سهولة البحث والتنقل وإجراء التعديلات في الكتاب الإلكتروني
علاء علي عبد
تعد الكتابة من أهم الوسائل التي استطاعت حفظ تاريخ الحضارة الإنسانية عبر آلاف الأعوام. وشهدت الكتابة منذ عرفها الإنسان العديد من مراحل التطور التي بدأت بالكتابة على الأحجار، ومن ثم على جلود الحيوانات، وانتهاء بالكتابة على الورق العادي الذي نراه اليوم في كل مكان، وأسهم ذلك التطور بتسهيل انتشار الكتابة بين الناس إلى حد بعيد.
وأثرت الثورة التكنولوجية على جميع مناحي الحياة اليومية، وتأثرت الكتابة ووسائلها بهذه الثورة، وظهر ما يسمى بالكتاب الإلكتروني E-Book.
والكتاب الإلكتروني عبارة عن نسخة إلكترونية غالبا ما تكون لأحد الكتب الورقية التي سبق وأن تم نشرها من قبل. ويمكن للمستخدم شراء أو اختيار بعض النسخ المجانية؛ لتحميلها على حاسوبه الشخصي أو المحمول لقراءتها، علما بأن هناك العديد من البرمجيات التي تسمح للمستخدم بتقليب صفحات الكتاب الإلكتروني، بشكل يتشابه إلى حد بعيد مع طريقة تقليب صفحات الكتاب العادي. ويمكن للمستخدم تحميل تلك البرمجيات على جهاز حاسوبه.
ولقراءة الكتاب الإلكتروني يتوجب استخدام ما يسمى بقارئ الكتب الإلكترونية الذي يمكن أن يكون جهازا خلويا أو جهاز المساعد الرقمي الشخصي PDA، أو حتى جهاز الحاسوب العادي.
ويعد جهاز كيندل الأبرز في هذا المجال، وقد طرح مؤخرا في الأسواق جهاز كيندل 2 الذي يتميز عن سابقه باحتوائه على خاصية القراءة الصوتية، التي تمكّن المستخدم من الاستماع لقراءة النص الظاهر على الشاشة، من دون الحاجة إلى أن يرهق نفسه بالقراءة. ويذكر أن العديد من الشركات العملاقة مثل سوني وغيرها، أصبحت تهتم بإنتاج أجهزة قارئة متطورة للكتب الإلكترونية.
وتواجه الابتكارات الجديدة، وخصوصا التكنولوجية منها، نوعا من التضارب في ردة فعل المستهلك تجاهها بين القبول والرفض، كلّ حسب وجهة نظره الخاصة.
وتحمل الكتب الإلكترونية إيجابيات وسلبيات مقارنة بالكتب العادية، ومن بين الإيجابيات:
• سهولة البحث: يمكن البحث آليا عن فقرة معينة عبر نص الكتاب الإلكتروني، أو التنقل بين أجزائه باستخدام الروابط النشطة التي يحتويها.
• سهولة التنقل: يمكن لجهاز قارئ كتب إلكترونية واحد أن يضم آلاف الكتب الإلكترونية، الأمر الذي يسهل نقلها إلى أي مكان، إضافة إلى أن ذلك الجهاز لا يحتل سوى مساحة صغيرة من سطح المكتب على سبيل المثال.
• سهولة إجراء التعديلات: يمكن تغيير شكل وحجم الخط المستخدم في الكتاب الإلكتروني.
• ملاحظات قابلة للحذف: يمكن وضع ملاحظات خاصة في حاشية الكتاب الإلكتروني أو تضليل بعض فقراته، وحذف تلك الملاحظات والتضليلات من دون ترك أدنى أثر على صفحاته.
• الصور المتحركة: يمكن أن تضم صفحات الكتاب الإلكتروني صورا متحركة أو حتى مشاهد فيديو.
• عدم الحاجة للضوء: طبقا لنوعية الجهاز القارئ فإن تصفح الكتاب الإلكتروني لا يتطلب سوى قليل من الضوء، بل وفي بعض الحالات لا يحتاج للضوء إطلاقا.
• أسعار معتدلة: في الوقت الذي نجد فيه بأن أسعار الأجهزة القارئة مرتفعة نوعا ما، نجد بأن الكتب الإلكترونية رخيصة جدا، لدرجة أنه يمكن تحميل الكثير منها مجانا.
وإضافة لما سبق فإن الكتب الإلكترونية لا تحتاج للورق والحبر لإنتاجها، والأهم من هذا أنها تتجاوز مشكلة نفاد النسخ المطبوعة بشكل مفاجئ.
ومن سلبيات الكتب الإلكترونية:
• الحاجة لبرمجيات إضافية: نحتاج لمطالعة الكتب الإلكترونية إلى جهاز إلكتروني كالحاسوب مثلا، وإضافة عدد من البرمجيات الخاصة لهذا الأمر.
• الحاجة لطاقة كهربائية: تستخدم بعض الأجهزة القارئة بطاريات كي تعمل، والتي قد تنفذ في وقت غير مناسب.
• الحساسية العالية: مقارنة بالكتب العادية فإن قارئ الكتب الإلكترونية، يعد من الأجهزة الحساسة التي يمكن أن تكسر بسهولة في حال تعرضت لأي حادث.
• الحاجة لوجود نسخ احتياطية: في حال تعرض الجهاز القارئ للسرقة أو الضياع أو الكسر، فإن المستخدم سيفقد جميع الكتب المخزنة داخل الجهاز، الأمر الذي يستوجب الحرص على وجود نسخ احتياطية من تلك الكتب على جهاز آخر.