روض البنفســج لن يكون نضيــرا
في نفس من فَقدَ الجمـال حضــورا
والــروح إن فقَدتْ مواسم فجرهــا
أضحت كطيـبٍ قـد أضــاع عبيــــرا
لكنـَّــه الشــعر الجميــــل ووحــــده
مُتنفـََّــس يجلــو لديـــك شــــــعورا
تهفـو اليــه الــروح كيــف فراشــة
أتـت الشــموع تشَــوُّقــاَ وحبــــوراَ
يسري كما الأنفــاس يُغرق جوفهــا
بلذيــذ شـــوق قــد أذاب صـــــدورا
فالشـعر حمحمـة القلـوب وبحــــره
فيــضٌ تــدفّق بالغنـــــاء غزيـــــرا
والشعرهمس الحرف إن يك صادقا
ورؤاه تخفـق في الفضــاء نســورا
وجنـــــاه أغنيـــة تَحلَِّّــقَ حولهـــــا
أحلــى النـوارس متعــة وســــرورا
والشـــعر ميـراث الفـــــؤاد بليْلـــةٍ
اضنــاه شوق قــد أصـــاب ثغـــورا
أو وشــي حلـــمِ مُذْْهـبٍ في جنــــةِ
ضمَّــت إليهـــا أحرفـــا وســــطورا
يســقيك كأســا من غوايــة ناســـك
بين الحسان قضى الحيـــاة أســـيرا
والشــعر حيث النار كأس أزهــرت
بين الشـــــفاه تـأوُّهــــاً وســـعيـرا
أو هــودج حمل الحــروف محلقـــاً
فوق الغمـــام بجـرســها مســحورا
يعلــــو ويَخفِـق بالفــــؤاد كأنمـــــا
أرجوحـــة عَلَــت الغمـــام حبـــورا
والشـــعر ثغـــرٌ بالغنـــاء تفـــردت
كلمــــاته ســــحراً وإن يَــــكُ زورا
يـــا ســيد الكلمـــات دونـــك إنـــه
مــلأ القــــداح معتقـــــا ونميــــــرا
فارشف جناه فمـا المناحل شــهدها
إلا لمن عشِـــق الجمــال حضـــورا