إلى أمي التي
ما زالت تعتبرني طفلا...
أحبو على سجادة صلاتها..
إلى أمي التي
سألتني ذات ربيع باك :ما الشعر..؟
قلت :هو شيء شبيه بصلاتك..
فراحت تصلي لإله بعيد..
ورحت أصلي ..!
يا صوت عقلي وقلبي ..
يا حضن السلام وشعلة الإيمان...
ويا شموع الأمل البسام ...
يا سرب نساء في امرأة واحدة ..
يا جمعا بصيغة مفرد ..!
ها هوذا عيدك .. سيمفونية الحياة .. وها هي ذي الكلمات عاجزة عن التعبير عن نفسي التواقة إلى نجم جريح .. فتغردين لي بالأمل وتذرفين أخيلة ملائكية .. تعلنين انبعاث الفينيق من رماده ليحلق بعيداً في سماء الحب الأول ....
أمي التي :
تلوذ بظل الحنـان وتشـدو
لديها الأمومة مهـد ولحـدُ
تطوف بأشواقهـا كـل واد
على شفتيهـا صـلاة ووردُ
تنام وسادتها الحب ، تصحو
فكل الوجود رضيـع ونهـدُ
هي الأم أمي التي من عبيـر
له من صداها خلود ومجـدُ
خلقت من الحب كلـك حـب
فلا أرتوي منك قبـل وبعـدُ
قوافي الطبيعة حولـك عقـد
فنجم يـروح وآخـر يغـدو
وأنت الصباح المضرج عطرا
على راحتيك سرور وسعـد
فأنت الطبيعة خصبا عطـاء
ووجهك برق وقلبـك رعـد
وأبقى على العهد أرفو خطاي
على طرقات الطفولة أعـدو
أنـا طفلـك الأبـدي انــا
بقلبك حيـن الزمـان يشـد
ألوذ أجل كـل شـيء لديـه
حدود وحبـي لهـا لا يحـدُّ
أمي التي عجزت عن تخويفي من العيون والعفاريت والخرافات الجميلة...
لم تعجز عن تفجير نبع الحب حتى آخر غريق..
ترى :لو خلت الدنيا منها هل كانت ثمة دنيا..؟
مهما أوتيت من الكلام شعرا ونثرا فلن أستطيع أن ألبي أوامر القلب ونواهيه... هذا القلب النابض بعيدك .... هذا العيد الذي يضفي على الوجود معنى فريدا .. تزينه سنابل الفرح وعناقيد الأمل .
لذلك ظلي أمي الأبدية لأظل طفلك العابث اللاهي بفراشات الطفولة والأمومة .. لأظل أزرع الحبق على ضفاف العمر... أجل ظلي أمي الخالدة… لتبقى طفولتي مرحة.. بريئة.. بعيدة عن سنابك الزمن وتجاعيد الأيام …!
أنـت يـا أمـي نبـع كـل حـنـان ورفيـف المنـى طــوال الـزمـانِ فإلـى صـدرك الشـفـوق مــلاذي وعلـى قلبـك الخـفـوق مكـانـيِ أي شـيء يفـوق وجهـك نــورا وعلـيـه كـواكــب و أغـــانِ أي وصـف يليـق بـالأم .. أمــي إنـهـا فــوق قــدرة الـفـنـان أنـت يـا أمـي سـر كـل جـمـال عـبـقـري مـعـطـر فــتــان أنت عنـدي سنابـل الحـب تتـرى وأكالـيـل كــل قـلـب قـــان أنـت عـيـد و بهـجـة لـفـؤادي ورفـيـف الأشــواق و الألـحـان فـي يديـك الصبـاح يجـري نقيـا فكـأنـي بــه يـشـق عنـانـي حين ينساب صوتك العذب في عـمـ ق فـؤادي يهزنـي مــن كيـانـي حيـن أرنـو إلــى النـجـوم أراك لا أراهـا فـأنـت نـجـم الأمــان حيـن أبقـى مضرجـا باغتـرابـي أحتسي مـن خطـاك نبـع الجنـان أنـا فـي عيـدك العظيـم أغـنـي و معـي كــل عـاشـق حـيـران أنـا فـي حضـرة الأمومـة طـفـل يتهـادى فـي أجـمـل الأحـضـان آه لـولاك مــا شــدا أي طـيـر أو تبـاهـى بقبـلـة عـاشـقـان فاعذرينـي إذا أنــا لــم أنمـنـم واعذرينـي علـى قصـور بيـانـي آه أمـي.. ظلـي بقلـبـي ضـيـاءً و أفيضـي عـلـيّ كــل حـنـان وأعيـدي طفولتـي مــن جـديـد ضقـت ذرعـا بشيبتـي و هوانـي و اقذفينـي علـى المـروج لألـهـو مـع قــط و أرنــب و حـصـان بـك أمـي تزهـو الطبيعـة حسنـا بـك صــدري يـضـج بالإيـمـان ليـس للدنيـا أي طعـم و معـنـى دونـمـا ثـغـر أمــي الـمـلآن كلـمـا دب فـــي داء عـضــال كنت لي البلسـم الـذي كـم شفانـي كـل عـام و أنـت حلـم حيـاتـي كـل عـام و أنـت فـي وجـدانـي أنـت فـي خاطـر الزمـان نشـيـد يتـراءى لـكـل إنــس و جــان أنـت و الـحـب تـوأمـان فــأي مـنـكـمـا أول و أي ثـــــان؟ لا تغيبـي فإنـنـي قــد تـعـود.. ت علـى رؤيـة النسيـم الحـانـي لـيـت آذار لا يغـيـب طـويــلا فـأنـا لا أطـيـق غـيـر ثــوان ليـس عنـدي هديـة غيـر حـبـي يتغـنـى بلـحـنـه الأصـغــران كل أرض من دون خطوك سجـن.... ضقت ذرعا........... بخطوة السجان حين ضاع المكان........ كنت مكاني حين ضاع الزمان........ كنت زماني
تمنع الريح عني
وموج السغب
ثم تنفض عني
غبار التعب..
وتموج عواطفها
كسنابل من فضة وذهب
وأنا الولد المستحيل..
أحوك مداي بأغنية ولهب
وأفيض كما النزف
أسرج أخيلتي
وأروض وحش التعب
تسوق قطيع الغيم التائه
في مراعي آذارالجريح
تصب الأمومة في قدح العمر
فيغدو الكون أوسع من الكون
ويغدو قلبي مغدى للفراشات
ومراحا للنيازك ...
علياء محرابها
وأنا أتساءل:عما بها...!
وأمد الكلام الجميل
بساطا على بابها
لأنك أمي..
تصير الطبيعة أحلى
ويغدو جميع الشعوب..
جميع القبائل أهلا
وأصير أنا
زيزفونا وفلا
آه..آذار..
يا وجع القلب.. والذاكره
يا سماء مضرجة بصلاة الأمومة..
ونكهتها العاطره
يا هبوب الدم في الروح
يا مطرا..
لم يعد كسماواته الماطره
ثم نجم بعيد.. يضيء
إنه وجه أمي الذي
حفرته السنون
فصار ملاذا ..مزارا
لرؤاي الضليلة والحائره..!
أنـت يـا أمـي نبـع كـل حـنـان
ورفيـف المنـى طــوال الـزمـانِ
فإلـى صـدرك الشـفـوق مــلاذي
وعلـى قلبـك الخـفـوق مكـانـيِ
أي شـيء يفـوق وجهـك نــورا
وعلـيـه كـواكــب و أغـــانِ
أي وصـف يليـق بـالأم .. أمــي
إنـهـا فــوق قــدرة الـفـنـان
أمير القوافي جميل داري . انها فعلا فوق قدرة الفنان .. تأملنا آيات الشعر في هذه اللوحة الصافية .. و ما أبدت من صور للام خافية .. فنعم المصور و الصورة هذه الينابيع .
فصحت فأسكت الجميع بأ بداع = وزدت فأوقت الجموع بامتاع
فمن أنت و السحر الجميل معانق = و من أنت في شد العقول باقناع؟؟
التوقيع
تـذكّـــــري مَـن لم تُحِـــــبِّيـه = والقلبُ أنتِ دائِــمًا فــيـهِ
ديْن عليكِ سوف يبقَى عالقًا = وليس مِن شيءٍ سيُلغيهِ
العربي حاج صحراوي .
[SIZE="5"][COLOR="Blue"]القدير جميل داري
قرأت هذا الإنهمار وهذا الدّفق من المشاعر بلغته النّابضة المتدفّقة ....
.وصدّق يا جميل أخي الغالي أنّي وجدت نفسي أقبّل وشم أمّي الأخضر على صورة فوتغرافية لها ببيتي ....
شعرت بها تحضنني اليها وأناأرى في عينيها كلّ الرضى وأشمّ عرق الأمومة فيها وأتنفّسه....
فدعني أقول لك بكلّ صدق أنّ ما قلت وما كتبت عن والدتك الكريمة البهيّة كان أقرب الى هسيس الرّوح وكان الماعات أضاءت الرّوح .....
فقد انسكبت بكلّي في هذه الكلمات الجبّارة...
شكرا القدير جميل لأنّك منحتني مشاعر أزهرت منها الرّوح ....فما أعظم أمهاتنا عندما نصوغهن لغة بلسان ومداد قلمك أيّها القدير
والى أمك....الى أمّي .....الى كلّ امهات الدّنيا هذا النّغم التونسي