" تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ " أي من تحت غرفهم ومنازلهم .
قال فرعون " وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي " الآية " يُحَلَّوْنَ " أي من الحلية " فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ" وقال في المكان الآخر " وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ……. فاطر (33) "
وفصله هاهنا فقال " وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ " فالسندس ثياب رفاع رقاق كالقمصان وما جرى مجراها.
وأما الإستبرق فغليظ الديباج وفيه بريق وقوله " مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ " الاتكاء قيل الاضطجاع وقيل التربع في الجلوس وهو أشبه بالمراد هاهنا ومنه الحديث الصحيح " أما أنا فلا آكل متكئا " فيه القولان .
والأرائك جمع أريكة وهي السرير تحت الحجلة والحجلة كما يعرفه الناس في زماننا هذا بالبشخانة والله أعلم .
قال عبد الرزاق أخبرنا معمر عن قتادة " عَلَى الْأَرَائِكِ " قال هي الحجال قال معمر وقال غيره السرر في الحجال .
وقوله " نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًا" أي نعمت الجنة ثوابا على أعمالهم وحسنت مرتفقا أي حسنت منزلا ومقيلا ومقاما كما قال في النار " بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا "
وهكذا قابل بينهما في سورة الفرقان في قوله " إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا الآية (66) "
ثم ذكر صفات المؤمنين فقال " أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا*خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا * الفرقان (74-75) .