طرائف إذاعية :
رسالة الى برنامج يستغرق وصولها 17 عاماً !
محمد صالح ياسين الجبوري ـ كاتب وصحافي
كنت في بداية السبعينيات وحتى مطلع الثمانينيات اراسل الإذاعات المحلية (بغداد ، وصوت الجماهير) والإذاعات العربية وتركت هذة الهواية,
في سنة1995م إتصل بي أحد الاصدقاء وقال لي اليوم أذيع اسمك من إذاعة بغداد وسيتم إعادة إذاعة البرنامج بعد يومين. وقلت في نفسي أنا تركت مراسلة الإذاعات منذ فترة طويلة . ربما تتشابه الأسماء، وقد حرصت على متابعة البرنامج واتأكد بنفسي . كان معد ومقدم البرنامج (الاستاذ زهير أحمد القيسي ) وهو شخصية معروفة ، قال (وصلتني رسالة من المستمع محمد صالح ياسين الجبوري من الموصل والرسالة غريبة وقد بعثها المستمع عام 1978 وقد وصلت عام 1995م أي إنها استغرقت17 سنة من الموصل الى بغداد وهي أطول فترة زمنية لرسالة بعثت من الموصل الى بغداد مع العلم إن المسافة بين الموصل وبغداد هي 400كم ) .
وقد علمت أن مدير الإذاعة أجرى تغييرات واسعة وأعاد ترتيب وتنظيم الأرشيف وتم العثور على رسالتي هذه وإذاعتها في البرنامج ,
ففي أيام زمان كانت الرسائل البريدية هي الوسيلة الأكثر انتشاراً واستخداماً في المراسلة , وكانت الرسائل المسجلة أكثر ضماناً للوصول من الرسائل العادية .
واليوم تطورت وسائل الإتصالات وتم استخدام البريد الالكتروني والفيس بوك والرسائل القصيرة وأصبحت الرسائل تصل في دقائق الى اقصى بلدان العالم وليس كما حصل لرسالتي التي استغرقت 17 عاماً من الموصل الى بغداد ، وعليه يجب أن تدخل رسالتي في الموسوعات العالمية , إلا إنها غير موثقة.
الإتصالات الحديثة حققت تقدماً وأصبح البعيد قريباً ، وبإمكان المواطن أن يتصل بأبعد دولة من دول العالم في دقائق وربما ثوان ٍ .
الحياة في تطور، والعلماء يعملون لخدمة البشرية وراحة الإنسان .
محمد صالح ياسين الجبوري -كاتب وصحفي- الموصل