سار عكس التيار وعكس المألوف ... أحبها وهي لا تملك مواصفات الجمال الانثوية ... كانت فتاة عادية بملامح وجهها البريئة... وهو رجل عربي الملامح ؛ مفتول العضلات ؛ لكنه أحب أن يجرب حظه هذه المرة بعلاقة حب وأرتباط مع فتاة صغيرة في العمر طموحها على قدر تفكيرها ومستواها الاجتماعي فهي من عائلة ذو مستوى أجتماعي متواضع؛ قليلة التجارب في الحب والحياة ؛كلما رأها كانت تمتلكه رغبة في أن يُفرغ مشاعره على فمها الصغير ..الذي لا يعرف أحمر الشفاه يومآ...؛ كانت تراقبه من شباك غرفتها خلسة كأي فتاة في تلك المرحلة العمرية ... تخشى من أي حدٍ في عائلتها يراها وهي تراقبه أو تتلصلص على موعد دخوله وخروجه من فيلته الفخمة المقابلة لبيت أهلها.. أُعجبت بطول قامته وأنتفاخ عضلاته ...ترتبك حين تراه ...أحبت طلته وسمرة وجهه أُعجبت به وكأي فتاة تحلم بفارس أحلامها؛ سرحت كثيرآ وحلمت أكثر في اليقظة ...أن ينتشلها من مستواها الاجتماعي وظروف عائلتها الاقتصادية المحدودة...تخيلت حياتها معه كيف ستكون معه وكيف سيعاملها وكيف سينظر اليها .. وكيف ستنتقل الى وضع أجتماعي أفضل مما هي عليه...تأملت مستقبلها كثيرآ رغم بساطة تفكيرها ولكن طموحها لحياة أفضل ..وقبل أن يفاتحها بأي موضوع حب لكن أحساسها كأنثى وبوصلة قلبها ورادار عقلها توجها نحوه... تبادلا النظرات والابتسامات وكأنهما في زمن الحب القديم الجميل زمن الحب العذري... تفاجئت حين رن جرس بيتهم المتواضع ودون موعد مسبق مع والدها .. طلب يدها وتقدم لخطوبتها .. تفاجئوا الاهل .. فرح الجميع... أختلطت دموع الفرح مع دموع المفاجئة وأختلطت الزغاريد بالعبرات ...فلم يخطر على بال أحدهم أن هذا الرجل الميسور الحال أبن الحسب والنسب يتقدم لخطبة أبنتهم ؛وافق الاهل على عجل ودون تفكير ؛لكن شرطهم الوحيد أن تكمل دراستها الجامعية التي لم يتبقى منها الكثير ... أختصروا الزمن وتزوجا زواجآ لم تحلم به حتى في اليقظة.... كان زفافآ أرستقراطيآ ؛بدأت تشق طريق مستقبلها بمساندته له ؛ وهي بدورها بذلت جهدآ غير عادي كي توفق بين دراستها وواجباتها المنزلية وبين حقوق زوجها الشرعية...كان يصيبها الوهن أحيانآ والملل أحيانآ آخرى .... بسبب بعض الصعوبات التي كانت تعترضها الا أنها أصرت على سهر الليالي... وتتحمل أكثر من طاقتها كي لا تفقد وضعها الاجتماعي ولا تفقد دراستها الجامعية...كانت مثل زمبلك الساعة تهتم بكل تفاصيل الفيلا وترفض وجود أنسانة أخرى تساعدها في أمور الفيللا والاهتمام بطفلها الاول أخذ من وقتها الكثير ... فتحت زهرة عيادة أسنان ... وهو مشغول دائمآ خارج البيت في التجارة ولغة الأرقام وحركة البورصة... بعد مرور عام على زواجهما أتسعت المسافة بينهما وتوقفت لغة الحوار وسادت لغة الصمت ... سهرت كثيرآ تنتظره على العشاء....تحملت أسلوبه المتعجرف...ولا يترك مناسبة الا وأن يحسسها بالفوارق الاجتماعية والطبقية بينه وبينها.. تحملت خياناته وعلاقاته النسائية المتعددة؛ حرصت على أن تخفي معرفتها أمامه حفاظآ على كرامتها وسقف بيتها من الانهيار التي طالما حلمت به وحبآ لطفلها أن لايفقد اسلوب الحياة المرفهة.. وأن لا يعيش حياة مبتورة... شكت زهرة لوالدتها من سوء معاملته وخياناته المستمرة وتبدل أسلوب معاملته لها ..وكأي أم رمت باللائمة على أبنتها كي لا توسع الفجوة بينهما ..... ونصحت أبنتها في الحفاظ على بيتها وأطاعة زوجها في كل الظروف... أخذتها بحضنها وخففت عنها وأوصتها بالصبر كما جدتها نصحت أمها بالتحمل والصبر الجميل ...أتسعت الهوة بين زهرة وكمال ؛بدأ يتحجج عليها ويختلق المشاكل ...ووصل به الحال أن يحاربها نفسيآ ؛ يُسطح عقليتها في أي نقاش أذا ما حدث ذلك ...كانت تستغرب وتستهجن أسلوبه لأنه كان دافعآ لنجاحها في حياتها الدراسية والعملية... أنتبهت الى أنحدار مستواه فمن غير المعقول يتغير كمال الذي لم تتعرف عليه كثيرآ قبل الخطوبة أو حتى خلالها.. كبتت أحزانها وكتمت غيضها لأنتقاصه من قيمتها وسخريته من عملها في العيادة ...صبرت وصبرت .. في ليلة ممطرة دخل الفيلا متجهم الوجه عابسآ متنرفزآ ...مستاءآ .... طالبها بغلق العيادة ...وعندما ناقشته أنها تعبت وسهرت وذكرّته بوقوفه الى جانبها ومساندته اليها ؛ وأنها ترى نفسها بعملها وهو ثمرة سهر ليالي وتعب سنين وسنين ... مع هذا أصر على غلق العيادة والتفرغ للاولاد وكلما أطالت بالنقاش معه أصر على موقفه...تفاجئت بعناده المرضي أصبحت تكتشف صفات شخصيته بعد مرور 5 أعوام من حياتهم الزوجية أحست وقتها بأنهم في مفترق طرق... تكرر أهماله لها ولأطفاله ولألتزامه في بيته... أدمن السهر والليالي الحمراء الماجنة مع بائعات الهوى... ولعب الميسر في فنادق الخمس نجوم ...أدمن كمال على كل شئ وهو الرجل الملتزم أبن الحسب والنسب وبشكل مفاجئ وبلا مقدمات أنحدر في سلوكه الاجتماعي ... تهاوى كما تتهاوى الصخور الصغيرة من أعلى قمة الجبل ...لقد فشل في صفقاته ... توقفت زهرة بجدية على حياتهم وما آلت اليه من خراب وفشل وبرود وفتور في العلاقة الزوجية ...قررت زهرة المرأة المخلصة التي حرصت وبشدة أن تكون ملتزمة معه ومع أولادها وبكل تفاصيل حياتهم.... الفيلا كبيرة فخمة بجدران باردة تخلو من الحب والدفئ العائلي بذلت جهدآ كبيرآ في مناقشته على مصير العائلة والحفاظ على سقف البيت...لكن كل محاولاتها الجادة باءت بالفشل الذريع بسبب تعنته؛ أنتظرته تلك الليلة وأعصابها تحترق كما تحترق الأشجار الخضراء بصاعقة سماوية ... فتح باب الفيلا وقف وسط البهو الكبير ... وقفت أمامه وقبل أن تتفوه بكلمة عتاب أو لوم أو سؤال عن سبب أستمراره في السهر الى الساعات الاولى من الفجر ...بادرها كمال وكان متزنآ؛ لك الخيار يا زهرة أما البقاء والاستمرار معي وانا على حافة الهاوية ؛ وأما الأنفصال أنا غير جدير بحبك ووفائك لي يا زهرة ؛وأنت من الآن حرة في حياتك ..أنا فشلت معك وفي حياتي العملية لقد فقدت كل شئ ووقعت في فخ السهر وبائعات الهوى...خذي أولادك يا زهرة وأذهبي الى بيت أهلك وسأحاول أن أبعث اليهم مصروفهم الشهري حبست أنفاسها ل لحظات... تقدمت خطوات مواجهة له ... طوقته بذراعيها ووضعت رأسها على صدره ... تمتمت أنت خياري وحبيبي ورجلي الوحيد .....؛
حبيبة قلبي ؛ سولاف هلال أستاذتي... في رسم الحروف وتشكيلها بروحك الطيبة ...هكذا الحب الحقيقي ينطق بكل القيم السامية التي زُرعت فينا ... نحن حين نحب نختصر العالم في شخص الحبيب ... شكرآ لتعليقك الجميل .. دمت نبعآ للعطاء ..؛...
ألأستاذة عواطف عبد اللطيف ..كلمات معبرة تنم عن سموك .. فالاخلاق الكريمة تجد أستمرارها في المناطق الدافئة للمشاعر هو الحب بكل ما فيه من لذة الوجد والالم ..... دمت نبعآ للعواطف ..؛
كنت أتابعك من أول سطر ولآخر سطر وأنا أسير مع الأحداث خطوة خطوة وأتوقع ما يحدث حسب ما يصوغه خيالي من أحداث قادمة لمعرفتي أن الزمن تغير والوفاء قل وجوده في هذا الزمن فإذا بك فجأة تقلبين أفكاري وتوقعاتي رأسا على عقب بما لم أتوقعه وهذا هو المدهش والرائع في قصتك
يفخر النبع بوجود أديبة لها قلم ينهل من نهر الإبداع
حضرة أستاذي الكبير والاكثر من رائع عبد الرسول معله ..؛
لك مني تحية معطرة بأريج الياسمين ...
ما الذي يمكن أن أسطره من كلمات بعد هذه الشهادة الكبيرة من أستاذ بقامة شموخك ...ماذا يمكن أن أقول ونحن تتلمذنا على يديك في رسم الحروف...
أستاذي الرائع حقآ ... أخجلتني بشهادتك سأعلقها وسامآ على صدري ... شهادتك من أحلى ما قرأت وأفضل دعمآ معنوي ... الف شكر لحضرتك ... سأضع شهادتك نصب عيني في نصوصي القادمة...
تقبل من تلميذتك باقة ورد معطرة بالحب ..؛