ديوان الشاعر / فراس عضيبات

استبداد

ارفَعي الآنَ فوقَ رأسي عصاكِ=مَنْ سِواهُ تَغتالُهُ عَيناكِ؟
واشتُميني بِصمتِكِ المُستبدِّ=دونَ حرفٍ تقولُهُ شَفَتاكِ
واستَمِرِّي بطَعنِ نَفسي لِنَفسي=واصرَعيني مِن دونِ أيِّ اشتباكِ
واشعُري أو لا تَشعُري بأَنيني=هَل يُفيدُ الأنينُ بَعدَ الهَلاكِ؟
أَستَحِقُّ الذي جَرى لي فَقَلبي=رُبَّما يَنساني ولا يَنساكِ
وحُروفي وَهْمٌ إذا لَم تَرَيها=وعُيوني عَمياءُ حَتَّى تَراكِ
دَمَّرَتْنِي عَواطِفي ..دمَّرَتني=نَظَراتي إِلى انسيابِ خُطاكِ
أَوقَعَتْنِي شِبَاكٌ عَينَيكِ أنتِ=بِغَرامي؟ أَم أوقَعَتنِي شِباكِي؟
أَناْ أَعطانِي خالِقي أَلفَ قَلبٍ=مِن حَنينٍ فَلَيتَهُ أَعطاكِ
حَيَّدتْني كَآبتي وهُمومي=عَن طَريقِي وأَنتِ ماذا دَهاكِ؟
ما كَفاكِ اعتِلالُ عَقلي وقَلبي=مَنْ تُرى غَيرَ اللهِ يُرضي هَواكِ؟

فراس عضيبات
7/11/1997

أهلا بكم ... أقدم لكم هذه القطعة والتي هي عبارة عن مشهد من قصيدة بعنوان (مشاهد من طقوس الحب)

صوتُكِ الذائبُ في الأَسلاكِ قَد جاءَ شَهِيّا=
جاءَ منقوشاً على الآهاتِ مُحتاراً إليّا=
نَفَخَ الريحَ على جَمرَةِ شَوقي وتَفَيّا=
وبَدَتْ مِنهُ مَواعيدُ الهوى في ناظِرَيّا=
إذْ أتَتْ مِن شَفَتَيكِ.. وفَشَتْ في أُذُنَيّا=
صوتُكِ الساحِرُ أشقانِي ومَا كُنتُ شَقِيّا=
لَعِبَتْ أَنغامُهُ في عَطَشِ القَلب لَدَيّا=
نَزَعَتْ مِنِّي فَتيلَ الحبِّ إِذْ كان عَصِيّا=
أَغلِقِي سَمّاعَةَ الهاتِفِ إن شئتِ عَلَيّا=
إنَّني ما زِلتُ في الحُبِّ غُلاماً بَدَوِيّا=
ولَقدْ أَعطَيتِني مِن صَوتِكِ الشيءَ الخَفِيّا=
وتَرَكتِ الشوقَ في قَلبي لَهيباً أَبَدِيّا=
فَاحذَري أَن تَحسَبي هذا اتِّصالاً هاتِفِيّا=

فراس عضيبات
مارس 1999

جميل عليك الثوب

جميلٌ عليك الثوبُ يا مَيُّ إنَّني=سَبَتني ثنايا الثوبِ والقدُّ مائِلُ
جميلٌ عليكِ الثوبُ لمَّا لَبِستِهِ=كَزَهرٍ إذا ما مسَّهُ القَطرُ يذبُلُ
جميلٌ عليكِ الثوبُ والفكرُ شارِدٌ=كأَنِّي بِعِطرِ الثوبِ يا ميُّ أثمَلُ
جميلٌ عليكِ الثوبُ إنَّ خُيوطَهُ=مِنَ الرِّقَّةِ الأَصفى بِخَدَّيكِ تُغزَلُ
جميلٌ عليكِ الثوبُ غَطَّى مَحاسِناً=أحارُ بِها إِنِّي منَ الوَصفِ أخْجَلُ
جميلٌ عليكِ الثوبُ عِندَ احتفالِهِ =بِحُسنِكِ حِيناً إِنما أَنتِ أَجمَلُ

فراس عضيبات
8/11/1995

بكاء على منظر الدموع


بَكيتُ وأَعرفُ أَنِّي عديمُ البُكاءْ
وأَنّي كثيرُ القصائِدِ والذِّكرياتِ
قليلُ الكلامْ
وأَعرِفُ أَنّي كَثيرُ الشقاءْ
ولكنَّ حُزني يَظَلُّ حبيساً بصَدري
ولا أَذرِفُ الدَّمعَ إلا عَلى شَكلِ حِبرٍ يُحَدِّثُهمْ عَن غَرامي
عَلى رَغمِ أَني عَديمُ البكاءْ
بَكيتُ كَثيراً
لأَنّي رَأيتُ دُموعي تَسيلُ أمامي

فراس عضيبات
15/11/1997

أيّ حب

قلمي اليومَ شدني للقوافي=إنني اليومَ لا أُحِبُّ المُزاحا
قُلتُ أنَّى لِمِثْلِنا يَتَنادى=لِهُمومٍ ثَقيلةٍ لَنْ تُزاحا
فَزماني الذي تَهادى لِعِشقي=أَخَذَ الصَفْوَ مِن دمي واستباحا
لَيتَهُ إِذْ سرى بِلَيلَةِ حُبّي=أَخذَ الأَمسَ ليلَتي والصّباحا
ذِكرياتي.. مَاذا بِها ذِكرياتي؟=هِي وَهْمٌ أشقى دَمي واستَراحا
كَيفَ أَحببتُ؟ كيفَ غَنَّتْ سَمائي؟=كَيفَ قلبي بِسِرِّهِ الحُلوِ بَاحا؟
كُنتُ أَلقى حَبيبَتي كُلَّ يَومٍ=حَولَ جِيد الزَّمانِ لَمَّا أراحا
كَوِشاحٍ خُيوطُهُ مِن عُروقي=أينَ ألقى حَبيبتي والوِشاحا؟
هِيَ وجهٌ جَمالُه كان مِنِّي=وتَلَفَّتُّ نَحوَهُ فَأَشاحا
هِيَ طَيرٌ وَجَدتُّهُ في سَمائي=ساكِناً فاستَحَلَّ رُوحي وراحا
لاحَ حُبي بِحُلْكَتي لِثَوانٍ=أينَ وَجهي مِنَ الذي كانَ لاحا؟
أيَّ حُبٍّ هذا الذي كُنتُ أرجو؟=أيُّ حَربٍ ومَا مَلَكْتُ السلاحا؟
أَأَمانٍ؟؟ وهَلْ أَرَدتُّ الأماني؟=أَم جهادٌ ومَا رأيتُ النجاحا
أم ذُنوبٌ حَمَّلتُها وَرَقاتي=في اللّيالِي فأَنجَبتْها سِفاحا
مالَنا كُلَّما عَشِقنا وَجدنا=في الهَوى إِمّا لُعبَةً أو كِفاحا؟
كلُّ حَرفٍ أَودَعْتُهُ مُقلَتَيها=صارَ دَمعاً بِمُقلَتي وجِراحا
كلُّ حرفٍ أسكنتُهُ شَفَتَيها=صار نَاراً أَكُولَةً ورِياحا
إِنْ تَكُنْ أَغلَقَتْ بِوَجْهِيَ باباً=قَد طواها ولَمْ تَفُكَّ السراحا
فَلَدى الحُبِّ فِي جِنانِ حَياتي=أَلفُ بابٍ تُريدُ مِنِّي افتِتاحا

فراس عضيبات
19/12/1995

حَديثُكِ الجَميلْ أَعادَ جمرَ الشوقِ مِن تَحتِ رَمادِ الذكرياتْ أخرَجَ ذِئبَ الحبِّ مِن مَخبَئِهِ أَيقَظَهُ مِن نَومِهِ الطويلْ *** حَديثُكِ الجَميلْ سَحابَةٌ مِن قِطَعِ الحلوى أَتَتْني... أَمطَرَتْ في جَسَدي حُلْوَ المَعاني... إِنَّني أَخافُ أَن يَرتَفِعَ السُّكَّرُ فِي دَمِي... وَلا يَقوى عَلَيهِ الجَسَدُ النَّحيلْ *** حديثُكِ الجميلْ أَربَكَني غَيَّرَ تَرتيبَ حُروفي... ومَواعِيدَ ضُيوفي... جَعلَ الليلَ نهاراً في زَوايا مَنزِلي جَعَلَنِي أَقولُ للناسِ كثيراً مِن كلامي دونَ أَن أُدْرِكَ ما أَقولْ *** حَديثُكِ الجَميلْ أَثارَ فِي خَيلِ القوافي نَشوَةً فَانطَلَقَتْ كَالرِّيحِ تَعدو فَوقَ أوراقِ المَعاني... وَتُغَنِّي مِن جَديدْ اللهَ يا سَيِّدَتي ما أَجمَلَ الصَّهيلْ

فراس عضيبات
في 17/12/2009

مطر ودموع

تبكي وتبكي غيومُ الليلِ والسهَرِ=فَيَمرَحُ الحزنُ بَينَ الدَّمعِ والمطرِ
لَرُبَّما ثارَ بي شوقٌ إلى وَطَني=وَرُبَّما ثارَ بي شوقٌ إلى السَّفَر
لَرُبَّما ثارَ زِلزالٌ بِقافِيَتي=ورُبَّما نامَ بُركانٌ عَلى وَتَري
تَبكِي فَتَغرقُ آهاتٌ بِمُقلَتِها=حَتّى تَفيضَ على خدَّينِ كالسَّحَرِ
صوتُ الشِّتاءِ دُفوفٌ تَشتَكي أَلماً=وصَوتُها أَنَّةُ النَّاياتِ في ضَجَرِ
كُفِّي دُموعَ الجوى يا خَيرَ باكِيَةٍ=لا تَبْحَثي فيَّ عَن شَوكٍ ولا زَهَرِ
قَلبي أَنا مِثلُ صيَّادٍ بِلا شَبَكٍ=أَلقَى بِأَحلامِهِ يَوماً إلى النَّهَرِ
عادَتْ إِليهِ خيوطُ الحُلْمِ فارِغَةً=تَشكُو إِليهِ لظَاها وَهوَ في سَقَرِ

فراس عضيبات
في 1/7/2003

اصوات خطى على الدرب الوحيد

وقَد تَتَسرَّبُ الآهاتُ مِن وَقتي وأسهرُ مَعْ نسائِمِها ويُصبحُ حاضِري أمساً ويبكيني غَدي... لا ينبغي لزُهورِ هذا العمرِ أن تَذبلْ وقَد تحنو لِبعضِ الوقتِ أشيائي فتُعطيني مَعانيَها وتدعوني لأنْ أرتاحَ فيها لحظةً أخرى ولا أفعلْ تُمزِّقُني رِياحُ البحر في عَينَي حبيبَتيَ الجديدةِ دونما سببٍ لأنَّ الحبَّ في عَينَي حبيبتيَ الجديدةِ... مُرُّهُ أحلى مِنَ التحديقِ في الماضي عيونُ حبيبتي عَن كلِّ معنى قَد عَرَفتُ الأمسَ تُبعِدُني ومِن كُلِّ الورودِ المستحيلةِ في خفايا وَحدتي... أشواكُها أجملْ سماءُ حبيبتي تَهفو إلى أَرضي وأرضُ حبيبتي تهفو إلى بَحري وبحري رائعٌ... لولا جفافُ الرملِ في شُطآنهِ... وحبيبتي... تُلقي عَلَيَّ جوابَها دَوماً وأُدركُ أَنني لم أُشعِلِ النيرانَ في فَمِها, ولَمْ أسألْ إذا يوماً دعوتُ الحبَّ أن يرتاحَ في قلبي ولَم يَفعَلْ سأَغرَقُ في بِحارِ الذكرياتِ وسيرَتِي الأُولى لأُخرِجَ قطرةً من غَيمةِ الماضي وإِذْ بِحَبيبَةٍ... لا ينبغي لزُهورِ هذا العمرِ أن تَذبلْ

فراس عضيبات
11/9/1998

حكاية صورة

أَمِنْ رَوعَةِ الأَشواقِ أَم لَوعَةِ الوَجْدِ=سَرَتْ هذهِ الأَنسامُ لِلشَّامِ مِن نَجْدِ
رَأَتكِ عُيونِي مِثلَما قَد وَعَدتِّنِي=وكانَ الوفا بالوَعدِ أَحلى مِنَ الوعدِ
طَرِبتُ وأَشجاني وغَرَّد في دَمي=حَديثُ التَّناجِي بَينَ كَفِّكِ والخدِّ
رأَيتُ بِعَينَيكِ اللياليْ تَطاوَلَتْ=لأَشْهَد فِيها لُعبَةَ النَّومِ والسُّهْدِ
تُطِلانِ مِن فَوقِ الخُدودِ بِرِقَّةٍ=عَلى الشَّفَتَينِ الرَّبْوَتَينِ مِن الشَّهدِ
فَعَلْتِ بِقَلبي فِعلَةَ السُّهدِ بالكَرى=فَرِفقاً بِهِ مِن هذهِ الفِعلَةِ العَمْدِ
كَأَنَّكِ سَيفُ الحُسنِ يَلمَعُ حَدُّهُ=وَقَد مَلَّ هذا السَّيفُ مِن ظُلْمَةِ الغِمْدِ
وصَارَت قوافِي الشِّعرِ تَأتِي لِنَظرَتي=وتَأْخُذُني أَخذاً عَزيزاً بِلا رَدِّ
وأَصبَحَ بَعدَ البَرقِ يَشتاقُ مَسمَعي=لأَنْ تَشرَبَ الآذانُ مِن صَرخَةِ الرَّعدِ
إِلى أَن سَمِعتُ اليومَ صَوتَكِ هادِئاً=بِقَصدٍ يُمَنِّي صَبْوَتي وبِلا قَصدِ
وأَصبَحتُ لا أَدري عَن القَلبِ مَا بِهِ=تُرى رَوعَةُ الأَشواقِ أَم لَوعَةُ الوَجدِ

فراس عضيبات
23/12/2009

أحلى جواب

أُحبُّكِ بَعدَ الغيابْ أُحبُّكِ قبل الغِيابْ أُحِبُّكِ عِندَ ارتِعاشِ الشِّتاءِ .. وعِندَ التِماعِ السَّرابْ أُحبِّكِ عِندَ بروقِ اللآلي وعِندَ احمرارِ الترابْ وعِند هَديلِ الحمامِ وعِندَ عِواءِ الذِّئابْ أُحبُّكِ عِندَ بِناءِ الثِّيابِ عَليكِ .. وعِندَ انهِيارِ الثِّيابْ أُحبُّك في راحَةِ البالِ .. في لَحَظاتِ العَذابْ على شَاطئِ البَحرِ هاجَتْ دِمائيَ حُبّاً وأَبْحَرْتُ في مُقلَتَيكِ أُحبُّكِ .. لا تَترُكيني أُلَمْلِمُ شَوقي وَحيداً وأهْرُبُ مِنكِ إِلَيكِ تَعالَي وظَلِّي بِقُربي حَلَفتُ بِإِسمِ الوَفاءِ عَلَيكِ تَعالَيْ فَقَلبي عَلى جَمرَةِ الشَّوقِ ذَابْ أَنا قَدْ سَأَلْتُ الأَماكِنَ عَنكِ وكانَ سُؤاليَ حُلواً ولكنَّ عَينيكِ أَحلى جَوابْ

فراس عضيبات
في 15/5/1998