لم يكن لديّ الوفير مِن السجائر في العُلبة، فور إنهاء إجراءات السفر توجهت إلى شراء عُلبة سجائر، ورحت أبحثُ عن مكانٍ أجلسُ فيه في رُكن المدخنين,,استوقفني وجهٌ لم أرهُ مِن سنوات، أعاد لي زمن الكُتب الدراسية والدفاتر المنسية، لم أكن أُحِبُ الكِتابة كثيراً، كُنت أميل للحفظيات، حقظ القصائد والقواعد االنحوية، لكنني اخترت فرع التجارة والاقتصاد الذي ضم علوماً متنوعة في الاقتصاد والمُحاسبة والمالية، لا أعلم لِم تداخلت الأفكار في ذهني بينما أتصفح ملامح ذلك الوجهُ الذي صادفتهُ في إحدى قاعات المُغادرة في المطار!
اَتخذت مكاناً قصياً وجلست لأُدخن سيجارتي، بينما أحاول التذكر أين التقيتُ ذلك الوجهُ!
التقطت لنفسي بعضاً مِن الصور (سيلفي) يبدو وجهي أجمل دون سيجارة، في الصورة الثانية جعل دُخان السيجارة الصورة غير واضحة، أبدو وكأنني خلف ضبابٍ رمادي اللحظات!
أمضيتُ وقتاً أسترجعُ وجوهاً صادفتُها، لم أتمكن من معرفة ذلك الوجه،، مرت الدقائق بارِدةً كما برودة الطقس، لِيُعلن عن قيام الرحلة رقم 2225، توجهت إلى البوابة 21، خلف ذلك الوجهُ المألوف، وماهي إلا دقائق حتى دخلتً إلى الطائرة، اِتخذتُ مكاني، و..يا للمُصادفة ! إنهُ سيجلُس بجانبي، لم أتمكن من التحديق به ملياً.. لكنني كُنتُ أختلِسُ النظر إليه من آن لِآخر.. تباً للذاكرة التي تأبي الوصول إلى صفحة ذلك الوجه..
بدأت الطائرة بالتحرك، اِستعداداً للطيران، وبدأت درجات الحرارة بالانخفاضَ. كم تنتابُني مشاعِرٌ مُختلفة قبل إقلاع الطائرة، عندما تتضاعف السُرعة اِستعداداً للطيران..
أشعر بأن شيئاً ما سيحدث، أدخلُ في دوامة من كوابيسٍ، لكنني في هذه الرحلة انشغلت عن كوابيسي بذلك الوجه الذي صادفتهُ، ومازال بجانبي ومازلت عاجزة عن تذكرهُ..
في كل 1000 قدم كُنت أنظر إليه، وأُداري نظراتي خجلاً إذا ما استدار إليّ!!
تحررنا من الجاذبية بسلام، وتحررت الأرض منا، لساعات قليلة ، كم جميلٌ منظر السماء ، هانحن ندخل غيمة ونخرج من ثانية، حتى علونا الغيمات السابحاتِ، شعرت بحركة غريبة في الطائرة ، كان كُل شيء يمضي بأمان،
ـ مالذي غير مسار الرِحلة من الأمان إلى القلق، طلبت المُضيفةُ مِن المُسافرين اِلتزام الصمت، وطلبتُ مِن الله أن تمضي الرحلة بسلام ونهبطُ الأرض سالمين..
كأن عاصفة أو زوبعة على وشك أن تُداهِم الطائرة، وتُلقي بِنا في الفضاء الرحب، لِتلتهِمُنا حيتان المُحيطات، أو وحوش الغابات! أمسك بي صاحب ذاك الوجه الذي شغلتني عنهُ الفوضى التي ملأت الطائرة إثر إعلان حالة الطوارئ بها!
ـ فجأة ومابين وجههُ والوجوهُ الخائفة التي حولنا، صرختُ إحسان..إنهُ هو ذلك الرجل مبعوث الشيطان إليّ الذي طبع قُبلة فوق خدي ذات زيارةٍ لمنزلنا وراح ينسج الحكايات عنها..ما أتعسني وأنا أُثير غُبار الأمس وسط هذا الزعيق والصُراخ، تمنيت أن لاننجو، وتمنيتُ لو لم ألتقِ بهِ..تمنيتُ لو أن الطائرة تتحول إلى حُطامٍ، وتمنيتُ لو أن السماء تُطوى طياً، ولو أن الأرض تكفُ عن الدورانِ.. تمنيتُ لو أنك تموت يا إحسان، وكم تمنيت أن لا ألتحِق بالرحلة 2225!
لحظاتٌ وهدأت عواصفُ البُكاء، وترتيلات القرآن والإنجيل.. لِيُعلن في الطائرة الهبوط الإضطراري في أقرب مطارٍ ! لم تكن دوامة العواصف تهمني قدر اهتمامي بتجاهُل وجه إحسان الذي دمر حياتي. سارعتُ إلى النزول من الطائرة ، والإبتعاد عنهُ، مشيتُ بعيداً بعيداً تارِكةً وجه إحسان يضيع وسط وجوه مئات المُسافرين..لِأفاجأ به عِند بوابة فندق المطار قائلاً:
ـ سيدتي نسيت حقيبتك الصغيرة معي!
ـ وبفوران الخجل في أوردتي، مددت يدي التي كانت ترتعشُ وتناولت الحقيبة الصامتة، الجماد التي لاتنطق كاظمةً غيظي..بينما إحسان تفنن بطبع قُبلةٍ فوق خدي بِكُل جرأة وثقة بنفسهِ..تارِكاً لي إيجاد عشرات التفسيرات والتكهنات لها!!
براءة الأنثى الطاغية التي تلازمها أبدا ما حييت!
وتبدو جليا في موقف ما، ولو بعد ألف عام من سكون...
تصوير مذهل لمشاعر البطلة بحروف نيرة متينة الحبكة القصصية
وقفلة أكثر من رائعة، تحض القارئ على التوقف والتكهن بماهية مشاعر الأنثى حين وجوم!
دمتم بألق وإبداع أديبتنا القديرة
احترامي
براءة الأنثى الطاغية التي تلازمها أبدا ما حييت!
وتبدو جليا في موقف ما، ولو بعد ألف عام من سكون...
تصوير مذهل لمشاعر البطلة بحروف نيرة متينة الحبكة القصصية
وقفلة أكثر من رائعة، تحض القارئ على التوقف والتكهن بماهية مشاعر الأنثى حين وجوم!
دمتم بألق وإبداع أديبتنا القديرة
احترامي
^_^
فدوة رحت لاحسان
^_^
لو ما لسانه الطويل
.....
والله اديبتنا القديرة عشت مع حرفك لحظة بلحظة
ما اروعك في السرد
وما اجملك ..باسلوبك الشيق
والخاتمة كانت كأنها عودة على بدء
^_^
فدوة رحت لاحسان
^_^
لو ما لسانه الطويل
.....
والله اديبتنا القديرة عشت مع حرفك لحظة بلحظة
ما اروعك في السرد
وما اجملك ..باسلوبك الشيق
والخاتمة كانت كأنها عودة على بدء
سرني مُعايشتك حرفي، وراق لك سردي
تحيتي وتقديري
نورت متصفحي