قصبدة مهداة الى ســفانــة اكراما لها وتكريما لوالدها المرحوم ابن الشاطيء
كأن به عراقا ..
هـي الذكــرى تلوّنهــا الطيـــوف
وتدمـــع من ملامحهـا الحــروف
فــأحضنهــا وقلبي فـي الحنايــــا
يرفــرف مثل عصفــور يطـــوف
تــدنــدن مثـــل نـــاي قــد تنـاءى
وأرهقــــه التحــرك والـوقــــوف
فيــــا ذكـــرى الأحبــة أســعفيني
شـموس العمر أرهقها الكســوف
لقــد طـال الغيــاب وتلك روحــي
مفــــارقـةٌ يُمزقهــــا الخـــــريف
فلمّي الـــروح واحتفلـي بذكــرى
فقيـــد لــــم يفارقـــــه الرفيـــف
حبيـب أشــعل الأشـــعار عرســـا
ونيرانــــا تبـاركهـــــــا الألـــوف
فحـــلََّق حامـــلا وطـنــا وحزنــــا
وأوجاعـــا ومــا ملـك الشـــريف
ومــــا تـرك اليـــراع يســــيل إلا
بحـــرف لا تمــــــاثله الحـــروف
فعـاش مناضـــلا قلقـــا قويـــــا
وكان النصـل إذ تركــت ســيوف
وكان الصدق فــي "خفقــات قلب "
وفـي الأزمــات محتـــرف حصيف
فــذا اسـماعيل يا "جسير" سهما
ودرعــا كم تقارعــــه الحتــــوف
وقـد حمل الشــتات طــوال عمــر
فبــات الإســـم تتبعــه الوصــوف
هو ابن الشـــاطئ الفحل المعـــلا
وهـــذا الإســـم تعرفــه الألـــوف
قضـى عمــــرا يطـــرزه بيانـــــا
فكان الشــــعر ملجــأه النظيــف
فــيا حــرف الفقيد صنعت ذكــرا
كغصـن الكــرم تملـؤه القطـــوف
ننــــادمــه ُونـحفظــــه ليبقـــى
غراســا في مفارقهــــا الحفيــف
وزهــــراً ينثـــر العبـق المُــوشّى
علــى وطـن يــــلاحقه النــــزيـف
فضمي يـــا بــــــلادي كل حــرف
قضى في الغربــة الكبرى يطـوف
ونـــاجي فـي فضـــائك كل روح
أتتـْــكِ مـع المســاء بهـا وجيــف
وبــابن الشـــاطئ احتفلي وغـني
فكــم لك بعـــد غربتـــه لهــــوف
قضى رجــــلا كأن بــه عراقـــــا
شـَـــموخ ٌلا تكبِّلـــه الظـــــروف
1_ جسير : اسمك القرية التي ولد فيها المرحوم
2_ خفقات قلب : الديوان الأول للمرحوم
اقدمها كما هي بدون مراجعة