حامد بن حسن
قصة قصيرة
لم يكن صحفيا معروفا ,او اديبا مشهورا, يكتب في بعض الاحيان ,مقالات عن واقعه المتحول ,ويسطر في احيان اخرى ,قصصا قصيرة ,تعكس حياته ,وحياة الاخرين في مجتمعه المملوء بالتناقضات , الغاية الوحيدة ,من تلك الكتابات هو التنفيس ,عن حالة الكبت النفسي التي يعيشها في مجتمع تسوده قوانين ,وضعت لتزيد من ذلك الضيق ضيقا آخر, في يوم ما ,من ايام العطل الرسمية ,اراد كتابة قصة قصيرة ,من نسج الخيال ,تمنى ان تنال اعجاب اصدقائه على صفحات الصحف ,امسك القلم بيد ترتعش ,يتوقع الشاهد لها انه مريض بالرعاش ,لكنه لا يعرف ان هناك من يحفز علامات الخوف ,والرعب لتكون ظاهرة في يديه ,خط الكلمة الاولى من قصته القصيرة ,واسترسل بالحديث مع نفسه كأنه يعيش مع - حبيبه امرأة في الثانية والعشرين من عمرها متزوجة ولديها بنتان وولد , وآخر لازال ينمو في رحمها في الاشهر الاولى , الازمة الاقتصادية في البلاد ,نتيجة الحصار المفروض بسلطة الدولة الكبرى, تضرب اطنابها ,وتحفر في وجوه الناس اخاديد من العوز والفقر , لحبيبة قريبة تسكن في احدى دول الخليج , اتصلت بها ,ابلغتها بان لديها عمل لها ,عليها ان تترك كل شيء وتأتي , كيف لها ان تسافر وأولادها لازال اكبرهم في السنة السادسة والأخر في اشهره الاولى , عادت قريبتها مرة ثانية ,واتصلت بها ,عليك ان تجهضيه وتقدمي الينا , لا تأتي محملة بشي ء , امست في صراع مع نفسها , تغلب في النهاية ضغط العوز على ضغط غريزة الامومة ,قامت بإسقاط الطفل ,وتضرعت امام زوجها بأنها تعرضت إلى حالة اسقاط , اخبرت زوجها بأنها ستسافر إلى دبي بناءا على طلب من قريبتها لعلها تجد فرصة عمل هناك , لم يمانع زوجها بذلك بشرط ان تعود بعد شهر من سفرها لمشاهدة اطفالها , تركت اثنان ,وأخذت الطفل الرضيع معها , وسافرت دون ان تلتفت إلى الوراء, مر الشهر والتحق الطفل الرضيع بإخوته , وبعد اشهر سافر الوالد ايضا , وترك ثلاثة اطفال لدى عمهم الاصغر يعانون الحرمان من الحب والحنان وابتسامة الوالدين - مر شهر على نشر هذه القصة في احدى وسائل الاعلام المقروءة ,وفي احدى الامسيات جاء اثنان رجل وامرأة وهو امام داره متخذا من ( دكة ) الباب مجلسا ,بعد السلام استفسر الرجل منه عن شخص يدعى حامد ,
-حامد ابن من ؟
-يدعى حامد ابن حسن
- وصلتم تفضلوا إلى داري قالو له
-لسنا بجلوس بل جئنا نخبرك بأنك فضحت امر هذه المرأة المسكينة .
ومن هي ؟
انها حبيبة
اي حبية هذه ..؟ حبيبة من نسج الخيال , حبيبة كانت في افكاري ,حبيبة لم تكن جسدا من لحم ودم , حبيبة كانت كلمات .
عليك ان تصلح الامر وإلا ..
وإلا ماذا ؟ ,لا عليكم سأعيد تلك الكلمات إلى مخبئها , سأمزق كل شيء ,مزق القرطاس , كسر القلم ,خاط فمه بخيط من حديد ,وأشر بيديه المرتعشتين ألا يكفي هذا ...؟
حامد بن حسن
قصة قصيرة
لم يكن صحفيا معروفا ,او اديبا مشهورا, يكتب في بعض الاحيان ,مقالات عن واقعه المتحول ,ويسطر في احيان اخرى ,قصصا قصيرة ,تعكس حياته ,وحياة الاخرين في مجتمعه المملوء بالتناقضات , الغاية الوحيدة ,من تلك الكتابات هو التنفيس ,عن حالة الكبت النفسي التي يعيشها في مجتمع تسوده قوانين ,وضعت لتزيد من ذلك الضيق ضيقا آخر, في يوم ما ,من ايام العطل الرسمية ,اراد كتابة قصة قصيرة ,من نسج الخيال ,تمنى ان تنال اعجاب اصدقائه على صفحات الصحف ,امسك القلم بيد ترتعش ,يتوقع الشاهد لها انه مريض بالرعاش ,لكنه لا يعرف ان هناك من يحفز علامات الخوف ,والرعب لتكون ظاهرة في يديه ,خط الكلمة الاولى من قصته القصيرة ,واسترسل بالحديث مع نفسه كأنه يعيش مع - حبيبه امرأة في الثانية والعشرين من عمرها متزوجة ولديها بنتان وولد , وآخر لازال ينمو في رحمها في الاشهر الاولى , الازمة الاقتصادية في البلاد ,نتيجة الحصار المفروض بسلطة الدولة الكبرى, تضرب اطنابها ,وتحفر في وجوه الناس اخاديد من العوز والفقر , لحبيبة قريبة تسكن في احدى دول الخليج , اتصلت بها ,ابلغتها بان لديها عمل لها ,عليها ان تترك كل شيء وتأتي , كيف لها ان تسافر وأولادها لازال اكبرهم في السنة السادسة والأخر في اشهره الاولى , عادت قريبتها مرة ثانية ,واتصلت بها ,عليك ان تجهضيه وتقدمي الينا , لا تأتي محملة بشي ء , امست في صراع مع نفسها , تغلب في النهاية ضغط العوز على ضغط غريزة الامومة ,قامت بإسقاط الطفل ,وتضرعت امام زوجها بأنها تعرضت إلى حالة اسقاط , اخبرت زوجها بأنها ستسافر إلى دبي بناءا على طلب من قريبتها لعلها تجد فرصة عمل هناك , لم يمانع زوجها بذلك بشرط ان تعود بعد شهر من سفرها لمشاهدة اطفالها , تركت اثنان ,وأخذت الطفل الرضيع معها , وسافرت دون ان تلتفت إلى الوراء, مر الشهر والتحق الطفل الرضيع بإخوته , وبعد اشهر سافر الوالد ايضا , وترك ثلاثة اطفال لدى عمهم الاصغر يعانون الحرمان من الحب والحنان وابتسامة الوالدين - مر شهر على نشر هذه القصة في احدى وسائل الاعلام المقروءة ,وفي احدى الامسيات جاء اثنان رجل وامرأة وهو امام داره متخذا من ( دكة ) الباب مجلسا ,بعد السلام استفسر الرجل منه عن شخص يدعى حامد ,
-حامد ابن من ؟
-يدعى حامد ابن حسن
- وصلتم تفضلوا إلى داري قالو له
-لسنا بجلوس بل جئنا نخبرك بأنك فضحت امر هذه المرأة المسكينة .
ومن هي ؟
انها حبيبة
اي حبية هذه ..؟ حبيبة من نسج الخيال , حبيبة كانت في افكاري ,حبيبة لم تكن جسدا من لحم ودم , حبيبة كانت كلمات .
عليك ان تصلح الامر وإلا ..
وإلا ماذا ؟ ,لا عليكم سأعيد تلك الكلمات إلى مخبئها , سأمزق كل شيء ,مزق القرطاس , كسر القلم ,خاط فمه بخيط من حديد ,وأشر بيديه المرتعشتين ألا يكفي هذا ...؟
ذكرني حامد حسن بالشاعر الهندي طاغور ففي عام 1912 سافر طاغور إلى إنجلترا، للمرة الأولى، منذ أن ترك الجامعة، برفقة ابنه. وفي الطريق، بدأ طاغور يترجم آخر دواوينه: "جيتنجالي" إلى الإنجليزية.
وكانت كل أعماله السابقة تقريبا قد كتبت بلغته البنغالية، لقد قرر ترجمة المجموعة الأخيرة من باب التسلية، ولقتل وقت السفر الطويل بحرا دون أن يبتغي شيئاً من ترجمته