رَمضــــــــانُ بالخيرِ الجزيلِ أتانا
فَتوهَّجتْ فَرَحًا بهِ دُنيــــــــــــانا
وتَنفَّستْ أشواقُنــــــا , وتَضوّعتْ
أرواحُنـا فالطيبُ قــد وافـــــــانا
شهـرٌ أهَـــــــــلَّ هـِلالهُ فَتهلّلتْ
كل النفوسِ تُعـــــــــانِقُ الأبدانا
ومِنَ الجِنانِ نَسائِـــــــــمٌ قُدسيّةٌ
عِطريةُ النفحـــــــات ِإذْ تغشــانا
فيها التراويحُ الذي هو راحــــــةٌ
للرّوحِ فاحَ أرِيجــــهُ اطمئنـــــانا
إنَّ الصيامَ وِقـــــايةٌ بل جُنَّـــــةٌ
مِنْ كُلِّ أدْرَانِ القلوبِ وقَـــــــانا
وإذا رأيتَ القــــــــائمينَ تَحُفَّهمْ
رَحمــــــاتُ ربّكَ فاسألِ الرضوانا
شهرُ الصيامِ أطَـــلَّ فانْبَلَجَ التُّقـى
ومضى السعيدُ يُرتِّلُ القُـــــــرآنا
وتَنافَسَ المُتنافِسونَ لِنَيْـــــــــلِ..
جائزةِ الكريمِ فأقبلوا رُكبــــــــانا
يَحْدُوهمُ الأمَــــــــلُ العظيمُ لِجَنّةٍ
قد هَيَّـــــــأتْ للصائِمينَ مَكــــانا
فَتفتَّحتْ أبوابُهــــــــــا , وتَزيَّنتْ
شُرُفَـــــاتُها فَتلوَّنتْ ألــــــــوانا
واستقبَلَ الرّيانُ أفــــــواجًا أتَـوْا
زُمــــرًا ونُــــورُ صِيامِـهمْ قد بَانا
لا يَدخُـــــلُ الرّيانَ إلا صائِــــــمٌ
طُوبــــى لعبدٍ بُلِّـــــــــغَ الرّيانا
طوبــى لِمَنْ حَصَدَ الثوابَ مُرابطًـا
يَجنيْ ثِمـــــارَ الصبرِ لمْ يَتوانَـــا
طوبى لمن سَمِعَ السكونُ ضَجِيجَهُمْ
وَجَــــــلاً إذاما اسْتغفَرُوا الرحمنَ
طُوبـى لعبـــــــدٍ كانَ مِنْ عُتقائهِ
عَظُمَتْ لهُ الدرجاتُ حيثُ تَفانَــــى
يا أيُّهــــا العبدُ المُسَوِّفُ دَهْــرهُ
تُبْ , فالإلـهُ إلـى الإيابِ دَعــــانا
أقْبِــــلْ فأبـــوابُ الجحيمِ تَغلّقَتْ
أقْبِــــلْ فَرَبُّكَ صَفَّدَ الشيطـــــانا
أقْبِـــل , أتَتْكَ مَواسِمُ الخيرِ التي
مَنْ جَـدَّ فِيهــا يَحْصُد الغُفــــرانا
قُـــمْ للإلهِ وصَلِّ في غَسقِ الدُّجى
واضْرَعْ تَضَرُّعَ عاشقٍ ولهـــــــانا
لِيَراكَ رَبُّكَ خاشـــعًا مُتَذلِّـــــــلاً
واطلِقْ لِدمعكَ في السجود عنــانا
قحطان المطحني