دائرة الوجع
في ذكرى النكبة
\
كلُّ الجراحاتِ تنامُ فوق كتِفي
كلُّ الحصى بات يشتهي قدمي
كلُّ الضفافِ ملاجيءٌ للتائهين
كلُّ الليالي تستريحُ لتغرق في دمي
كلُّ الدوائر تدور ,,لتطحن رحى الأيام شقاءَها وبؤسَها
وتفركَ اللحظاتِ بالوجع
كلُّ الأرصفةِ بلا هواء
والمارة تركوني لتيه الدُّوار
كل الأزقة تعرت بوهم الحلم بعد أن عبرتها خطى الشهداء
كل ذرات الهواء رافقت الموتى للقبور
كل نوافذِ الحياةِ موصدةٌ بوجهِ الليل
وصوت الأطفال من تحت الركام يطرق أبواب السماء
كل الآهات توقفت
ومصابيح التيه احترقت
والدماء في الصدور تيبست
كل شيء أصبح ضيقاً
حتى المدى لم يعد يتسع لحناجر الصغار وهي تصرخ
كل تفاصيل الحكايات ترتعش
وتتقاطر على ذرات التراب
وهي تفتش عن مسافاتي
كل الفراشات ضلت طريقها للزهر والعشب في عصف الريح
كل الألوان أصبحت رمادية
والفصول توقفت في رحلتها عند عتبة الشتاء
كل الرؤى أصابتها الخيبة في مأساة جدب
,,الأحلام شاخت,,
والشعوب تقتات الهم
كل الأصابع مثقوبة
,,النخيل فقد طلحه
والزيتون يستغيث بالمارة,,
كل التواريخ كالحطب معلقة على جدار الوهم
تحرقها النار ليبتلعها النسيان
كل الضمائر أصابها داء الأنفصال
لتتعرى ويصير سعر الدم زهيداً في سوق العدل
الليل يأخذ بيد النهار ليرميه على حافة القبر
وآلالات الدمار تجرف بلا رحمة
الحياة نائمة
وأنياب الوحشة تنغرز في صدري
وعظام رأسي تتلكأ عن استيعاب وجعي
الغبار فقد عيونه وهو يسرح في مساماتي
وضفائري تتلوى على صدري
وكلماتي إليك لم تكتمل بعد.......!
كالموتى نحن....
ولكن يغرينا الكلام وتوقظنا الصفعة
ففي إرتياب الوقت ووجع اللحظة...... واغتراب الزمن
وأنين المساء
أخدع مخاوفي وأحتسي أوهامي
وألملمُ كلَّ الصرخات المكبوتة داخلي
فيفر وجهي من بين يدي
لتتناسل أنفاسك بين عروقي
أحس بدبيب نبضك يقترب مني
وتنتهي دائرة الوجع عند بوابتك
على ترابك
و
نعود!!!!!
\
عواطف عبداللطيف
15\5\2013