جلجامش...الأولى.
.........................
كأنا إذا ضَن ماءُ الفراتِ إنطفَئنَ
قناديلُها المُبصِرات
فأُسرجُ هَمي الى *أوصَره
أبي لا تُعني
احتَملني
انتَشِلني
من اللحظةِ الفاجِرة
.....
شتاءٌ لهُ في المساءِ
صديقٌ حميم
يُطعِمُ من فيهِ زوجَه
بقايا النهارِ
فتسألهُ العاهرة:-
عقيمٌ هو الليل؟
فلا يستطيعُ الإجابة
.....
فمن أينَ يبدأُ صُنعَ السفينةِ؟
بالفكرةِ الحاذِقة
أم في إحترافِ النجارة
أمِ الشعوَذة
أم القاسِطونَ أراحوا المُعنّى
وهيئتهُ الساذَجة!!!؟
....................................
*أوصرة قريةٌ من أعمال عجلون-الأردن
جلجامش...الثانية.
.........................
فلا تُشغِل البال
فالسؤالُ إقترابٌ من المُعضِلة
وميزابُ باب السماءِ
ضامئٌ
ينتَظرْ
كأن السحابَ...إستجابَ
فلم ينهمرْ
فعُد نحوها
واعتذرْ
وخُذ ما تيسّرْ
شهوةٌ حالِمةْ
واصطَبر
فلا بدّ
أن تنقَضي مِحنةُ الأولياءْ
كلمحِ البصرْ
وقُلْ
حين ترنو الى نهدِها عائدونْ
وقُل حين تومي الى ثغرِها
خائبٌ
وانتحرْ
كما تشتهيكَ العُيونْ
وإياكَ
أن يعتريكَ الجنونُ
فطوفانُها مذهلٌ
والفُراتْ
على أُهبَةِ الإنفلاتْ
.........................
جلجامش...الثالثة
...........................
مُتعبٌ يا صديقْ...
وذاكَ الدَعيُّ الذي غرّني بالخُلودِ
ميتٌ من قديم الأزلْ
.....
والفُراتُ الذي سِرتُ فيهِ
كأني على الأرضِ أخطو
بِلا مَركبٍ أو شِراعْ
مالحٌ
من خطايا النساءِ اللواتي إنتهينَ الى النشوةِ العارمةْ
وأسقَينا كل الثواني حياةْ
وأرخينَ للصالحين السُتُر
ومن سَعَفِ الباسِقات
عَلت شهقةُ الموبِقات
تَروي...عطاشىْ
عطاشىْ
ووجهي ندَمْ
وصوتي صلاةْ
فلا ماءَ في النهرٍ يَروي ظمأ
وهذا الخلودُ العجيبْ
يشُدُ بهامتيَ المُشرئِبةْ
كأني إلهُ الخطايا
على مذبحِ الأمنياتْ
فلا تنتظرني طويلاً
ولا تَبتَئس
.....
وتخرج التاءُ الثانية من [ فلا تنتظر ] لأنك ستركض صوب زهرة الخلود
وجنان من أحلام قد تفتح باب الأرض ، لكنها ستغادر كما تسرب كلكامش من ثقب البحث
وكل ما يتبقى هو شرف البحث عن الحكمة والخلود بمجد الحروف فأنظر ولا تنتظر
استاذي الشاعر المفكر القرشي تحية لما تبدع في ملاحم الخلود/ وقار
جميل أن يختزل الشاعر رحلة طويلة وملحمة تاريخية لشخصية تركت أثرها الواضح منذ الأزل الى الحاضر والمستقبل .. يستمد منها معاني كثيرة مما تضمنته حول الموت و الحياة و العالم الآخر بجنته وجحيمه .. ومعضلة الإنسان الأزلية الخلود.. وموقف الإنسان من القوى الغيبية.. لهذا كانت ولا تزال ملحمة كلكامش كأول صرخة بشرية معروفة .. تمجد الإنسان على هذه الأرض .. تعلنه مركزاً للكون .. فاصبح رمزا باذخا و مساحة شاسعة من التأثيرات و المؤثرات التي سطعت هنا بين حروفك .. فقد استطاع الشاعر أن يأخذنا لهذه الرحلة بكل رشاقة و اعجاب والوقوف أمام الرسائل حاولة ارسالها و التي حملتها الكلمات على جناح من روعة .. مودتي وبيادر من ياسمين الشآم