ضعف المعرفة بالنفس وبالعلاقة مع الآخرين، يعد من أكثر الأخطاء شيوعا، والتي يرتكبها العديد من الناس طوال فترات حياتهم، رغم أنها تعد السبب الأساسي للكثير من المشاكل والمعاناة.
ويوجد الكثير من الأخطاء الشائعة التي ترتكب يوميا، وتؤثر سلبا على الحياة بشكل عام، ويحتاج الفرد للمزيد من الجهد، لفهم طبيعة أثرها حتى يتمكن في المستقبل من تجنبها، ومن هذه الأخطاء:
- عدم الاعتراف بالخطأ: يعد هذا التصرف من أكثر الأخطاء شيوعا بين الناس. فمثلا عندما تقع مشكلة ما، فإن الفرد وعلى الفور يبدأ بمحاولة نفي مسؤولية وقوع المشكلة عن نفسه، ويبدأ أيضا بتوجيه اللوم للآخرين وللظروف، في محاولة لإقناع النفس بأنه ليس سببا فعليا للمشكلة.
ويعود السبب لهذا التصرف إلى مشاعر الغضب والعواطف السلبية التي يشعر بها الكثير من الناس، علما بأن الاعتراف بالمسؤولية عن خطأ ما يريح المرء من عناء إجهاد العقل بالتفكير بإيجاد طرق لإخفاء الحقيقة، الأمر الذي يمكن أن يصيب المرء بالكثير من الأمراض الناتجة عن توتره وقلقه.
- تفريغ شحنة الغضب على من حولنا: تمر بعض الأيام العصيبة التي تعرض الفرد للتوتر والغضب، لكن لا يمكن اعتبار هذا الأمر عذرا، ليقوم الشخص بتفريغ غضبه على من حوله، من دون أي ذنب اقترفوه.
- إنفاق المال برعونة: رغم حصول الكثير من الناس على دخل محدود، إلا أننا نجد بأن بعضهم لا يستطيع مقاومة الذهاب للتسوق أو لتناول وجبة الغداء في أحد المطاعم الراقية، ويبدأون بالندم عندما تأتيهم فاتورة الحساب ليكتشفوا أنهم مضطرون لترك الكثير من الأساسيات التي يحتاجونها خلال الشهر، لتعويض تلك الفاتورة الباهظة.
- قضاء الكثير من الوقت أمام شاشتي الحاسوب والتلفزيون: إن التسلية التي تقدمها شبكة الإنترنت، يمكنها أن تستحوذ على جل وقت الفرد، من دون أن يشعر بأنها قد تكون تشتت انتباهه عن أمور أخرى أكثر أهمية. لكن المشكلة أنه وبمجرد جلوس الفرد أمام الشاشة، فإنه يجد صعوبة لتركها.
- الخوف والقلق خشية حدوث أمر سيئ: إن زيادة الحرص على حماية النفس من احتمالية حدوث أي مكروه، يجعله غير مؤهل لتجاوز مشاكله الحياتية. لكن يجب على الفرد أن يدرك بأن الحياة عبارة عن خليط من السعادة والشقاء، ويجب معرفة بأن المشاكل التي تعترضنا تقوم بمنحنا القوة اللازمة لمواجهتها، فضلا عن أنها تمنحنا صفة التواضع، وتجعلنا أكثر ارتباطا بمن هم حولنا. إن الفرق بين الشخص السعيد والشخص المكتئب، هو أنه ورغم تعرض كليهما لمشاكل مختلفة، إلا أن الأول يواجه مشاكله بتحد، بينما الثاني يشعر بالخوف منها.
- اهتمام المرء الزائد بماضيه ومستقبله: يمضي البعض وقته بالتفكير بأحزان الماضي، أو بالخشية مما يحمله المستقبل من مجهول، الأمر الذي يؤدي إلى إفساد الحاضر الذي نعيشه، رغم أن الحاضر هو أهم ما ينبغي الاهتمام به.
- إعطاء النصائح لمن لم يطلبها: اعتاد البعض على تقديم النصح لزملائهم في العمل وأفراد عائلاتهم، وللناس بشكل عام. لكن هذه العادة غالبا ما تؤدي لسوء فهم بين مقدم النصيحة ومن يتلقاها، وذلك لكون الناس لا يرغبون بالاستماع إلا لنصيحة من يثقون به. لذا يجب على الفرد أن يدرك بأنه ليس الوحيد الذي يمكنه تقديم النصح للآخرين.
- عدم الصبر والرغبة في الحصول على نتائج سريعة: في بعض الأحيان يجد الشخص بأن محاولاته لتحقيق أمر ما لم تنجح بالشكل الذي كان يطمح إليه. وهنا يفقد ثقته بنفسه، ويرفض تكرار المحاولة مرة أخرى. ورغم أن الجميع يطمح بأن يحصل على نجاحات سريعة في كافة المجالات التي يخوضها، لكن عليهم عدم النسيان بأن الحياة مليئة بالتحديات التي تتطلب التحلي بالصبر لتجاوزها، وأن تترك الأمور تسير بمجراها الطبيعي.
- العيش بحياة غير متوازنة: غالبا ما يقوم البعض بتركيز جهودهم على تحقيق النجاح في جانب واحد فقط، مهملين الجوانب الأخرى، حيث يجد البعض ضرورة التركيز على تنمية ثرواتهم، والبعض يركز على تحسين قدراته المهنية، وغير ذلك من الجوانب الحياتية الأخرى. إلا أنه يجب العلم بأن الصحة والثروة والحب والعائلة كلها أمور تكمل بعضها. إن العيش بحياة متوازنة يعتمد على الإتقان الخارجي والهدوء النفسي الداخلي.
علاء علي عبد
عن موقع:
www.helium.com
عن جريدة الغد