بسمه عزبي فريحات
عرفت منظمة الصحة العالمية الصحة على أنها المعافاة الكاملة بدنيا ونفسيا وعقليا واجتماعيا، لا مجرد انتفاء المرض والعجز ، وتتناول الصحة النواحي الأربع : الناحية الجسمية وهي عبارة عن التمتع باللياقة البدنية وانتفاء المرض والعجز، والناحية النفسية، وهي الشعور بالراحة النفسية دون اضطراب أو توتر نفسي، والناحية العقلية، وهي الشعور بالمسؤولية والقدرة على اتخاذ القرارات المناسبة دون تردد، والناحية الاجتماعية وهي القدرة على الإتصال والتواصل واحترام الآخرين.
ويشمل مفهوم الصحة أيضا المحافظة على بيئة صحية سليمة بما فيها المدرسة والبيت والمصنع والمزرعة.
والتربية الصحية هي نهج تربوي لتكوين الوعي الصحي والإدراك بالمسائل الصحية، بغية إحداث تأثير إيجابي في حياة الفرد بما يحقق التوازن الصحي وتكييف نمط الحياة مع الممارسة الصحية تكييفا طوعيا.
ومن هذا التعريف فإن التربية الصحية ليست إكساب الفرد المعارف فحسب، بل تشمل تطوير المهارات وتغيير السلوك أيضا واتخاذ القرار لتحسين الصحة.
تكمن أهداف التربية الصحية في تنمية وعي التلاميذ والأفراد في مواجهة المشكلات الحياتية في البيئة المدرسية والمحلية ومشاركتهم في إيجاد الحلول المناسبة لها، اضافة الى تزويد الأفراد بالمهارات والخبرات التي تساعدهم على تنمية معارفهم واتجاهاتهم وسلوكهم الصحي، وقدرة الأفراد على مساعدة أنفسهم للوقاية من المرض وتعزيز الصحة، وترجمة الحقائق الصحية المعروفة إلى أنماط سلوكية صحية، وتشجيع الاعتماد على النفس وإذكاء روح المبادرة ومشاركة الناس في عمليات اتخاذ القرارات التي تؤدي لإنجاز البرامج الصحية من خلال التعبئة للمواد المتاحة، وتنمية مواهب الفرد ورفع كفاءته لضمان إشراك المجتمع بالتنمية الصحية والتخطيط، والتركيز على دور الأنشطة خارج الصف ( زيارة الأطباء للمدرسة - الإذاعة المدرسية - مجلة الحائط - القراءة الحرة - الزيارات الميدانية - استعمال الحاسوب والأنترنت للتثقيف ) حيث يشجع التلاميذ على الإبداع والابتكار وتكوين الشخصية المتكاملة وإثارة المنافسة العملية بينهم، وقيام الأطفال بأنشطة ومشروعات صحية داخل الصف وخارجه لتعزيز السلوكيات الصحية، وتحفيز الافراد من أجل علاقات تدعم جوانب الرعاية الصحية الأولية في مجتمعهم.
أما عن دور المدرسة في مجال التربية الصحية ، فالتلاميذ يكتسبون في المدرسة معارف ومعلومات تجعلهم يحسنون سلوكهم من خلال تعاملهم مع ذاتهم ومع المجتمع، وتنعكس مستقبلا على نمط حياتهم في تغيير الكثير من الأفكار والممارسات الخاطئة في المجتمع ويتم التغير في مواقفهم وسلوكهم من خلال : صحة البيئة المدرسية والمرافق الصحية، والتربية البدنية والألعاب الرياضية، وتغير السلوك الغذائي، والعلاقات والتعامل بين التلاميذ والعاملين في الصحة المدرسية، وسلوك المعلمين وتصرفاتهم كقدوة للتلاميذ، وخدمات الصحة المدرسية والنشاطات الثقافية والوقائية.
ومن القواعد الصحية في الحياة اليومية تعويد الأطفال على النوم مبكرا و الاستيقاظ المبكر، لأنه يبعث في نفوسهم النشاط ويخلص الجسم من الفضلات، والقيام بتمارين رياضية بعد الاستيقاظ بهدف المحافظة على مرونة العضلات، أما الرياضة المجهدة فلا تمارس إلا بعد الاستيقاظ بساعتين أو بعد تناول الطعام بثلاث ساعات، حيث تكون العضلات دافئة والجملة العصبية نشطة ولا تحوي المعدة سوى القليل من الطعام.
ومن القواعد الصحية في الحياة اليومية أيضا الاستحمام بالماء الدافيء والصابون بعد الرياضة، لأن ذلك يؤدي إلى تنشيط الدورة الدموية وبالتالي تخليص الجسم من الفضلات، على أن يتم الاستحمام مرتين على الأقل أسبوعيا مع تبديل الثياب وقص الشعر والأظافر بانتظام، وحماية الأذن من البرد ومن العدوى الجرثومية، وعدم إدخال أي شيء إلى الأذن لئلا يثقب غشاء الطبلة، وعند حدوث الأصوات القوية ينصح بفتح الفم كي لا يتمزق غشاء الطبلة، وتخصص منشفة واحدة لكل طفل لكي لا تتنقل الأمراض من طفل إلى الآخر، وفتح نوافذ الصف بشكل متكرر لكي يتجدد هواء الصف، وعدم القراءة والكتابة ومشاهدة التلفاز من مسافة قريبة، وتجنب ارتداء الألبسة الضيقة لأنها تعيق جريان الدم داخل الأوعية الدموية، وتعويد الأطفال حمل حقائبهم المدرسية على ظهورهم كي يبقى الظهر مشدودا إلى الخلف، والتأكيد على تناول وجبة الفطور قبل مغادرة المنـزل، وعدم شراء الأغذية المكشوفة من الباعة المتجولين.