أنا...وبصراحه لاأغادر بيتي الا لأمر هام وضروري...وبما أن الجوع حالة تستدعي الأستنفار فقد نزلت الى الشارع لأشتري لفة فلافل...تفاجأت أن الشارع يزدحم بالناس ...منهم من يحمل أعلاما صغيره ومنهم من يحمل مظله تقيه حر الشمس لكن أغلبهم لم يكن يحمل مظله...قلت لنفسي...لابد أنه أمر جلل...ورأيت جنودا كثيرين يحملون البنادق يدفعون الناس بأخماصها والناس لايتذمرون...سألت..قالوا ان موكب الزعيم سيمر من هنا...فتملكني رعب شديد...بصراحه أنا عندي رئيس فوبيا منذ زمن بعيد...ففي زمن الرئيس الذي قبل قبل قبل هذا الرئيس أطلق الجنود النار لأخافة الجماهير المتكالبين على رؤيه الرئيس حفظه الله ورعاه (عفوا فمع دعاء الناس له بالحفظ والرعايه فأن الله لم يحفظه وقتها) مرت من قرب أذني رصاصة طائشه حفظني الله منها ومن موت محقق وأنا منذ ذلك الحين ترتعش أوصالي من مواكب الرؤساء حفظهم الله وأدام ظلهم على الرعيه...حاولت الهرب من المكان لكن ازدحام الجماهير منع حركتي وشعرت أن حالتي الصحيه ستسوء لحد الأسهال أجاركم الله.
تمكنت من التسلل عبر الزحمه الى زقاق فرعي والحمد لله...ولطشت جسمي على الحائط...اذكر أني قرأت على الحائط شعارات سياسيه فقلت لنفسي...سيتهمونك بكتابة هذه لشعارات...فتملكني رعب اضافي جديد ولعنت معدتي وجوعي الذين حشراني في هذه الورطه...لجأت الى الدعاء لسلامتي حتى بعد مرور الرئيس..
وفجأة لعلع الرصاص...سألت...هل مر سيادته...؟؟ قالوا كلا فهذا فوج حمايه يمهد لمروره رعاه الله وحماه...كثر تدافع الناس ليتخذوا مواقع استراتيجيه لمشاهدته..والجنود يدفعونهم...وسالت دماء البعض لكنهم لم يهتموا لذلك فالهدف أهم وأسمى من قطرات دم لأجل رؤيته على الواقع...قلت لنفسي لماذا لايرونه على التلفزيون فهذا أسلم...خشيت أن يسمعني جندي فيأخذني بتهمة الأرهاب...فوضعت يدي على فمي وتلفتت يمينا وشمالا لأطمئن أن أحدا لم يسمعني وأنا أفكر...خاطبت ربي ان أنجاني من هذه المحنه فسأذبح خروفا...
زاد الهرج والمرج وتحرك الجنود ...مر الرئيس والحمد لله على السلامه...لعن الله الفلافل...بسببها صرت مدينا بخروف....
اهلا أخي قصي المحمود...وأرجو أن لايكون ردي سياسيا...يعني شلون...؟؟ كل يوم نجرب واحد والعمر خلص..؟؟
ياسيدي ...أبعدنا الله عنهم...وعن مواكبهم...جانوا يبيعون فجل واليوم موكب الواحد منهم سبعين سياره سوداء...من غير الماطورسكلات....