الإسلام طهر المعاملات بين الناس من كل ما يشينها ويفسد علاقات الناس فيها من الكذب والخيانة والغش و....
وللأسف نجد كل أنواع المفاسد تسري في المجتمعات الإسلامية . كاستعمال الشطط والتعسف في استعمال
الحق واغتنام قوة الجاه ونفوذ السلطة في أخد الحقوق واغتصابها وظلم الناس واكل أموالهم والنيل من أعراضهم
واقرب مثال نضربه على هذا آفة الرشوة .
حرم الإسلام الرشوة بكل أشكالها وصورها المتعددة وهي على اختلاف مظاهرها تنفذ إلى أخلاق الناس
فتفسدها وتتسرب إلى أوساط المجتمع فتقضي على تماسكه وتشيع فيه الظلم والتسلط والعدوان .
ومن مفاسدها قضاء الأغراض والمصالح على حساب المستضعفين الذين لا يملكون حق الدفاع
عن حقوقهم ولاحق التوصل الى حمايتها .
وكذا تكريس خلق الأنانية وللامبالاة في نفوس الراشين واعتقادهم انه بواسطتها تقضى الأغراض وتنتهك
القوانين وتداس المصالح فتنتفخ أوداجهم وينصاعون لأنانيتهم غير مبالين بحقوق الناس ولا بمصالحهم ،
ومن هنا حلت لعنة الله على الراشي الذي يعطي الرشوة وعلى المرتشي الذي يأخذها وحتى الرائش
الذي يمشي بينهما فعن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
" لعن الله الراشي والمرتشي والرائش بينهما " رواه الإمام احمد .
ويدخل في نطاق الرشوة كل الهدايا التي تهدى لأصحاب الشفاعات والوسائط وذوي الجاه والنفوذ .
من المسؤول عن هذه الظاهرة الخطيرة التي تهدد المجتمع الاسلامي ؟؟؟
الجواب هو كلنا مسؤول انا وانت وكل مسلم
بالانانية وحب الذات بالتصرفات غير السوية والبعيدة عن تعاليم الإسلام .
قال تعالى " ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس " سورة الروم ايه 41 .
فلنتعلم كلنا معنى جمال السلوك لندرك اثر الإيمان في سلوك الإنسان .
عن ابي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
" لاتحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا ولا تدابروا ولايبع بعضكم على بيع بعض وكونوا عباد الله إخوانا ، المسلم اخو المسلم ، لايظلمه ولايخذله ولايحقره " اخرجه مسلم .
إذا فشت الرشوة في مجتمع من المجتمعات فلا شك أنه مجتمع فاسد، محكوم عليه بالعواقب الوخيمة، وبالهلاك المحقق.
لقد تحمل الإنسان الأمانة التي عرضت على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها، والواجب على هذا الإنسان أن يؤدي الأمانة على الوجه الأكمل المطلوب منه لينال بذلك رضا الله تعالى وإصلاح المجتمع، أما إذا ضيعت الأمانة ففي ذلك فساد المجتمع واختلال نظامه وتفكك عراه وأواصره.
وإن من حماية الله تعالى لهذه الأمانة أن حرم على عباده كل ما يكون سببًا لضياعها أو نقصها؛ فحرم الله الرشوة وهي: بذل المال للتوصل به إلى باطل، إما بإعطاء الباذل ما ليس من حقه، أو بإعفائه من حق واجب عليه، يقول الله تعالى: {ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحكام لتأكلوا فريقًا من أموال الناس بالإثم وأنتم تعلمون} [البقرة:188].
ويقول الله تعالى في ذم اليهود: {أكالون للسحت} [المائدة:42]. ولا شك أن الرشوة من السحت كما فسر ابن مسعود رضي الله عنه الآية بذلك.