وتمرُّ أمامي
(1)
وتمرُّ أمامي
وعيوني ضدَّانِ تستبقانِ
مَنْ هنَّ ستحظى بالنظرِ إليها
مَنْ هنَّ تعانقُ لونَ اللحظةِ حولي
حين تدورُ على أجفاني
تكسو النظرةُ منها
عنقودَ البسمةِ هذا المتدّلي من شفتيها النابعتينِ
بربيعِ العشقِ خضاراً
تتلوّن كلَّ همومي بالأملِ النابعِ من خدّيها
ونسيمُ الليل المتصبِّحِ من فجرِ لَمَاها
يحملني كي أشرقَ في شمس رُؤاها
(2)
وتمر أمامي
كنتُ....
وحديقةُ قلبي بستانينِ على كفِّ الشوقِ
تقبضنا وتبسطنا هِزّاتُ الذكرى
لكني أمضي بهما من قفري نحو معينكْ
وارفةٌ كلُّ ظلالكِ في صحرائي
تسطعُ نظرةُ عينيكِ بياضاً في بقع من ليل سوادي
يا دفئاً يسري في شريان الليل
يتمشّى في كلِّ عروقي
ويباغتُ بَرْدَ الحيرى
(3)
وتمر أمامي ....
أمكثُ في ساعة زمني
أتجولُ في كلِّ ثوانيها عمراً حتى ألقاكِ
أختبئُ وراء جدار البيتِ...
كطفلٍ يتنصّلُ مني
لا يعترفُ....
أني قاربتُ الخمسينَ
كلُّ مناهُ....
أن يَلقى عينيكِ على شفتيه
يمسكُ بالليلِ فيعصرُ ظلمتَهُ السوداء على كفّيه
ليراكِ صباحاً يتسلَّلُ في غصن بقائِهْ
يسكب في الشمس بريقَ ضيائِهْ
يُغرقُ كلّ مسافاتٍ تبعدهُ عن لقياكِ....
في شطّيه
آهٍ لو تدري كم بلَّلَ تاريخُ الحبِ النابضِ أيامَ خريفهْ
يتوسد طيفَك عند منامِهْ
يفتحُ كلَّ سماءِ الذاتِ الناعسةِ .....
في أرض حطامِهْ
يُدخلُ فيها نجمَكِ من بين نجومٍ تتوشّحُ ....
بالسهر النائمِ فوق سحاباتِ الماضي
(4)
وتمرُّ أمامي
من سعف الليل العالي
تتدفأُ كل أمانينا بالبشرى الخضراءِ
تهتّز شغاف القلب حنيناً يجمعنا للقاءٍ في عينيكْ
يا نسمة شوقٍ تتماوجُ في نهري
وتمدُّ ذراعيها كي تسبحَ في ظمئي
أشتاقُ مراراً أن أسبح في هذا الظمأ النهري!
(5)
وتمرُّ أمامي
ينفلقُ الحلمُ إلى لونينْ
لونُ عيونكِ تلك السابحتينْ
في مؤقٍ تتوضأ بالصمت النابع منهنْ
اخترتك زهرةَ شعري
تتبستنُ في كلِّ حروفي
وتفوحُ الطهرَ , تواسيني في كلِّ جروحي
شعري يزرعني دوماً في ذاتي
لكني أبذرُ في ريح القيظِ على خجلٍ غيْماتي
****************
خــــــــــــــــــــــــــــالد قـــــــــــــــــــــــاسم
*************************************