خرجت عن المجرة للشاعر الكبير / محمد الفراتي " رحمه الله " و هو من أبناء القرن العشرين و لم يذكر في تاريخ مدينة دير الزور أحدٌ قبله نظم شعراً عمودياً باللغة الفصحى خـرجـتُ عــن المـجـرّة مُستحِـثّـاً=قُوى روحي لتسرعَ فـي المسيـرِ فجـدَّتْ بــي وقــد لمـحـتْ سَديـمـاً=يُرى كالغيم من «ذات الشعـور» وطـارتْ ألـفَ عــام وهــيَ بــرقٌ=وأعـيـاهــا مــــدى ذاك الـعـبــور رأتْ مـا لا تـرى عيـنُ ابـنِ أنثـى=وإنْ جَهَـدتْ علـى كــرّ العـصـور رأتْ ما ليس يُحصى من شموسٍ=تَـحَــرَّك كـالـرحـى بِـيَــدَيْ مُـديــر تَـدَحــرجُ كـالـكـراتِ بـصـولـجـانٍ=خـفـيٍّ فـــي يـــد الـمَـلِـك الـقـديـر وقـــد تـبــدو تـوابـعُـهـا فـتـحـكـي=فَـراشـاً حــام حــول كُــرات نــور غـريـبٌ أمــرُ هــذا الـكـون إنـــي=لَيعـجـزُ عــن تـصـوّره شـعــوري فـلـو أُعـطِـيـتُ قـــوّةَ ألـــفِ روحٍ=وطِـــرتُ هــنــاك آلافَ الــدهــور لما أدركـتُ كـم فـي الكـون يُلْفـى=سديـمٌ وانكـفـأتُ عـلـى غــروري وعن ذاك السديم خرجـتُ أهـوي=إلـــى سُـــدُمٍ كـأمــواج الـبـحــور تُـــــدوِّم بـالـفـضــاء مـبـعــثــراتٍ=هـنــا وهـنــاك تـبـعـث بـالـحَـرور ولـولا النـورُ يدفـئ كـنـهَ روحــي=إذاً جــمــدتْ بــبَــرد الـزمـهـريــر بـعـدتُ عــن السـديـم أشــدَّ بـعـداً=إلــى أن جــزتُ أمـــواجَ الأثـيــر فلـم أبـصـرْ مــن الأكــوان شيـئـاً=يُـعَــدّ مــــن الطـبـيـعـة كالـنـقـيـر ســوى نــورٍ ولا كـالـنـور يُـلْـفَـى=تراءى لي فضاعفَ من سروري