يقول تعالى بعد ذكره المشركين المستكبرين عن مجالسة الضعفاء والمساكين من المسلمين وافتخروا عليهم بأموالهم وأحسابهم فضرب لهم مثلا برجلين جعل الله لأحدهما جنتين أي بستانين من أعناب محفوفتين بالنخيل المحدقة في جنباتهما وفي خلالهما الزروع وكل من الأشجار والزروع مثمر مقبل في غاية الجودة .
ولهذا قال : " كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آَتَتْ أُكُلَهَا" أي أخرجت ثمرها " وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا" أي ولم تنقص منه شيئا " وَفَجَّرْنَا خِلَالَهُمَا نَهَرًا" أي والأنهار متفرقة فيهما هاهنا وهاهنا .
يخبر تعالى عن عباده السعداء وهم الذين آمنوا بالله ورسوله وصدقوا المرسلين فيما جاءوا به أن لهم جنات الفردوس
قال مجاهد: الفردوس هو البستان بالرومية
وقال كعب والسدي والضحاك هو البستان الذي فيه شجر الأعناب وقال أبو أمامة : الفردوس سرة الجنة
وقال قتادة : الفردوس ربوة الجنة وأوسطها وأفضلها وقد روي هذا مرفوعا من حديث سعيد بن جبير عن قتادة عن الحسن عن سمرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم " الفردوس ربوة الجنة أوسطها وأحسنها "
وهكذا رواه إسماعيل بن مسلم عن الحسن عن سمرة مرفوعا وروي عن قتادة عن أنس بن مالك مرفوعا بنحوه روى ذلك كله ابن جرير رحمه الله وفي الصحيحين " إذا سألتم الله الجنة فاسألوه الفردوس فإنه أعلى الجنة وأوسط الجنة ومنه تفجر أنهار الجنة " وقوله تعالى " نُزُلًا " أي ضيافة فإن النزل الضيافة .