لا ترجعــي
يــا هــذه قـولي ولا تــدعي العتابــــا
فــالقلب أدمن مــذ تلاقينـــا العذابــــا
قـد كنت لـي بين الحــروف حكايـــة
تشــدو بهـا الآفــاق وانقلبت سـرابـــا
فتــركتِ قلبــا قــــد أحبــك مخلصـــا
وعبرتِ نحو التيــه لم تخشي عقابـــا
ونســيتِ أنـي مــن وهبتــك خـــافقي
وزرعت فيــك الحـب مؤتلقــا شــبابا
وجعلـت منــك عـروس كل دفــاتري
ووهبتك الدفء الذي غمر الهضابـــا
ورســمت أجمـــل لوحـــة لحكايــــة
مجنونة في العشــق قـد مُلئت رغابـا
وبســطت فيـك البحـر تملـؤه النــــوا
رس مثقـلات بالهوى ســحرا مذابـــا
ونثــرت عمـري فـي هــواك مشــيَّدا
قصــرا منيفـــا يشــتهيك اليــه بـابـــا
أشــعلت فيــه الشـوق شــأن مواقـدي
وجعلتـــه ثوبـــا يبـــادلــك الثيـابـــــا
فخذلتــه ومضى شــــراعك باحثـــــا
في بحر غيري مغرما فهوى وغابــا
مـا نلـتِ غيــر اليــاس والدنيـــا التي
ملأت جيوبكِ بالحصى وهوت شهابا
قــد عـــاد ركبـك متعبــــا متراخيــــا
ونزلتِ أرضا لا تشـاطرك المُصابــا
فاليــوم تفترشين أرضــــــــــي علها
تحنـو عليــك فينتــشي مـا كان غابــا
أيعــود مــا ذبَحَـت يمينـك بالجـــوى
أيعــود حبٌ قـد أنخـت بــه العذابـــا
أيطيـب فيـك العيــش قاتلــة الهـــوى
من بعــد جـرح غـائر فقـد الصوابـــا
لا تفـــرحي فــالقلـب أغلــق بــابــــه
عودي لمن أغـراك وانتزع الثيــــابـا
لا ترجعـي, فلقــد نســـيتُ حكـــايتي
وحدائقا لك في الهوى أضحت يبابــا
لا ترجعي, قــد مـات حبـك في دمي
وصنعتُ نعشــا ما تركت عليـه بابــا