هناك يتوقف نهر العاصي الذي يمر من حمص .. حمص ديك الجن الشاعر .. وخالد بن الوليد البطل .. هناك تتناثر القرى والبلدات تتعانق مع رفرفات النوارس القاطنة بهدوء في تلك البحيرة التي سميت ( قطينة ) وحولها الحولة .. وهناك راحت عيون الأطفال تراقب زهرات الأقحوان .. وتعابث الطيور في فصل ربيعي جميل .. وبعضهم يتجاذب الحديث مع مياه البحيرة بعد أن أنهى واجباته المدرسة ...أيها العاصي الذي خالفت المسير كنت عصيا ولا زلت
لم يكن أحد يفكر بما سيجري ... أشباح تهجم .. وقطعان وحوش .. وقتلة .. وارتفع الصراخ .. وعلا ضجيج الموت قاله الطفل الصغير شاكيا لذابحه : عماه لقد قتلوا أمي وهي هناك تنزف دما .. أسعفها يا عماه فهي أمي التي أحبها وتحبني لقد قتلها يهودي مجنون لأن معلمنا قال لنا يوما : لا يقتل السوريين إلا اليهود
لا تقتلني يا عمي فأنا مجتهد في مدرستي ، ويحبني المعلم .... أنا سأصبح طبيب أطفال وسوف أداوي ابنك
هل أنت يهودي ؟ لماذا قتلت رفيقي هناك ؟
أه يا وجعي سكينك مؤلمة أيها اللعين ما كنت أعلم أن عدوي
رفرفت الروح في آفاق السماء إلى خالقها تعلن قدوم شهيد
رمزت
آخر تعديل رمزت ابراهيم عليا يوم 05-30-2012 في 03:57 PM.
قد جفت مياه العاصي المستعصي على كل مجرم أثيم ودخيل
واستبدل المياه الراكدة الآسنة.. من شدة الصمت..
بدمع ودم ..
يجري في شرايين أمة كادت تموت ..
ليسقي شتلات الحرية ..
فتستطيل وتزهو في ربوع الوطن العربي كله..
قريبا بعون الله
سلمت يمينك أستاذي الغالي
وأعلقها على هام السماء ..
كي يقرأها كل حر فيه حمية الإنسانية