منقول
خطيب جمعة الكوفة الشيخ صادق الحسناوي كتب ما يلي:
--------------
هل سنعتذر لصدّام يوماً ما ؟
كراهيتنا لصدام الناشئة من دمويته ، وبطشه ، وبوليسية الدولة في عهده ، و الغائه للآخر مهما كان موقعه وأثره ، تمنعنا دائماً من النظر الى الوجه الاخر للدولة ، والى التساؤل هل كان صدام رجل دولة ؟
انه عدو ، وينبغي ان ننظر لعدونا بموضوعية ، ويجب على من يخلفه ان ينظر في صحيفته فيتجنب جرائمه ، ويقلب منجزاته ، فيسعى لتجاوزها بالسرعة القصوى. وبصفتي عراقياً ، اعيش وأدرك ما نـتصف به ، فلست اشك ان الاقصاء ، و الالغاء للآخر ، هي الصفة التي نتميز بها عن غيرنا من شعوب الارض ، بل تربينا على الاقصاء ، و الالغاء داخل بيوتنا ، وبين جدرانها ، والأمثلة كثيرة ...
لم نكن انذاك ندرك ان صدام واحد من بيننا ، يتمثل صفاتنا ، وسلوكياتنا ، سواء أكان فعلاً ابن حسن المجيد. كان لصدام شارب مفتول يرفض ان تمتد له يد الحلاق ، ومقصه ، لما لرمزية قص الشارب من دلالة لدى الاعراب ، وصدام منهم ، فيُشذّبه بنفسه دون تدخل حلاقه الخاص !!
منعتنا الصورة الذهنية عن (انبياء كاذبين ووهميين) ان ننظر لصدام بموضوعية ، منعنا (العمى الارادي) ان ندرك ان بغداد واحدة من اجمل مدن العالم ، وان العراق دولة اقليمية مؤثرة ، وان الاقتصاد العراقي مستقر ، واللص ، والسارق ، يعلق على اعواد المشانق ، وان الزراعة في العراق تدعمها الدولة ، و اننا انتقلنا من الوقوف صفوفا طويلة لأجل الحصول على (طبق بيض) الى تصدير البيض ، و الطماطة ، والفواكه ، والخضر ، والاسمنت .....
ان في العراق شركة للصناعات الالكترونية ، و اخرى للأجهزة الدقيقة ، وان العراقي ليس مهدداً بالانقراض ، فالدولة تمنح الشباب سلفة زواج ، تطفئها تدريجيا عند تسجيل اول حالة ولادة جديدة ، وترتفع هذه السلفة لتصل الى خمسة الاف دينار اذاكان عمر الشاب الذي يروم الزواج اقل من 22 سنة ، وان التعليم مجاني ، والعلاج مجاني ، والشوارع غير منقسمة الى نصفين ، نصف للسلطة ، وأخر للشعب ، و انها متاحة للجميع ...
لم نكن نرى ان الوزير او المحافظ ، لا يتبعه العسكر او اساطيل السيارات المصفحة . لم نكن نرى ان اكثر من نصف قادة البعث ، وقادة الجيش ، والحكومة ، كانوا شيعة !!
لم نكن نرى ذلك ..كنا نرى وجه الطاغيةً فجاًة ، ويحيط به من كل مكان الغاز ، و اسرار ومخابئ سرية ، كناّ نرى كبار السن من المصابين بالأمراض المزمنة ، يستلمون شهرياً ، وبانتظام ، علاجهم من العيادات الشعبية ، بثمن بخس قدره خمسمائة دينار فقط !!! وهو علاج يكفي لشهر بل ازيد من شهر !!
،لم نك نريد أن نفهم أن محمد مهدي صالح وزير تجارة صدام ، قد نظم البطاقة التموينية للعائلة العراقية ، وأصبح كل فرد يستلم حصته شهرياً بانتظام ، والويل كل الويل ، لمن يتلاعب بقوت الشعب ، فيما استورد وزير تجارتكم (الداعية المؤمن ) عبد الفلاح السوداني كل فاسد من الغذاء ، ومسرطن ، وفرّ بما سرقه من قوت الشعب ، بعد ان كفله رئيس الحكومة !!!!!!!
كان الكربلائي سعدون حمادي ووزير خارجية صدام ، و الكربلائي وزير خارجيتكم ابراهيم الجعفري ، وشتّان بين الكربلائيين !!! فذاك يتكلم بلغة دبلوماسية ، وبلباقة ، ولياقة ، وهذا يتكلم بلغة المجانين ، وبثرثرة لا هوادة فيها ....لم نكن نريد ان نفهم ان سعدون حمادي شخصية سياسية بامتياز ، وعقل سياسي قل نظيره ، ومن الدواهي ان يقارن بالجعفري الاشمط المعتوه !!!!!!
وكان وزير نفط صدام ( السني عصام عبد الرحيم الجلبي ) ووزيركم الشهرستاني ، او عبد المهدي المنتفجي ، او غيره !!! وشتّان بين مفاوضات الجلبي النفطية ، ومفاوضات (الشمر الثاني) التي اضاعت الثمن والمثمن ، ولاول مرة في التاريخ نسمع ان بلدا نفطياً لايسد ثمن نفطه ، ثمن استخراجه ، والفضل في ذلك للعبقري الشهرستاني !!!
اراد صدام توسيع مساحة الوطن ، فأرتد عليه سكينه ليذبحه ، اما انتم فقد قضمتم الوطن وذبحتم المواطن.
صدام اعدم محمد باقر الصدر ، واغتال الصدر الثاني ونجليه
وضرب الشعب بالمدفعية والدبابات والطائرات ، وحاصر الشعب بالنار والحديد
وفي عهدكم نُقتل كل يوم بالمدفعية ، والدبابات ، والطائرات ، والمفخخات !!!!!
لم تقتلوا محمد باقر الصدر ، لكنكم امتّم فكره ، ولم تغتالوا الصدر الثاني ونجليه لكن احدكم يتمنى لو يغلق نهر دجلة بجثث اتباع الشهيدين الصدريين.!!
فهل لمجرمِ فضل على مجرم الا بالزيادة والسبق ؟؟؟
هتفت امرأة عراقية ، رافعة العملة النقدية التي تحمل صورة صدام قائلةً ( صدام خلافك ذلينا) بعد ان رات ان دولة اللجوء تسقيهم الماء من الابار. فعفا صدام عمن يعود الى العراق بعد هذه الاهزوجة.
ولم تهتز ضمائركم ، وانتم تجلبون الموت للعراقيين من البر والبحر والجو ... ولم يخالجكم الخجل وانتم ترونهم غرقى في بحر ايجه ، او ضالون ضائعون في عواصم الدنيا ، ومطاراتها !!!!!!!!! !!!!!!!!!!!!! ماذا قدمتم للاسلام ؟ للتشيع ؟؟؟ للوطن ؟؟؟؟
لقد تفوقتم على صدام في كل جرائمه ، وفشلتم ان تجاروه في منجزاته ، وانتم بهذا تمهدون لعودة صدام رمزاً وطنياً ، وتكتبون له صك المجد ، وقد قضى التاريخ ان تمجد الاجيال اللاحقة ، من لم تعش تحت حكمه من الحكام ، ودونكم المانيا ، فراقبوا نمو النازية الجديدة فيها ، وسطوع نجم هتلر من جديد ، ومبيعات كتابه ( كفاحي) بعد الافراج عنه في المانيا تكفي للدلالة على ذلك.
انتم ايها الحمقى لا تمهدون للمهدي ولا لدولته ....انكم تمهدون لعودة البعث ، وليس هذا ببعيد ، في وطن يقوده الاغبياء ، والمجانين ، ومن لصق بهم عار التاريخ
لستم بشيعة كما لم يكن صدام سنياً.
اخوكم ابن العراق الجريح: صلاح الدين سلطان