جئت لأنثر روحي
جئتُ لأنفخ في كير الصمت لعلي
ألقاك على أجفان الشوق..
وجئت أحدِّث صفحة وهمٍ
علّ دموعي تعتقني
من غربة قلب
أتعبه البوح..
وشرَّده الهجر..
فألقاك على قارعة الهَمِ..!!
ـ2ـ
في الليل تحاورني عيناك..
يفور الدمع..
ويحرق كبريتُ الشوق مآذن روحي
فأفِرُّ إلى مدن النسيان..
لألحس صمتي
ورذاذَ حنانٍ أسْكَرَ قدحي
وتعتَّق من عقدين
للحظة عريٍ هاربة من عريِ الهمِّ..
وأسرح في شريان الماضي المشرق
ببراءة وجهك
أستقوي بسناك قليلا
علِّي أبكي
وأحرر بعض سطور النومِ
ـ 3 ـ
تهرب مني
كل الكلمات إذا ما اشتعل
الفجر..
حرائق روحي
تستفسر عن سببٍ يجعلني
أدمن ألمي
ذاكرتي المنخورة بالدمع
تشتِّت صورتك الحبلى
بجنون الوقت..
وكلّ الأحلام نزيف من نوع آخر
قلبي بحر ركام
وبقايا الصبر نواقيس تنسف ذرة عقل
خفقَتْ باسمك
أيامي محض طوافٍ
حول اللاَّ شيء
جدار الصمت يشدد قبضته
ويفك حصار الشكِّ..
وتصفعني رقة قلبك/
جرأة صمتك/
ضربة رمحك..
تطرحني الأفكار على وجهي
وتنزّ بروق الحلْمِ
ـ4ـ
ضاقت مِزَقُ القلب عليك
فحطمت الجدران لتتسع لفيض هواك..
لماذا تسكنك النشوة حين تصب صهارة شوقك
في شريان الوقت؟
لماذا..؟!
يحرقني كبريت الشك
وأرمي كل مفاتيح العمر
لتُصْهَر بين خطوط يديك؟
لماذا يسبقني السطر بنقطة حبر
أرقمها
في كلّ نهاية سطرْ..؟؟
ـ 5 ـ
أبلع كلّ سكاكيني
في اليوم ملايين المرات
عقارب ساعات الغفلة
تلدغ ذاكرتي..
وعلى مزقي ينزف صدري
ينزف صدر الليل ويبلع صمت الفوضى
وعلى شهقات الموت
أفيق وأبوابي مشرعة الجرح
على اللاشيء!!
ويهرب قبْرْ
إنها نتف من ضياء.. وشذرات براقة من حنين وشوق وحسرة؛ حنين إلى أمل لم يتحقق.. وشوق إلى وطن يتمزق، وحسرة على أمة عرب تتفرق! روعة هي كلماتك أخي الحبيب د. عدي.. ومشرقة هي صورك وتطلعاتك.. مع محبتي وتقديري
مرحبا، أستاذي الفاضل عدي
ست نتف من نتف الروح التي باح بها هنا أخي بعذوبة و شجن
يحاكي الروح و الصمت و الحزن و الليل و وحدته... ثم ينهيها بكلمات موشاة بالخوف مخاطبا أباه :
أبدعت أستاذي و لقد كثرت الصور و المعاني الجميلة التي صغتها باتقان فأسعدتنا بها
رغم أن الحزن قد توسد كلماتها، و رغم أنها حكت معاناة شاعر قد نبش الذكرى بعد رحيل أبيه...
و مالي سوى أن أثبتها في فضاء الدار لتمتع المارين بها.
لك تحياتي و مثلها لحرفك الجميل.