أخرج الإمام مسلم في صحيحه، في باب فضل الحب في الله " عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم : أَنَّ رَجُلا زَارَ أَخًا لَهُ فِي قَرْيَةٍ أُخْرَى ، فَأَرْصَدَ اللَّهُ لَهُ عَلَى مَدْرَجَتِهِ مَلَكًا ، فَلَمَّا أَتَى عَلَيْهِ قَالَ : أَيْنَ تُرِيدُ ؟ قَالَ : أُرِيدُ أَخًا لِي فِي هَذِهِ الْقَرْيَةِ ؟ قَالَ : هَلْ لَكَ عَلَيْهِ مِنْ نِعْمَةٍ تَرُبُّهَا ؟ قَالَ :لا ، غَيْرَ أَنِّي أَحْبَبْتُهُ فِي اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ . قَالَ : فَإِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكَ بِأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَبَّكَ كَمَا أَحْبَبْتَهُ فِيهِ.
نستفيد من هذه القصة أهمية زيارة الأخوان والحب في الله.
وفي حديث آخر أنّ النبي صلى الله عليه وسلم جعل زيارتك لأخيك في الله من موجبات الجنة ؟ قال عليه الصلاة والسلام : ألا أخبركم برجالكم من أهل الجنة ؟ النبي في الجنة ، والصديق في الجنة ، والشهيد في الجنة ، والمولود في الجنة ، والرجل يزور أخاه في ناحية المصر لا يزوره إلا لله عز وجل "أخرجه الطبراني في معاجمه الثلاثة" .
و روى الترمذي وابن ماجة أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : مَنْ عَادَ مَرِيضًا ، أَوْ زَارَ أَخًا لَهُ فِي اللَّهِ ، نَادَاهُ مُنَادٍ : أَنْ طِبْتَ ، وَطَابَ مَمْشَاكَ وَتَبَوَّأْتَ مِنْ الْجَنَّةِ مَنْزِلا . يقول له ملك - أمره الله بذلك – طبت : أي طاب عيشك في الدنيا والآخرة، وطاب ممشاك لأن الله يحب هذا السعي منك . وتهيأت لدخول الجنة .
وفي رواية إنّ الرجل إذا زار أخاه قال الله : " عبدي زار فيَّ ، وعلي قِراه". قال صلى الله عليه وسلم :" فلم يرض له بثواب دون الجنة أخرجه أبو يعلى بإسناد جيد.
وفي رواية أخرجها الإمامِ مالكٍ رحمه الله.
عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ رحمه الله قَالَ : دَخَلْتُ مَسْجِدَ دِمَشْقَ ، فَإِذَا فَتًى شَابٌّ بَرَّاقُ الثَّنَايَا ، وَإِذَا النَّاسُ مَعَهُ ، إِذَا اخْتَلَفُوا فِي شَيْءٍ أَسْنَدُوا إِلَيْهِ وَصَدَرُوا عَنْ قَوْلِهِ ، فَسَأَلْتُ عَنْهُ ، فَقِيلَ : هَذَا مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ . فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ هَجَّرْتُ فَوَجَدْتُهُ قَدْ سَبَقَنِي بِالتَّهْجِيرِ ، وَوَجَدْتُهُ يُصَلِّي ، قَالَ : فَانْتَظَرْتُهُ حَتَّى قَضَى صلاته ، ثُمَّ جِئْتُهُ مِنْ قِبَلِ وَجْهِهِ ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ ، ثُمَّ قُلْتُ : وَاللَّهِ إِنِّي لا حِبُّكَ لِلَّهِ . فَقَالَ : أَاللَّهِ ؟ فَقُلْتُ : أَاللَّهِ . فَقَالَ : أَاللَّهِ ؟ فَقُلْتُ : أَاللَّهِ . فَقَالَ : أَاللَّهِ ؟ فَقُلْتُ : أَاللَّهِ . قَالَ : فَأَخَذَ بِحُبْوَةِ رِدَائِي فَجَبَذَنِي إِلَيْهِ وَقَالَ : أَبْشِرْ ؛ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : وَجَبَتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَحَابِّينَ فِيَّ ، وَالْمُتَجَالِسِينَ فِيَّ ، وَالْمُتَزَاوِرِينَ فِيَّ ، وَالْمُتَبَاذِلِينَ فِيَّ .
وفي رواية في صحيح مسلم إنّ الله ينادي يوم القيامة : أَيْنَ الْمُتَحَابُّونَ
بِجلا لِي ؟ الْيَوْمَ أُظِلُّهُمْ فِي ظِلِّي يَوْمَ لاظِلَّ إالا ظِلِّي. ولما عدّد رسول الله صلى الله عليه وسلم الخصال الموجبة للظلال بقوله : سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله » ذكر منهم رجلين تحابا في الله ، اجتمعا عليه ، وتفرقا عليه .
لذلك على المسلم أن يحب جميع أخوانه المسلمين أياً كانوامن جنسيته أو من غير جنسيته وأن لا يتكبر عليهم وأن لا ينبزهم بأبشع الألقاب فكل هذه ليست من صفات المسلم وان يبعد عنه آثار الشيطان من البغض والحقد والكراهة والغل، والتفرقة العنصرية فتلك هي من أسباب السقوط في هاوية البغض والكراهية والرذيلة. وقد حذرنا الله تعالى في كتابه العزيز بقوله:
باسودان
شكرا وجازاك الله كلّ خير فما قرأت هنا ينفذ الى القلب بقوّة فالمحبّة في اللّه وللّه من أرقى الرّوابط ...
وما كان للّه دام واتّصل وما كان لغير الله انقطع وانفصل