قصيدة التجربة المُتخمّرة والذات الناضجة ..
قصيدة الدهشة التي تخبّئ بين كلماتها القليلة الكثير من طاقاتها وكلّما قرأناها ازددنا دهشة لأنها القصيدة الدائمة الإنتاج والمتحركة والقابلة لأيّ زمان
تتولد من ذاتها وتحقق الاستفزاز الذهني والاستنفار العقلي لدى المتلقي ولهذا أطلقت عليها مجازا لقب (القصيدة الحيّة )..
ذهب البعض من الباحثين رغم قلّتهم لأننا لا ندري لماذا ماتزال عيون النقد الأدبي مغمضة عن هذا الجنس الأدبي الراقي والمنتج البالغ النضج
إلى أن أصلها من الشعر الإنكليزي .. ولكن لا يخفى على أحد أنه ومنذ العصر الجاهلي هناك ما يُعرف باسم قصيدة البيت الواحد ..
المتكون من دفقة شعورية واحدة لفكرة واحدة وهذا تماما ماتُبنى عليه القصيدة الومضة .
تكثيف وإيجاز شديدين وإيحاء عالي و إنزياحات شعرية ودلالية واختزال شديد لعدد المفردات فكرة واحدة وتعدد في التفسيرات والاسقاطات .
سنحاول بسلسة من المقالات إلتقاط وتجميع ملامح هذا المنتج الابداعي ..
يقول الصديق الإعلامي والأديب المصري ابراهيم خليل ابراهيم :
(من الجدير بالذكر أن نؤكد على أن الذين يتصدون لكتابة هذه القصيدة يجب أن يتخرجوا أولا من كل المدارس الشعرية المختلفة قديمها وحديثها بدءا من المدرسة العمودية وحتى ما يسمى الآن بقصيدة النثر )
وبالتأكيد أنا أضم صوتي لهذا الرأي فالقصيدة الومضة تعتمد على نضج وغنى التجربة الإنسانية والشعرية لدى الشاعر ولا يخفى على أحد أنه كلما كانت التجربة أكثر غنى ونضوجا كان المنتج الإبداعي فنا كان أم أدبا منتجا كاملا أو بالأحرى أقرب للكمال ..
ويقول صديقيّ الدكتور هايل الطالب والدكتور أديب حسن محمد في كتابهما الذي يُعتبر من أهم المصادر التي بحثت بهذا الشأن :
( على القصيدة الومضة أن تكون قصيدة مكتملة المعنى ، مبتكرة في فضاءات لغتها وذات فكرة متوهجة وتقنيات متداخلة ومتضافرة وتستفيد من أشكال فنية متعددة ( الفن التشكيلي ،الموسيقا ، التصوير السينمائي ، القص ... إلخ )
وعطفا على القول السابق أقول : إن قصيدة الومضة أشبه ماتكون باللوحة الصغيرة وسأفرد مقالا خاصا في وقت قريب حول هذه المقولة وعلاقة الومضة باللوحة التشكيلية وبالذات اللوحة الصغيرة ..فالومضة تكثيف لوني شديد واستنطاق لرموز وعناصر وصور الطبيعة .
قصيدة الومضة أو القصيدة القصيرة كما دعاها البعض قديما .. هي شكلا شعريا أكثر شمولية وتمردا على محدودية الشكل بحد ذاته والوزن والمعايير الفنية والجمالية والتي كانت القصيدة العربية تُعنى بها كثيرا في وقت سابق
فالقصيدة الومضة هي خطاب للذات الإنسانية والعالم الداخلي للعمق الإنساني و هي تحتاج لتُقرأ في أجواء خاصة وتتطلب نباهة عالية من المتلقي وفطنة وذكاء شديددين من الشاعر ..
ألوعي العالي .. كريم سمعون .. تحية وإكبار
ليس غريباً على شاعر مدجج بالمعرفة أن يعتلي المفازات ، ليعلن عن جنس أدبي مغبون ، دراسياً.
وعندما عرَّجتَ على قضية كبيرة في الشعر التي هي قصيدة الومضة ، فأنك تقول دعونا نستذكر ، ونجدد.
فالوجدان الشعري أصلاً مبني على البريق أو الوميض .. ومن لايمتلك أدوات الشعر بكفاءة ، سيخذله نص الومضة تماماً .. فـ ( لايؤخذ التجيد إلا من فتى .. دَرَسَ القديم حواشياً ومتونا ).
ورحم الله الشاعر محمد سعيد الحبوبي الذي قال ( مالتْ فقلت يابانة اعتدلي .. وإن جُبلت على التعطاف والمَيَلِ ) .. حيث اختزل دفقاً شعرياً ببيت واحد، و هو شاهد من القرن العشرين.
وقصيدة الومضة غير مستحدثة .. فهنالك ماكان يسمى بـ ( بيت القصيد ) الذي يضمِّنه الشاعر في مطولته ، كي يقول فيه كل مغزاه ،
وهو يسمى بالــ ( هاييكو ) في الشعر الصيني.
والـ ( دارمي ) في الشعر الشعبي العراقي أحد الأدلة الرائعة على كفاءة بيت الومضة.
لك محبتي أيها الجميـــــل.
ألوعي العالي .. كريم سمعون .. تحية وإكبار
ليس غريباً على شاعر مدجج بالمعرفة أن يعتلي المفازات ، ليعلن عن جنس أدبي مغبون ، دراسياً.
وعندما عرَّجتَ على قضية كبيرة في الشعر التي هي قصيدة الومضة ، فأنك تقول دعونا نستذكر ، ونجدد.
فالوجدان الشعري أصلاً مبني على البريق أو الوميض .. ومن لايمتلك أدوات الشعر بكفاءة ، سيخذله نص الومضة تماماً .. فـ ( لايؤخذ التجيد إلا من فتى .. دَرَسَ القديم حواشياً ومتونا ).
ورحم الله الشاعر محمد سعيد الحبوبي الذي قال ( مالتْ فقلت يابانة اعتدلي .. وإن جُبلت على التعطاف والمَيَلِ ) .. حيث اختزل دفقاً شعرياً ببيت واحد، و هو شاهد من القرن العشرين.
وقصيدة الومضة غير مستحدثة .. فهنالك ماكان يسمى بـ ( بيت القصيد ) الذي يضمِّنه الشاعر في مطولته ، كي يقول فيه كل مغزاه ،
وهو يسمى بالــ ( هاييكو ) في الشعر الصيني.
والـ ( دارمي ) في الشعر الشعبي العراقي أحد الأدلة الرائعة على كفاءة بيت الومضة.
لك محبتي أيها الجميـــــل.
نعم سيدي القدير أشكر إضافتك الهامة جدا بذكر ( الـ هاييكو) والدرامي العراقي
قد توجد ثمّة فروق ولكن هذا دليل على قدم هذا الجنس الأدبي
وحتى الآن بالإمكان كتابة الومضة كبيت شعر موزون أو قصيدة تفعيلة أو قيدة نثر
أشكر مرورك وإضاءة على هذه الملامح سيدي لقلبك السرور والفرح
ولك مطلق محبتي أيها المعلّم الكبير
التوقيع
أنا شاعرٌ .. أمارس الشعر سلوكا وما أعجز .. أترجمه أحرفا وكلمات لا للتطرف ...حتى في عدم التطرف
ما أحبّ أن نحبّ .. وما أكره أن نكره
كريم سمعون