا الغالية ولكن هنا منطقة محظورة نحن المجانين ندعوها البعد الرابع .. أو أبولو أو وادي عبقر وهي تحتاج لتركيز لا يقطعه العقل والقيد الواقع
أنتم تقولون اعقل وتوكل .. أي اربط وتوكل فالعقل هو رباط وأطار وتحجيم وقيد للخيال .. والخيال ماما هو المكان الوحيد لانتاج الابداع ماما .. وهو الجنون ..
-كريم قبل أن تسترسل بهذيانك قل لي .. ماهذا البعد الرابع بني ..
- ماما الحبيبة .. لكل إنسان عالم آخر مقابل للواقع .. وهذا العالم يتواجد في ساحة الخيال .. ولكنه أكثر ما يكون متناميا وكبيرا عند الفنان والمبدع .. أنا دعوت هذه المساحة العالم الحالم أو العالم كما نتمنى أن يكون .. نرى الشوارع نظيفة والغابات بكامل رونقها وكبريائها لم يعتدي عليها أحد بالقطع الجائر .. نرى البشر متحابين والحكومات مثالية وغالبا ما ندخل في هذا العالم حين نكون في بيئة مناسبة كأن نكون في غابة أو جبل أو على شاطئ البحر بحسب ما يريح نفس كل كائن .. وبهذا العالم يتم إنتاج المنتج الإبداعي وحين نعود للواقع أو ينبهنا أحدهم ويوقظنا لنعود للعالم المحدود المؤطر العالم الواقعي نصاب بفاجعة وإحباط شديدين ..ومن هنا يدعونا عامة الناس بالمجانين ..
- حسنا بني ولكن ممَ تخشى على من وجودي بعالمكم المجنون ..هذا
- ماما الغالية .. ثمّة قيود ونواظم وشوارع تتحكم بنا نحن بني البشر ..ولا نستطيع الانفلات منها على الأقل ظاهر الأمر فأنا مثلا أتصرف وفق القيم المجتمعية في الأماكن العامة ولكن لا أعرض نفسي كثيرا لهذه الأماكن ولهذا أعزل نفسي إلا عمّن ينتمون لعالمي كسلاف وابن مصلح ...
أما أنت فقد تشعرين بالإحراج الشديد من المجتمع لو لاحظ أحدهم أنك تصرفت تصرفا خارجا عن إطار المألوف للتقاليد والقيم المجتمعية .. وعالمنا يحتاج لتركيز شديد وكلما كانت مدّة التركيز أطول كلما كان المنتج الإبداعي أكمل ..
- بني سمعت ابن مصلح ذات جنون يقول( الجنون أعلى درجات العقل ..) وأنت قلت أن الجنون يحتاج للكثير من العقل ..
وسمعت سولاف تقول (
سأتربع وأمارس اليوغا ، فهي تناسبني تماما في مثل هذا الوقت ،عليّ أن أسترخي الآن وأضاعف نسبة التركيز قبل أن أستدعي مرشديّ لأطلب منهما الدعم والمدد ، فهذا العمر خطير .. خطير جدا...)
- -بالتأكيد ماما ألم أقل لك عالمنا يحتاج للتركيز الكلي .. لأنه يشبه بعض الرياضات كاليوغا ومغادرة الروح للجسد والتأمل وحتى بعض الرياضات البدنية هل رأيت لاعب جمباز يمشي على حبل مشدود في الهواء .. هو حينها يكون بتركيزه الكلي لحالته فلو فقد التركيز سقط فورا .. والعقل كما ذكرنا هو القيد أو الرباط وهو حيّز صغير نسبيا من ساحة الخيال أو الجنون ..
كالقسم المضاء من نور الشمس أمام الكم الهائل من الظلمة التي تلف الكون .. والذكرى التي تراودنا أما مساحة الذاكرة الكلية ..
فما نسعى إليه نحن معشر المجانين هو كسر قيد العقل والانعتاق أو الانفلات من التحكم والقيد العقليين في ابداعنا ..
اي العيش بالبعد الرابع دوما أو لأطول نسبة ممكنة
فابن مصلح يدخل الغليون ( البايب ) ويتعاطى بعض الكؤوس ليلا لتسهل عليه مهمة كسر هذا القيد ..
وأنا أيضا أستيقظ صباحا لأشرب كأسا بدلا من فنجان قهوة ..وأدخن وأعزل نفسي عن المجتمع ولا أرى التلفزيون وأحاول ما استطعت عدم سماع أي صوت أو مؤثر خارجي يعيدني لقيودي
- وأما سولاف فهي مضطرة لمضاعفة التركيز و بما أن التركيز نتاج عقلي فهي تكون متعبة أثناء التركيز يعني استخدام الأداة لتحطيم ذاتها اي بالعقل تريد تحطيم العقل .. ولهذا فهي ما تزال غضة الجنون أو متدربة هههههههههههه
وهكذا فجميعنا نعيش حالة الوحدة والاغتراب بوجود الناس ونحيا حالة امبراطورية راقية حين نكون وحيدين ..
(يصيح الجميع بصوت واحد كفى كفى كفى لا تفشي أسرار الجنون دفعة واحدة ياكريم وارحم القراء من طول هذيانك ..)
- -آآآه هل قلتم هذيان .. من يشرح لي حالة الهذيان ..هذه ههههههههه
قد نصل إلى بيت القصيد بهذا السؤال .. سأجيبكم أنا
وأترك المجال مفتوحا لرفاقي ........
النطق نتاج العقل .. لأنهم يقولون الإنسان حيوان ناطق أو عاقل ..
والنطق هو كلام عاقل حتما أما الهذيان فهو الكلام اللاعاقل
ولذلك فهو لغة الجنون أو الخيال ..
ولهذا نقول المجنون يقول كلمة من الغرب وكلمة من الشرق .. وهذا لأن عقله منفلت ويكون بخزنة المعلومات دفعة واحدة .. لا يملك آلية التحكم بفتح ملفات معلوماته كل واحد على حدة
- آووووووووف يا كريم يكفي لقد أو جعت رأسي ..لعلي ساصبح مثلكم عما قريب ... فأنا كلما دخلت على ما تكتبون أحتاج لساعات لاستعادة عقلي
- -كريم أيها الغالي معك حق في كل ما قلت ولكن أنا أستطيع التحكم والتركيز من دون مؤثرات خارجية بل بطاقة روحانية لم تصل لها لا أنت ولا مرشدك ابن المصلح ..
آآآآآآه يا كريم رغم طول كلامك ولكنه يعجبني كثيرا ولهذا قلت لك
لا حياة لكلماتي إن لم تعمَّد بمائك العذب ولا حياة لجنون الأفكار إن لم تزر قبو خزائنك فأنت الأديب الأريب ، والصديق الصدوق محبتي أيها الباز الشامخ...
- -كريم بني الغالي ورغم جميع ما قلته سأبقى معكم بني فلقد أحببت عالمكم هذا ..
ما يهمني هو البراءة والنقاء وهذه المساحات البيضاء الشاسعة التي تملأ عالمكم الجميل ..(وتتمتم بكلمات مبهمة آآآه حماك الله ابني ..متى ستكبر أيها الفتى المجنون )
ما-ماما سمعتك ألم أقل لك يوما هذا الكلام هل نسيتي ماما الغالية
ومنذ تجاهلَ ذاك الصليبْ
نداءَ تألُّمِ كفّ المسيحْ
تَلقيتُ درساً
بأنّي سأوقدُ ذاتي شموساً
وشمعاً منيرْ
يُمهّدُ بوذا دروبَ احتراقي
أسيلُ وألبسُ جسمَ الضريحْ
أوانَ الصعود وأغدو الرمادْ
عصيَّ احتراقٍ
ولحظةَ ضرْبِ النفير أُلبي
ضياءُ الأهلّة.. جِدُّ شحيحْ
وأمي تقول : ستكبر يوما
ولكن لتكبرَ بعضَ عهودْ
رحيماً ..كريماً ..صدوقاً وإلاّ
ستبقى صغيراً
وإنّي سمعتُ وصايا الترابْ
فكنتُ رحيماً بتلك السماءْ
وصدقي يُلِمُّ برأسي العذابْ
وقالوا بأنّي كريمٌ فصيحْ
وأيضا وإلاّ
حصَدتُ اليبابْ
-حسنا ماما بما أنك ستبقين معنا .. هل تسمحين لي بنشر هذه القصيدة في النبع كتبتها منذ أيام حين كنت أحاور المرشد الأعلى للخيال قاسم فنجان ..؟؟؟
متى يُلقي الجنون بقيدِ عقلـــــي ..ويغدو الفكر حرّا في الخيالِ
إذا اجتمعت سلاطين النواهـــــي.. فكيف أفـــــرّ منها للمعالي
بطاقة شخصية : بعيداً عن السفسطة ، واعتماد المنطق المجرد لإثبات الأفكار ، والاعتقاد بالصفات الكيفية ، كالقبح والجمال والخير والشر .. وبعيداً عن المجاز بالتعبير عن القوى الروحية والكونية .. وبعيداً عن القوى الخارقة والسحر والطلاسم والأجرام والأفلاك ... بعيداً عن كل هذا .. أرتع والعب فأنا اسير مع الجميع ، وخطوتي وحدي .. عفواً لست وحدي ، بل أنا وأنتم .. فأنا يعني جنوني المتفرد ، جنوني الذي رافقته أو رافقني منذ زوال ساعة الزوال وإلى زوال. لست معنياً كثيراً بالأخلاط الأربعة ، ولا بالعَدَد ، ولا بالمسلَّمات. أيمم وجهي صوب رؤاي ، لأني مقتنع بأن لاانتماء إلا للوعي. ألوعي ياسادتي ليس بالمفهوم الحرفي المتداول أو المُستَهلَك .. فالجنون وعي من نوع خاص ، أي انه مسافة مابين تسوّل المعرفة ، والارتياب ، بقلق لاهدنة فيه ، ولا ثمة وقف لإطلاق الأفكار. فـ ( بارمنيدس ) كان ينشد الحقيقة الثابتة التي لاينتابها تغيير أو فناء .. و ( زينون ) أثار مشكلة الزمان والمكان ، وهل هما محدودان أم لانهئيان .. و (سقراط ) المتهم بتلويث العقول ، من حيث علاقتها مع الآلهة ، كان جدلياً لقناعته بان المعرفة موجودة في عقر الإنسان .. والنساطرة المعتقدين بأن للمسيح طبيعتان إلهية – بشرية ، عكس ( الملكانيون ) الذين اعتقدو ، بروح واحدة. لا أراها إلا من ضمن بحثي ، ومجاهلاً أتقصاها وعيي يشير إلى ان للروح نوفذ أخرى .. فهنالك روح للرغبة ، وروح للعقل ، وأرواح أخرى هائمة في عالم الجنون .. ولا إبداع حقيقي إن لم ينضوي تحت هذا اللواء. فابتكرت خط سير وعر لايلجه عاقل على الإطلاق .. مستنداً على ان الموت ثيمة عظيمة للبقاء لأن البقاء لايمكن ان يكون إلا خلال الموت .. فهو الذي يعطي مديات أوسع للمبدع ، والصورة تبدأ من حالة شكلية فوضوية قلقة ، تنتهي إلى حالة مستقرة .. والرسالة يتوجه بها المُرسِل إلى المُرسَل إليه ، باشتراطات توصيلية لفظية وحركية وإيمائية وصورية تنتظم في شفرة أو مجموعة من السنن والأعراف بناء على سياق يفهمه الملقي والمتلقي. من هنا انطلقت ، وإليها سأعود. إذاً الجنون هو الباعث الأساس في تفسير معميات الكون ، ومن ثمة خلق أجواء قد تبدو غرائبية ، لكنها هي الحقيقة .. الحقيقة التي مازلت أجوس خاصرتها. منطلقاً من أن العلاقة لزومية مابين الجنون والإبداع كلزوم الدخان للنار.
بطاقة ترحيب : وكعادتي قبل النوم بتثاؤب .. استذكر يومي ، وانقدني ، فأقلق ولا أنام إلا على ترتيل موجع .. ذلك الذي رافقني منذ صوت الجنجل ، وهدهدة أمي .. ومنذ ارتجافي وأنا أتجول بين قبور موحشة ، أو تحت ناعور مرعب في ليل موغل بالعتمة. فأتتبع اخبار القهر والحرمان والغربة .. ولم أجد من يدثرني ، ويثير في نفسي الوجع ، في هذا الفجر .. غير ابنة عبداللطيف الثاكلة المثكولة .. فتهت بين مسامات جسد نصها هذا .. فتوطعت الدموع باختيار مسارات غير سالكة للمسيل .. فأنا كما قال المثل الشعبي ( كثر الحزن علمني اللطم ) .. قرأت بوحاً معرفياً مرسوماً بأناقة من احترف الشدائد .. فابتسمت ، وحمدت الله على سلامة وصولها إلى حيث نحن ، قبل أن تدركنا المنية ، ولا نستمتع بطيب قربها. ألجنون فنون .. لماذا؟!. لِمَ لا نقول الفنون جنون ؟. هذا أقرب للحقيقة التي اكتشفتها لحد الآن ، ومازلت أبحث .. الفنون جنون ، هكذا قالت السماء حين عمَّد المطر الشبابيك ، ورقصت حباته على إيقاع الوجيب .. بوقت كانت الشمس متحجبة بالغيوم .. إذاً حبات المطر هي الـ ( واهلية ) التي تُنثر على صدر زجاج النوافذ. وما الأسفلت إلا شاهد عيان ارتدى بدلة الـ ( سموكنك ) لحضور حفل التتويج .. . تتويج مغناج بجنون الشعر الموسوم بقصائد الوجع والذكريات .. فولجَتْ عواطف عبداللطيف حديقة ابن سمعون مغتسلة بزخات مطر ، تطهرها من أدران قهر الملمات ، وكيد حقد الوافدين. فوضعتْ في باطن كفها نقطة حنّاء ، كتأشيرة مرور لعوالم الجنون الباذخة الألق .. وكان البرد قد تنازل عن صقيعه على حافة المحطة. عبق عطر بغدادي اصيل في صالتنا ، فكففنا عن رقصة كنا نزاولها أنا وابنة هلال على ضوء فانوس ( ديوجين ) ، والسلمان يتأمل باسماً ، ويبارك .. تيقنّا ساعتها ان ابنة عبداللطيف المبهرة قد ازدانت ببعض الجنون .. فحمدنا المولى .. وصلينا صلاة التهجد.
هل ستسمحون لي بالبقاء بينكم!!!!!!! - يا هلا بالحاجة بيتك ومطرحك على الرحب والسعة -أهلا وسهلا بسيدة الدار تشرفين يا ست الكل
- تعرفين كم أحبك أنت عواطف الخير لك قلوبنا جميعا - كريم يمه مالك ساكت وتبكي ماتريدني معكم -البكاء صلاة الأطفال ماما ينقي النفس ويزيل أدران الروح كما يفعل المطر بالكون والأجسام والشجر ..والأطفال أنبياء البراءة وكلما سمعت صوتك أو قرأت حرفك تنتابني نوبة بكاء .. لأن قربك يشعرني بقربي من ذاتي وقربي من ذاتي يحتاج للكثير من النقاء للتلاصق فلا بد من البكاء للاغتسال من ما لحق بالحواس من أدران .. أصوات صراخ ومشاهد دامية وروائح عفن التراب الممتزج بأشلاء وهذا يحتاج للكثير من الصلاة لإزالته ..
-كريم يمه ناولني العباية مالتي تراني بردت وكلامك يحتاج لتركيز .. والله ما أعرف منين تجيب هالكلام ولما أنظر لشكلك وعمرك أستغرب وتنهال التساؤلات في خاطري
(كيف لك أن تفهم لغة الموت وقلبك يبنض بالحبكيف لك أن تعي لغة الخطوات عندما تكبر لتسحق العشب وتتركه يغفو وروحك تحلق في سماء الأمل بنشوةكيف لك أن تتعلم لغة البلاهة ولون وجهك لا يتغيير كيف ,,وكيف .............,, وكيف يمنح الآخر الموت لتنبت له فروع ويكبروعلى وجهه معالم ابتسامه!!! كيف يجهزوا على ضوء الشمس ليمتلأ النهار عتمة كيف يغتالوا النوارس والسماء تمطر دما هذا السؤال ما زال ينخر روحي كل يوم وكل لحظة من أي رحم ولدوا !!!! ونهر الدم يكبر!!!!! هي لغة الأنا عندما تغتال الحلم بدم بارد والفوانيس القديمة أصابتها الرجفةابني كريم المعذرة لم أشعر وأنا أتكلم ففي داخلي الكثير حركه نبض حروفك محبتي )
-ماما الحبيبة شاب قلبي ومني الرأس لم يشب ما ذنبي يا أمّاه أن منحني خالقي إحساسا زائدا ربي لا يريد لي الشقاء ولكن يشقيني هذا الاحساس وبذات الوقت يمنح الطمأنينة لقلبي أنني إنسان وأحيا كإنسان . ماما الحبيبة .. هم لا يرون كمثلنا لا يرون ما نرى اعتادوا الظلام فألفوه ويحسبوه دربا لتحقيق الحياة ولكنهم أمواتا أمواتا خارج القبور نحن سعداء بمعرفتنا تؤلمنا أحيانا ولكن في قرارات أنفسنا سعداء ..وآلامنا تشعرنا أننا مازلنا أحياء ... ودائما أقول أنا أتألم إذا أنا موجود ... فنحن نرى ومن يرى يسير باتجاه الصواب و الحق المبين ولذالك دائما أقول لك ماما الغالية شكرا لأنك ترين ...
-ابن سمعون تشد ظهرك بوجود أمك وتصادر الجلسة ولا تسمح لأحد بالكلام ..
حفظنا كلامك ومللنا منه لكثرة ما تضرب على ذات الوتر الطفولة البراءة النقاء الجنون الألم الموت رويدك ياصاح ودعنا نفهم هل ستبقى معنا الغالية السيدة عواطف بعالمنا هذا ..
- رويدك يا ابن مصلح ما زالت الجلسة بأولها وكريم لم يقل شيئا ها هو هادئ وجنونه خامل بعض الشيء ..
- يا عمر أنت تحرض كافة الشياطين ولا ذنب لابن سمعون فأنت من أثار زوابع الشياطين في راسه وأنت ياكريم لا تثور وتغضب دائما أنت هكذا بني يكون الحق معك وبعصبيتك وردوك الإنفعالية تقلب الوضع فتصبح أنت الملام ..
- مابكم تدافعون عن كريم وكأنني أتهجم عليه .. رويدكم يا قوم كريم هو الوحيد الصديق بمقام الأخ .. وأنا أحبه كثيرا ولا أقوى على تحجيم مشاعري أو كبتها نحوه ( كلما حاولت تحجيم مشاعري وتكبيل كلماتيكي لا أتهم بالتصفيق يسمو هذا الباز محلِّقاً في سماوات لاتُدرَك بأجنحة اطول من يوم الجمعة يأسرني بأناقة مخياله الجامح .. حد الإنفنتي ليعود بنبأ عظيم ...فأصفق كثيراً ، وأحتسي نخب تألقه فدم ناشطاً بحقوق الشيطان مُقَلَّداً بوسام الشموخ. )
- ياحبيبي يا عمدتي.. يا عتادي بالصعاب وعدتي.. وبطيبك الموصوف تسكن مهجتي
أنت كنت تحرض وتدعم وتشجع شياطينه على الثورة ..
وحين أبدي أنا بعض جنوني تقول لي (لا تدخل النبع الا اذا رجع العقل ههههههه )
وعندها أنا قلت لك علنا ..ما حيلتي والقلب في ينبوعكم هو آمرٌ والعقل مأمور بحبّ إلهي كفّوا الملامة لو جنونيَ عشتُه في حبّكم وغدوتُ كالمتباهي يا عمدتي في شدتي يازاد فقدي ولوعتي يا شاكرٌ مع حفظ ألقاب العُلا لمقامكم في الروح من ألفٍ وحتى الياءِ هي سكرتي في حبكم .. كيف العمل !! فلقد عن السكرات .. أنهى الناهي لكنني علنا أبقتُ بحبكم لو كان ذنبا إنه لرجائي
وحينها كتبت أنا دعاء الانعتاق من قيود العقل والمادة فدخلت أنت لتسألني كريم أين الدعاء لم أجده ..فقالت لك ماما الحبيبة عواطف بجوابها لي ..( نعم موجود بحرفك وروحك دعاء من عمق روحي يارب حقق له ما يريد يارب إجعل الراحة طريقه يارب إجعل البسمة ترتسم على محياه دوماَ يارب أحفظه من كل شر
محبتي ) -آآآآآآآآه يا كريم المجنون .. كيف يكون جوابك حاضر بهذه السرعة ...هكذا أنت دائما كلامك وشعرك فيه (تمازج رائع بين اللغة وفلسفة المضمون إيحاءات فلسفية تحاكي العقل وهذه هي السمة الغالبة على نصوصك حيث تجتاح مكنوناتك الذهنية والنفسية عقل القارئ وتدخله في حالة من القلق والتساؤلات رغم إني لم أطلع على الكثير من نصوصك الشعرية إلا إنني أجد علاقة تبادلية بينك وبين القارئ حيث يعمل كل منكما على سبر أغوار الآخر والكشف عن آلامه الدفينة
- يا ناس يامعشر الجنون أنا أشكركم جميعا ولكنني أخاف على ماما الحبيبة وجودها هنا خطر عليها فهذا العالم مختلف مختلف مختلف ..
ألا تذكرون يوم بدأت خطواتها الأولى سلاف بالدخول هنا هههههههه..
كانت تقول : (الشاعر القدير عبد الكريم سمعون كعادتي حينما ألج إلى فضائك الرحب أجدني أسيرة الحرف والمعنى لا أرغب في الانعتاق من الأرق الذي يدفعني لتوجيه سؤال صريح من أنت بالله عليك.. ما الذي جاء بي إلى هنا .. لست أدريولا أدري لم تسمرت في هذا المكان.. بل أعرف وأعرف عظمة النص ورقيه حين يتوقف احساسي كليا بمن حولي وما حوليلأستشعر نبض الكلمات وهذا لا يحدث إلا نادرا...
الشاعر الجميل عبد الكريم سمعونسأقول الصدق وأنا لا أحسن قول سواه أخشى الدخول إلى نصوصك أحيانا لأنني أعرف سلفا بأني لن أخرج كما دخلت هذا لأن صلة المتلقي بنصوصك لا تنتهي بانتهاء القراءة وإنما تبدأ حينما يبدأ القارئ بالتأمل في فحوى الكلماتبارك الله في فكرك وبإبداعك الطليق...)
- -ماما كريم كأنني أستشعر أنك لا تريد وجودي في عالمكم ..
- -ماما الحبيبة أسعد لحظات عمري وجودك بيننا يا الغالية ولكن هنا منطقة محظورة نحن المجانين ندعوها البعد الرابع .. أو أبولو أو وادي عبقر وهي تحتاج لتركيز لا يقطعه العقل والقيد الواقع
أنتم تقولون اعقل وتوكل .. أي اربط وتوكل فالعقل هو رباط وأطار وتحجيم وقيد للخيال .. والخيال ماما هو المكان الوحيد لانتاج الابداع ماما .. وهو الجنون ..
-كريم قبل أن تسترسل بهذيانك قل لي .. ماهذا البعد الرابع بني ..
- ماما الحبيبة .. لكل إنسان عالم آخر مقابل للواقع .. وهذا العالم يتواجد في ساحة الخيال .. ولكنه أكثر ما يكون متناميا وكبيرا عند الفنان والمبدع .. أنا دعوت هذه المساحة العالم الحالم أو العالم كما نتمنى أن يكون .. نرى الشوارع نظيفة والغابات بكامل رونقها وكبريائها لم يعتدي عليها أحد بالقطع الجائر .. نرى البشر متحابين والحكومات مثالية وغالبا ما ندخل في هذا العالم حين نكون في بيئة مناسبة كأن نكون في غابة أو جبل أو على شاطئ البحر بحسب ما يريح نفس كل كائن .. وبهذا العالم يتم إنتاج المنتج الإبداعي وحين نعود للواقع أو ينبهنا أحدهم ويوقظنا لنعود للعالم المحدود المؤطر العالم الواقعي نصاب بفاجعة وإحباط شديدين ..ومن هنا يدعونا عامة الناس بالمجانين ..
- حسنا بني ولكن ممَ تخشى على من وجودي بعالمكم المجنون ..هذا
- ماما الغالية .. ثمّة قيود ونواظم وشوارع تتحكم بنا نحن بني البشر ..ولا نستطيع الانفلات منها على الأقل ظاهر الأمر فأنا مثلا أتصرف وفق القيم المجتمعية في الأماكن العامة ولكن لا أعرض نفسي كثيرا لهذه الأماكن ولهذا أعزل نفسي إلا عمّن ينتمون لعالمي كسلاف وابن مصلح ...
أما أنت فقد تشعرين بالإحراج الشديد من المجتمع لو لاحظ أحدهم أنك تصرفت تصرفا خارجا عن إطار المألوف للتقاليد والقيم المجتمعية .. وعالمنا يحتاج لتركيز شديد وكلما كانت مدّة التركيز أطول كلما كان المنتج الإبداعي أكمل ..
- بني سمعت ابن مصلح ذات جنون يقول( الجنون أعلى درجات العقل ..) وأنت قلت أن الجنون يحتاج للكثير من العقل ..
وسمعت سولاف تقول (
سأتربع وأمارس اليوغا ، فهي تناسبني تماما في مثل هذا الوقت ،عليّ أن أسترخي الآن وأضاعف نسبة التركيز قبل أن أستدعي مرشديّ لأطلب منهما الدعم والمدد ، فهذا العمر خطير .. خطير جدا...)
- -بالتأكيد ماما ألم أقل لك عالمنا يحتاج للتركيز الكلي .. لأنه يشبه بعض الرياضات كاليوغا ومغادرة الروح للجسد والتأمل وحتى بعض الرياضات البدنية هل رأيت لاعب جمباز يمشي على حبل مشدود في الهواء .. هو حينها يكون بتركيزه الكلي لحالته فلو فقد التركيز سقط فورا .. والعقل كما ذكرنا هو القيد أو الرباط وهو حيّز صغير نسبيا من ساحة الخيال أو الجنون ..
كالقسم المضاء من نور الشمس أمام الكم الهائل من الظلمة التي تلف الكون .. والذكرى التي تراودنا أما مساحة الذاكرة الكلية ..
فما نسعى إليه نحن معشر المجانين هو كسر قيد العقل والانعتاق أو الانفلات من التحكم والقيد العقليين في ابداعنا ..
اي العيش بالبعد الرابع دوما أو لأطول نسبة ممكنة
فابن مصلح يدخل الغليون ( البايب ) ويتعاطى بعض الكؤوس ليلا لتسهل عليه مهمة كسر هذا القيد ..
وأنا أيضا أستيقظ صباحا لأشرب كأسا بدلا من فنجان قهوة ..وأدخن وأعزل نفسي عن المجتمع ولا أرى التلفزيون وأحاول ما استطعت عدم سماع أي صوت أو مؤثر خارجي يعيدني لقيودي
- وأما سولاف فهي مضطرة لمضاعفة التركيز و بما أن التركيز نتاج عقلي فهي تكون متعبة أثناء التركيز يعني استخدام الأداة لتحطيم ذاتها اي بالعقل تريد تحطيم العقل .. ولهذا فهي ما تزال غضة الجنون أو متدربة هههههههههههه
وهكذا فجميعنا نعيش حالة الوحدة والاغتراب بوجود الناس ونحيا حالة امبراطورية راقية حين نكون وحيدين ..
(يصيح الجميع بصوت واحد كفى كفى كفى لا تفشي أسرار الجنون دفعة واحدة ياكريم وارحم القراء من طول هذيانك ..)
- -آآآه هل قلتم هذيان .. من يشرح لي حالة الهذيان ..هذه ههههههههه
قد نصل إلى بيت القصيد بهذا السؤال .. سأجيبكم أنا
وأترك المجال مفتوحا لرفاقي ........
النطق نتاج العقل .. لأنهم يقولون الإنسان حيوان ناطق أو عاقل ..
والنطق هو كلام عاقل حتما أما الهذيان فهو الكلام اللاعاقل
ولذلك فهو لغة الجنون أو الخيال ..
ولهذا نقول المجنون يقول كلمة من الغرب وكلمة من الشرق .. وهذا لأن عقله منفلت ويكون بخزنة المعلومات دفعة واحدة .. لا يملك آلية التحكم بفتح ملفات معلوماته كل واحد على حدة
- آووووووووف يا كريم يكفي لقد أو جعت رأسي ..لعلي ساصبح مثلكم عما قريب ... فأنا كلما دخلت على ما تكتبون أحتاج لساعات لاستعادة عقلي
- -كريم أيها الغالي معك حق في كل ما قلت ولكن أنا أستطيع التحكم والتركيز من دون مؤثرات خارجية بل بطاقة روحانية لم تصل لها لا أنت ولا مرشدك ابن المصلح ..
آآآآآآه يا كريم رغم طول كلامك ولكنه يعجبني كثيرا ولهذا قلت لك
لا حياة لكلماتي إن لم تعمَّد بمائك العذب ولا حياة لجنون الأفكار إن لم تزر قبو خزائنك فأنت الأديب الأريب ، والصديق الصدوق محبتي أيها الباز الشامخ...
- -كريم بني الغالي ورغم جميع ما قلته سأبقى معكم بني فلقد أحببت عالمكم هذا ..
ما يهمني هو البراءة والنقاء وهذه المساحات البيضاء الشاسعة التي تملأ عالمكم الجميل ..(وتتمتم بكلمات مبهمة آآآه حماك الله ابني ..متى ستكبر أيها الفتى المجنون )
ما-ماما سمعتك ألم أقل لك يوما هذا الكلام هل نسيتي ماما الغالية
ومنذ تجاهلَ ذاك الصليبْ
نداءَ تألُّمِ كفّ المسيحْ
تَلقيتُ درساً
بأنّي سأوقدُ ذاتي شموساً
وشمعاً منيرْ
يُمهّدُ بوذا دروبَ احتراقي
أسيلُ وألبسُ جسمَ الضريحْ
أوانَ الصعود وأغدو الرمادْ
عصيَّ احتراقٍ
ولحظةَ ضرْبِ النفير أُلبي
ضياءُ الأهلّة.. جِدُّ شحيحْ
وأمي تقول : ستكبر يوما
ولكن لتكبرَ بعضَ عهودْ
رحيماً ..كريماً ..صدوقاً وإلاّ
ستبقى صغيراً
وإنّي سمعتُ وصايا الترابْ
فكنتُ رحيماً بتلك السماءْ
وصدقي يُلِمُّ برأسي العذابْ
وقالوا بأنّي كريمٌ فصيحْ
وأيضا وإلاّ
حصَدتُ اليبابْ
-حسنا ماما بما أنك ستبقين معنا .. هل تسمحين لي بنشر هذه القصيدة في النبع كتبتها منذ أيام حين كنت أحاور المرشد الأعلى للخيال قاسم فنجان ..؟؟؟
متى يُلقي الجنون بقيدِ عقلـــــي ..ويغدو الفكر حرّا في الخيالِ
إذا اجتمعت سلاطين النواهـــــي.. فكيف أفـــــرّ منها للمعالي
الغالي كريم
مذهل أنت ..
وهذا نص قائم بذاته
لذا أرجو أن تنشره كنص مستقل ليتسنى لنا التواصل معك هناك
تقديري الكبير ومحبتي أيها الكريم كريم
يا سيدة النقاء والألق ..
سيدتي سولاف .. ذات القلب الأبيض أسعد الله صباحاتك ومساءاتك ..
وجودك الملائكي هو المدهش والمفرح والجميل
سأنشر هذا الرد كنص منفرد كما ترين سيدتي
ولروحك عبير الفتنة وعبق الخزامى
التوقيع
أنا شاعرٌ .. أمارس الشعر سلوكا وما أعجز .. أترجمه أحرفا وكلمات لا للتطرف ...حتى في عدم التطرف
ما أحبّ أن نحبّ .. وما أكره أن نكره
كريم سمعون
بطاقة شخصية : بعيداً عن السفسطة ، واعتماد المنطق المجرد لإثبات الأفكار ، والاعتقاد بالصفات الكيفية ، كالقبح والجمال والخير والشر .. وبعيداً عن المجاز بالتعبير عن القوى الروحية والكونية .. وبعيداً عن القوى الخارقة والسحر والطلاسم والأجرام والأفلاك ... بعيداً عن كل هذا .. أرتع والعب فأنا اسير مع الجميع ، وخطوتي وحدي .. عفواً لست وحدي ، بل أنا وأنتم .. فأنا يعني جنوني المتفرد ، جنوني الذي رافقته أو رافقني منذ زوال ساعة الزوال وإلى زوال. لست معنياً كثيراً بالأخلاط الأربعة ، ولا بالعَدَد ، ولا بالمسلَّمات. أيمم وجهي صوب رؤاي ، لأني مقتنع بأن لاانتماء إلا للوعي. ألوعي ياسادتي ليس بالمفهوم الحرفي المتداول أو المُستَهلَك .. فالجنون وعي من نوع خاص ، أي انه مسافة مابين تسوّل المعرفة ، والارتياب ، بقلق لاهدنة فيه ، ولا ثمة وقف لإطلاق الأفكار. فـ ( بارمنيدس ) كان ينشد الحقيقة الثابتة التي لاينتابها تغيير أو فناء .. و ( زينون ) أثار مشكلة الزمان والمكان ، وهل هما محدودان أم لانهئيان .. و (سقراط ) المتهم بتلويث العقول ، من حيث علاقتها مع الآلهة ، كان جدلياً لقناعته بان المعرفة موجودة في عقر الإنسان .. والنساطرة المعتقدين بأن للمسيح طبيعتان إلهية – بشرية ، عكس ( الملكانيون ) الذين اعتقدو ، بروح واحدة. لا أراها إلا من ضمن بحثي ، ومجاهلاً أتقصاها وعيي يشير إلى ان للروح نوفذ أخرى .. فهنالك روح للرغبة ، وروح للعقل ، وأرواح أخرى هائمة في عالم الجنون .. ولا إبداع حقيقي إن لم ينضوي تحت هذا اللواء. فابتكرت خط سير وعر لايلجه عاقل على الإطلاق .. مستنداً على ان الموت ثيمة عظيمة للبقاء لأن البقاء لايمكن ان يكون إلا خلال الموت .. فهو الذي يعطي مديات أوسع للمبدع ، والصورة تبدأ من حالة شكلية فوضوية قلقة ، تنتهي إلى حالة مستقرة .. والرسالة يتوجه بها المُرسِل إلى المُرسَل إليه ، باشتراطات توصيلية لفظية وحركية وإيمائية وصورية تنتظم في شفرة أو مجموعة من السنن والأعراف بناء على سياق يفهمه الملقي والمتلقي. من هنا انطلقت ، وإليها سأعود. إذاً الجنون هو الباعث الأساس في تفسير معميات الكون ، ومن ثمة خلق أجواء قد تبدو غرائبية ، لكنها هي الحقيقة .. الحقيقة التي مازلت أجوس خاصرتها. منطلقاً من أن العلاقة لزومية مابين الجنون والإبداع كلزوم الدخان للنار.
بطاقة ترحيب : وكعادتي قبل النوم بتثاؤب .. استذكر يومي ، وانقدني ، فأقلق ولا أنام إلا على ترتيل موجع .. ذلك الذي رافقني منذ صوت الجنجل ، وهدهدة أمي .. ومنذ ارتجافي وأنا أتجول بين قبور موحشة ، أو تحت ناعور مرعب في ليل موغل بالعتمة. فأتتبع اخبار القهر والحرمان والغربة .. ولم أجد من يدثرني ، ويثير في نفسي الوجع ، في هذا الفجر .. غير ابنة عبداللطيف الثاكلة المثكولة .. فتهت بين مسامات جسد نصها هذا .. فتوطعت الدموع باختيار مسارات غير سالكة للمسيل .. فأنا كما قال المثل الشعبي ( كثر الحزن علمني اللطم ) .. قرأت بوحاً معرفياً مرسوماً بأناقة من احترف الشدائد .. فابتسمت ، وحمدت الله على سلامة وصولها إلى حيث نحن ، قبل أن تدركنا المنية ، ولا نستمتع بطيب قربها. ألجنون فنون .. لماذا؟!. لِمَ لا نقول الفنون جنون ؟. هذا أقرب للحقيقة التي اكتشفتها لحد الآن ، ومازلت أبحث .. الفنون جنون ، هكذا قالت السماء حين عمَّد المطر الشبابيك ، ورقصت حباته على إيقاع الوجيب .. بوقت كانت الشمس متحجبة بالغيوم .. إذاً حبات المطر هي الـ ( واهلية ) التي تُنثر على صدر زجاج النوافذ. وما الأسفلت إلا شاهد عيان ارتدى بدلة الـ ( سموكنك ) لحضور حفل التتويج .. . تتويج مغناج بجنون الشعر الموسوم بقصائد الوجع والذكريات .. فولجَتْ عواطف عبداللطيف حديقة ابن سمعون مغتسلة بزخات مطر ، تطهرها من أدران قهر الملمات ، وكيد حقد الوافدين. فوضعتْ في باطن كفها نقطة حنّاء ، كتأشيرة مرور لعوالم الجنون الباذخة الألق .. وكان البرد قد تنازل عن صقيعه على حافة المحطة. عبق عطر بغدادي اصيل في صالتنا ، فكففنا عن رقصة كنا نزاولها أنا وابنة هلال على ضوء فانوس ( ديوجين ) ، والسلمان يتأمل باسماً ، ويبارك .. تيقنّا ساعتها ان ابنة عبداللطيف المبهرة قد ازدانت ببعض الجنون .. فحمدنا المولى .. وصلينا صلاة التهجد.
كانوا ومنذ الأزل يقولون ثلاث مستحيلات .. نسمع بهم ولا نراهم ..( وبالتأكيد هم انتاج الخيال )
الغول والعنقاء والخل الوفي ..
فهل صار بالإمكان رؤويتهم يا ترى ..
أو على الأقل إثنتين منهم العنقاء والخل الوفي
يا ابن المصلح كل صبح ومساء أحمد الله واشكره على نعمة وجودك في هذا الكون
فأنت عزاء نفسي وقدرتي على احتمال ما تبقى من الحياة
التوقيع
أنا شاعرٌ .. أمارس الشعر سلوكا وما أعجز .. أترجمه أحرفا وكلمات لا للتطرف ...حتى في عدم التطرف
ما أحبّ أن نحبّ .. وما أكره أن نكره
كريم سمعون
كانوا ومنذ الأزل يقولون ثلاث مستحيلات .. نسمع بهم ولا نراهم ..( وبالتأكيد هم انتاج الخيال )
الغول والعنقاء والخل الوفي ..
فهل صار بالإمكان رؤويتهم يا ترى ..
أو على الأقل إثنتين منهم العنقاء والخل الوفي
يا ابن المصلح كل صبح ومساء أحمد الله واشكره على نعمة وجودك في هذا الكون
فأنت عزاء نفسي وقدرتي على احتمال ما تبقى من الحياة
أبن مصلح .. هيه .. أين أنت ... لقد أحضرت أكداس أفكار كتبتها على هذه الأكياس التي تحتوي على زيتون ضيعتنا .. فأنا واقف على بوابة مدينتكم ، فمد يدك وخذها ، قبل ان يلمحنا العَسَس .. هذا ما ادخرته لك طيلة آلام حياتي .. فأنا مثلك حين تقيس الجمال بالوشم .. أقيس الحياة بالآلام لا الأيام .. خذها أيها النهم إلى حد العَبَث. خذها لنكمل بعضنا .. أو خذني ملفوفاً بهذا الكيس قبل أن أُلَفَّ بقماش ابيض.
قادم إليك ياصنوي ، وصديقي المدجج بالعرفة والمحبة والنقاء ..
ساحث الخطى كي أقترب منك ..
حقيقة اضحكتني فكرة القماش الأبيض .. فالبياض تسيَّد كؤوسنا ، وتسيَّد قلوبنا .. وسيتسَّيد أبداننا.
قادم إليك .. أيها المستحيل الخامس