جواك سباني فضلَّ فـؤادي
عـديني بوصل لعلي أراكِ
مناي وحبي ومغزى حياتي
وهـبت حـياتي فـدى للقـاكِ
رجوت اللقاء فطرتِ بعيـداً
وحلَّ القضاء فـأدمى مناكِ
فهل من تدانٍ بُعَيْـدَ التنائي
لينعش صـدر كـواه نــؤاكِ
وهل من طبيب يداوي عليلاً
براه النوى فتصبَّر بـــــاكٍ
نصبت فخاخي لأهنا حياةً
فصدت فؤادي وكان هلاكي
زماني عصيب وفكري شغوف
فهــل من سبيل إليك ملاكي
وعمري توقف حيث انطلقت
أعـيدي إليه الحــيا والحراكِ
ليخضر عودي وتصفو حياتي
وتــرسـو سـفيني بغيرهـــلاكٍ
غرامي يزود ووجدي كتوم
أريحـي بعـــزٍّ أسيـر هـواكِ
وأرنو إليك بقلبــي وعقلـي
لعلي بحلمي أجوب سمـاكِ
ترن عـليَّ فأسمـــع هـتفــا
أناجي أناجي ولا من محاكٍ
فقـــلت لعــل حيــــاء نقيــا
تأبَّى وغالى لصـونِ نقـــاكِ
أردت كلاما كـــــذا وسلامـاً
وبوحاً بودٍّ أبتـْــهُ شِفــــــاكِ
أتدري قتيلا بأرض تركـــت
وجرماً عظيماً جنتـــهُ يـداكِ
وجــئت بهمٍّ عــليَّ ثقيــــلٍ
فكدَّر ذهنــي وفــــاق رؤاكِ
أترضي هلاكاً وحتفاً لمن كا
ن وحياً وطيفاً بحلم يــــراكِ
فيا ربة الحسن رقي لحالي
لمنْ هـام عمراً جُعلتُ فـداكِ
حنيني دوامـــاً إليك شغوف
ويبقى العتاب ويبقى التشاكي
لعشقي بعمـري سأبقى وفيـاً
أبياً عصياً لأحظى رضـــاكِ
وأشدو الهيام طوال حياتي
وأبقى شجـيا أناغي شجــاكِ
تمنيت دربي تقطع سُبــْــلاً
وأن لو تُركت بغير فِكـــاكِ
وأنَّ الزمان توقـف دهـــراً
لعـلـي أفــوز ببعض بهــاكِ
وأنَّ المدارس حقبا تأنـَّــتْ
رُدَّتْ رجـوعاً بغير انفكاكِ
لعزيت نفسي وقلت: كفـاكَ
كـفـاكَ هـيامـا كـفـاكَ تبـاكٍ
وأدبرت ظهري لهمي وحزني
وقـمــت أناجي إلـهي أحاكي
وأيقنت أن انفراجـا سيأتــي
يفــك وثاقي ويمحــو جفـاك
يقيني يقول إذا الوجد طـــال
تعـودي إبـتـداء كـذا منتهاكِ
وديني بأن العسير يســـــير
على الله حاشـا يخـيب شـاكٍ
إذا الوصل حال فما من مناص
إلـيـك فـعــودي إلـيَّ حــمــاكِ
فمن يسلك الحب يحتاج طرا
مراسا وصبرا وطول عراكِ
شـهور تمـر و أخـرى تحـل
فــيــوم أغـــــروآخـــــرزاكٍ
فيا يوم عجـل لتكحـل عيـني
و تشنف أذني بهمـس شفـاكِ
و يا… مهـلا أميطي جفــاك
و مني علـي بفيـض عـطـاكِ
فوجدي طال و شوقي تعاظم
و شعري يزهو بوصفي إياكِ
وجــذوة ناري تزداد حـــرقا
مـتى تطفئيهــا بريـح صباكِ؟
عـيـون تـتـوق إلـيك حـنيـنـا
بحال السكونِ وحال الحِراكِ
فـبــري بــودك فـالــبِـرُّ دَيــنٌ
على الحرِّ لو سال منه دمـاكِ
ولا تتركيني إذا الـدهـــر جارَ
ولا تحـرميني أنــــس لـقــاكِ
إذا تــذبحـيـني بغــــير أداة
و ألقى صريعاً بجرم هـواكِ
بوصـــف وقعـت أسيرا لبدر
فـكــيـف حقيـقا عـيـانا أراكِ
وكــيف السـبيل لأبلـغ هــذا
وكيف إذاصرتِ يوماً ملاكي
أظن مـقامـا عظيما سـأرقى
وحلمي سيبلغ صـداه صداكِ
هــلال عـظـيـم يكـــــاد يحـلُّ
فجـدي الدعـاء وفكي شباكي
إلـى الله عـــلَّ لــقـــــاءً يـتـم
فيذهب عناي و يذهب عـناكِ
رجـــائي بأن الغـياب قصـيــرٌ
وأنَّ رَبيعـــي سـيغزو شِــتاكِ
و أطرقُ رأسي فينأى بعـيداً
بفكري و ظني فـيرجع شـاكٍ
أخـال يقــول: تصـبَّر قـلـيـلاً
تنلْ ما تريـــد و تلـقي مناكِ
إذا الليل طال فـلا بـدَّ فـجــراً
يشـــع فــيبـدو مـنـه حــلاكِ
قـديمـــاً تنـادوا بـأن المحـبَّ
يرى الآلَ ماءاً فماذا عســاكِ
تكونـي بُعَيْـدَ السـرابِ علَّي
نسيمـاً علـــيلاُ يَبـثُّ شَــذاكِ
فما جانب الحق من قال يوما
لـيـبـعـــــد حــب أذلَّ فــتـــاكِ
عديني بعهدٍ ونَصْفٍ ووصلٍ
مع الحـبِّ مهما رماهُ عـِـداكِ
فمنْ ينكث العهد ظلماُ سيأتي
وظلم المـحــبِّ مضــرٌّهَـــداكِ
و ما شـكَّ قلـبي بودِّك يومـاً
ولا عزَّ يومــاُ علـيه ســـواكِ