أنا موجة في بحور الأماني
أراقص حلما فيرتاب منـــــــــــي
أصاحب نجما سناه صبوح
فيعلو ويدنو ويسأل عنــــــــــي
أمن كوكب أنهكته المعاصي
أمنّك جئتٌ شعاعا يغنـــــــــي ؟
أنا نبتة في صحارى الدروب
شربت المخاوف فاستنزفتني
أحثّ خطاي ، طريقي ضباب
يقيني اشتهاء وأمني تمنّــــي
أنا همسة في صقيع الفراق
فيشقى الفؤاد وتدمع عينـــي
أنا نجمة في أصيل اللقاء
إذا ما تعلق غصن بغصـــــن
أنا جمرة في ليالي الحنين
وشوقي دروبي وكوني و لوني
أنا ضحكة من صفاء الغدير
سكبت المعاني به ، غاب عني
ويا ليتني قطرة فيه تجري
فأطوي الدروب بشعري وفنــي
أنا رجع ماض سحيق ولكن
معانيه تسمو وللروح تغني
وبين المعاني ومغنى الوجود
يطول الرحيل وأهرب منـــي
أنا فكرة في ضمير الغيوب
لها قد عشقت كما عشقتنــي
فيا غيب كن لي دليلا فإنّي
غريب بدنيا الورى لا تدعني
أنا وحي وجد قديم جديد
فما نال منه الأسى والتّجنّـــي
أنا ثورة تستعيد الشموخ
لدنيا تحث الخطى للتدنـــــــي
أنا يقظة حدّقت للأعالي
فألقت إليّ بوحي مُــــــــــــرٍنًٌَُّ
فليست يدي تستطيع الوصول
ولا هي مدٌت يدا أنقذتنـــــي
أنا حلم قلب يفيض شبابا
يغني جمالا ورقة لحــــــــــــن
فؤادي جنان من الأقحوان
وفكري ينهل من كلّ مزن
شباب التسامي لنيل المعالي
يقيم المحاريب منها ويبني
شباب تعانق فيه الرؤى
ضمير الزمان فلا شيء يفني
أنا تائه باحث عن سمائي
فكل الدروب تساوت لعيني
فصوت تردّد في داخلي
فلم تصغ إلاّ لداعيه أذني
فأدركت أني أسير السراب
وأنشد ما لا يُنال وأنّي ...