سنكون معكم إن أبقانا الله في 235 آية وتفسيرها باختصار وهي تعني يوم القيامة
1- لفظة اليوم وقد جاءت 35 مرة في 34 آية.
2- لفظتي يوم ويومئذ:
• وقد تكررت لفظة (يوم) 145 مرة في 143 آية.
• أما لفظة (يومئذ) فقد تكررت 60 مرة في 59 آية.
هذا من كتابي ( اليوم الموعود والأعضاء شهود ) وهذه مقدمته
الحمد لله حَقَّ حمده.. والصلاة والسلام على من لا نبي من بعده، وعلى آله الأطهار، وصحبه الأبرار، والتابعين لهم باحسان إلى يوم الدين..
وبعد ..
{ وما قدروا اللّه حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون}.
سمى الله ذلك اليوم الذي يحل فيه الدمار بهذا العالم، ثم يعقبه البعث والنشور للجزاء والحساب بأسماء كثيرة، وقد اعتنى جمع من أهل العلم بذكر هذه الأسماء: ونحن إذ نستعين بما ذكر ونزيد عليها من خلال بحثنا في القرءان الكريم ما استطعنا من أسماء لذلك اليوم الذي تُبدل فيه الأرض غير الأرض والسموات.
قسمنا هذا الكتاب الى سبعة مباحث وكل مبحث يتضمن اسم واحد أوأكثرمن أسماء يوم القيامة، وقد جئنا بالآيات التي تخصها والدالة على موضوع بحثنا ثم اعتمدنا بعد القرآن الكريم على كتب المفسرين مثل: (الطبري، الزمخشري، الرازي، القرطبي، الأندلسي، ابن كثير، الشوكاني، الآلوسي، والشعراوي) وبعض تفاسير الآيات نسخناها بتصرف.
آ- المبحث الأول: تضمن لفظي (يوم الدين واليوم الآخر )
• تكررت يوم الدين في 13 آية
• تكررت لفظة الدين في أربع آيات
• وتكررت لفظة اليوم الآخر في 26 آية
ب- المبحث الثاني: تضمن ألفاظ (الآخرة والدار والدارالآخرة) وقد تكررت الآخرة 55 مرة في 54 آية أما الدار فجاءت في تسع آيات بينما الدار الآخرة في سبع آيات.
ج- المبحث الثالث: تضمن لفظة (يوم القيامة) وقد جاءت في 69 آية.
دـ- المبحث الرابع: وقد تضمن (الساعة) وقد تكررت لفظة الساعة 36 مرة في 33 آية واحدة منها تعني الوقت.
هـ- المبحث الخامس: وقد تضمن لفظة اليوم وقد جاءت 35 مرة في 34 آية.
و- المبحث السادس: وقد تضمن لفظتي يوم ويومئذ:
• وقد تكررت لفظة (يوم) 145 مرة في 143 آية.
• أما لفظة (يومئذ) فقد تكررت 60 مرة في 59 آية. إثنان منها جاءت ( يومِئذٍ ) بكسر الميم في الآية 66 و11 من سورتي هود والمعارج.
ز- المبحث السابع: وقد تضمن الأسماء الأخرى ليوم القيامة وقد جاءت في 46 آية مثل: الميعاد، يوم الحساب، الفصل، البعث، الخروج، التلاق، الآزفة، الحسرة، الخلود، الوعيد، التناد، الفتح، اليوم الموعود، يوم الجمع، يوم التغابن، القارعة، الغاشية، الحاقة، الصاخّة، الْبَطْشَةَ الْكُبْرَىٰ، الطَّامَّةُ الْكُبْرَىٰ، الْغَاشِيَةِ والْوَاقِعَةُ.
انه يوم عصيب كما قال تعالى:{فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ * فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ} . يوم يقرع أسماع أصحاب القبور، فينتفضون من قبورهم، مبهوتين، شعث الرؤوس، غُبْر الأبدان، قد أفزعتهم الصيحة، وأزعجتهم النفخة، وقد صوّر القرآن هذا المشهد تصويرا بليغاً، فقال سبحانه: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُم مِّنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ}، فهو حدث عظيم، وأمر جلل، كيف لا وهو مقدمة وبداية ليوم القيامة، الذي تشيب فيه الولدان، و{يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ} .
وقد أوكل الله عز وجل أمر النفخ في الصور لإسرافيل عليه السلام، وهو من الملائكة العظام، ومنذ أن أوكل بذلك وهو متهيئ للنفخ فيه، وكلما اقترب الزمان ازداد تهيؤه، قال صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم: (كيف أنعم، وقد التقم صاحب القرن القرن، وحنى جبهته، وأصغى سمعه ينتظر أن يؤمر أن ينفخ فينفخ، قال المسلمون: فكيف نقول يا رسول الله: قال: قولوا حسبنا الله ونعم الوكيل، توكلنا على الله ربنا) رواه الترمذي وحسنه.
وينفخ في الصور نفختان: النفخة الأولى، وتسمى: نفخة الصعق - الموت - وهي المذكورة في قوله تعالى: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاء اللَّهُ.... } . وبسماع هذه النفخة يموت كل من في السموات والأرض إلا من شاء الله أن يبقيه.
قال صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم: (إن الناس يصعقون، فأكون أول من يفيق، فإذا موسى باطش بجانب العرش، فلا أدري أكان فيمن صعق فأفاق قبلي، أو كان ممن استثنى الله ).
وتأتي هذه الصيحة على حين غفلة من الناس وانشغال بالدنيا، كما قال تعالى: {مَا يَنظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ * فَلَا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلَا إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ} .
أما النفخة الثانية فهي نفخة البعث، وهي المذكورة في قوله تعالى: { ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُم قِيَامٌ يَنظُرُونَ} .
وهي صيحة توقظ الأموات مما هم فيه، ثم يحشرون بعدها إلى أرض المحشر، وهذه النفخة هي المقصودة بقوله تعالى: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُم مِّنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ} .
إن الساعة آتية لاريب فيها وانها حق، وأنه سيأتي يومٌ تعلمُ فيه كل نفس ما كسبت وما أحضرت وما قدمت وأخرت، فإذا تأملنا كثيراً من الآيات نلاحظ أن الله تبارك وتعالى يقول: {وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا} .
سيرى كل إنسان أعماله يوم القيامة تعرض أمامه ليراها رؤية يقينية: {وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا} أي سوف يحضر الله تعالى هذه الأعمال ويضعها أمام هذا الإنسان ويراها.
{وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَىٰ شَهِدْنَا أَن تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَٰذَا غَافِلِينَ } وهنا ربنا يحاجج الخلق حيث شهدوا على أنفسهم يخص الغافلين في الأولى والكافرين في الثانية {يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَٰذَا قَالُوا شَهِدْنَا عَلَىٰ أَنفُسِنَا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ } .
هذا هو اليوم الموعود حيث يكتمل النصاب وتعقد المحكمة الإلهية وتختم أفواه الكفار والظالمين { الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَىٰ أَفْوَاهِهِمْ } لتكون الحجة قوية بشهادة الأعضاء{وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ } ويقول تعالى ايضاً في الآيتين من سورة فصلت {حَتَّىٰ إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}.
قَالَ أَبُو بَكْرٍ الْأَصَمُّ: فِي صِفَةِ الشَّهِيدِ أَنَّهُ تَعَالَى يُنْطِقُ عَشَرَةً مِنْ أعضاء الإنسان حتى إِنَّهَا تَشْهَدُ عَلَيْهِ وَهِيَ: الْأُذُنَانِ وَالْعَيْنَانِ وَالرِّجْلَانِ وَالْيَدَانِ وَالْجِلْدُ وَاللِّسَانُ . {يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } هذا حال الكفار والمنافقين يوم القيامة حين ينكرون ما اجترحوه في الدنيا ويحلفون ما فعلوه، فيختم اللّه على أفواههم ويستنطق جوارحهم بما عملت.
ولذلك فإن الله تبارك وتعالى قال في آخر آية نزلت من القرآن: {وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ} .
ويقول عز وجل: {وَإِنَّهُ) أي القرآن {لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ} ، وكل شيء سيشهد علينا وينطق.
عن أنَس بن مالك رضي اللّه عنه قال: كنا عند النبي صلى اللّه عليه وسلم فضحك حتى بدت نواجذه، ثم قال صلى اللّه عليه وسلم: ((أتدرون مم أضحك؟)) قلنا: اللّه ورسوله أعلم، قال صلى اللّه عليه وسلم: ((من مجادلة العبد ربه يوم القيامة، يقول: رب ألم تجرني من الظلم؟ فيقول: بلى، فيقول: لا أجيز عليَّ إلا شاهداً من نفسي، فيقول: كفى بنفسك اليوم عليك حسيباً، وبالكرام الكاتبين شهوداً، فيختم على فيه، ويقال لأركانه: انطقي، فتنطق بعمله، ثم يخلى بينه وبين الكلام، فيقول: بعداً لكُنَّ وسحقاً، فعنكن كنت أناضل)) .
ولقد راعيت في كتابي هذا أن أنسب الأقوال إلى قائليها، مع عزو الآيات القرآنية إلى سورها، مع ذكر من خرّج الأحاديث النبوية الشريفة، وما فاتني من ذلك فهو محض سهو وليس قصداً.
فهذا هو عملي - وهو جهد المقل –، ويعلم الله أنني لم أدخر وسعاً، ولا جهداً، ولا وقتاً في سبيل أن يأتي هذا العمل على خير صورة وأفضل وجه، فإن كنت قد أصبت فهو من عظيم فضل الله تعالى ومنته عليَّ، وهو من توفيق الله تعالى فله الحمد، وإن كانت الأخرى فمني وأستغفر الله، وحسبي أنني بذلت ما أستطيع داعياً الله سبحانه أن يكون هذا بذرة خير وقربة له، وأن يثبت قدمي على طريق دينه وعلمه وخدمة شريعته، فذلك هو غرضي المأمول وهدفي المنشود، والله من وراء القصد.
اللهم انا نسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة، اللهم انا نسألك العفو والعافية في ديننا ودنيانا، واهلنا ومالنا، اللهم استر عوارتنا، وآمن روعاتنا، اللهم احفظنا من بين يدينا ومن خلفنا، وعن ايماننا وعن شمائلنا ومن فوقنا، ونعوذ بعظمتك أن نغتال من تحتنا.
اللهم استرنا فوق الارض و تحت الارض و يوم العرض وصلِّ اللهم على سيدنا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه وسلِّم.
شاكر السامرائي
التوقيع
[SIGPIC][/SIGPIC]
آخر تعديل شاكر السلمان يوم 08-16-2017 في 04:45 PM.